+ A
A -
طهران - وكالات - أفادت تقارير إيرانية محلية بسقوط أربعة قتلى خلال الاحتجاجات الإيرانية التي اندلعت مساء أمس الأول ردا على رفع أسعار الوقود، في حين أعلن أمس توقف حركة المسافرين بين العراق وإيران. ونقلت مواقع إيرانية غير رسمية أن ثلاثة أشخاص قتلوا في مدينة خورمشهر جنوب البلاد خلال احتجاجات الجمعة.
ونقلت حسابات إيرانية على «تويتر» وقوع أعمال تخريب وإضرام النار في بعض المؤسسات، وأن قوات الأمن ردت بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين، بينما أفادت وكالة «إسنا» شبه الرسمية بسقوط قتيل وإصابة آخرين أمس في مدينة سيرجان.
ونقلت الوكالة عن حاكم المدينة بالإنابة محمد محمود آبادي قوله: «للأسف قتل شخص»، مؤكدا أنه «مدني»، وأشار إلى أنه لا يزال من غير الواضح إن كان «جرى إطلاق النار عليه أم لا». وأضاف أن عددا من الأشخاص أصيبوا خلال المظاهرات، وشدد محمود آبادي على أنه «لم يؤذن لقوات الأمن بإطلاق النار وسُمح لهم فقط بإطلاق عيارات تحذيرية.. وهو ما قاموا به».
وذكر أن بعض الأشخاص استغلوا «التجمع الهادئ» الذي أقيم في سيرجان وقاموا بـ «تخريب ممتلكات عامة ومحطات وقود وأرادوا الوصول إلى خزانات الوقود وإضرام النيران فيها»، لكن قوات الأمن التي شملت الشرطة وعناصر الحرس الثوري والباسيج أحبطت محاولاتهم، وفق ما نقلت عنه الوكالة. واتسعت رقعة التظاهرات أمس في إيران غداة قرار مفاجئ للحكومة برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمائة لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمائة لكل ليتر إضافي كل شهر. وإضافة إلى سيرجان، خرجت تظاهرات «متفرقة» ضد الإجراءات في عدة مدن بينها عبدان والأهواز وبندر عباس وبيرجند وغشساران وخرمشهر وماهشهر وشيراز، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). وأفاد الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي أن بعض «مثيري الشغب» أضرموا النيران في مصرف في الأهواز، بينما أطلق «مسلحون مجهولون ومثيرون للشبهات» النار على النار وجرحوا بعضهم، لكنه أضاف أن معظم التظاهرات التي خرجت في باقي المدن اكتفت بإغلاق الطرقات.
وأفاد التليفزيون الرسمي أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في بعض المدن، دون تحديد تاريخ ذلك.
واتّهم «وسائل إعلام معادية» بمحاولة استغلال الأخبار الكاذبة والتسجيلات المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لتضخيم التظاهرات وتصويرها على أنها «كبيرة وواسعة النطاق».
وقال المدعي العام محمد جعفر منتظري إن الناس سينأون بأنفسهم عن «بضعة مخرّبين» تظهر أفعالهم أنهم ضد النظام.
وخرجت تظاهرات جديدة أمس في مدن دورود وكرمسار وكركان وإيلام وكرج وخرم آباد ومهديشهر وقزوين وقم وسنندج وشاهرود وشيراز، بحسب «إرنا».
وذكرت الوكالة أن «بعض السائقين احتجوا على السعر الجديد للبنزين عبر إيقاف سياراتهم والتسبب باختناقات مرورية».
وأشارت إيران إلى أن الهدف من تقنين توزيع البنزين ورفع أسعاره هو جمع أموال تستخدم لمساعدة المواطنين المحتاجين.
وصرح رئيس منظمة التخطيط والميزانية محمد باقر نوبخت، عبر التليفزيون الرسمي، بأن الإجراء سيدر 300 ألف مليار ريال (حوالي 2.55 مليار دولار) كل عام. وأوضح أن نحو ستين مليون إيراني سيحصلون على مبالغ تتراوح ما بين 550 ألف ريال (4.68 دولار) للعائلات المكونة من زوجين ومليوني ريال (17.46 دولاراً) للعائلات المكونة من خمسة أشخاص أو أكثر.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن 75 بالمائة من الإيرانيين يعيشون حاليًا «تحت الضغط»، وأن العائدات التي سيثمر عنها رفع أسعار البنزين ستخصص لهم لا لخزينة الدولة.
وحاول روحاني رفع أسعار الوقود في ديسمبر الماضي لكن مجلس الشورى عرقل الخطوة غداة تظاهرات هزّت إيران على مدى أيام. ورأى رئيس مجلس الشورى آنذاك أن الخطوة لا تحظى بشعبية و«لا تصب في مصلحة البلاد». ويأتي قرار رفع أسعار الوقود وتقنينه في فترة تحمل حساسية مع استعداد إيران لانتخابات تشريعية في فبراير.
وأشار نوبخت إلى أن الإجراء تقرّر من قبل المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي الذي يضم الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية، وهو ما يوحي بأن القرار حظي بموافقة كافة أركان النظام.
copy short url   نسخ
17/11/2019
1086