+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 2013م أشعلت الأميركية «كاتي جونسون» النار في غابة، وذلك للترفيه عن صديقها رجل الإطفاء الذي يشعر بالملل لِقِلة الحرائق!
كانت نية «كاتي» أن تُرفِّه عن رجل إطفاء واحد، ولكن الترفيه شملَ كل رجال الإطفاء في ولاية أوريغون الأميركية، حيث شبَّت النار بشكل مجنون وأكلتْ ثمانين ميلاً مربعاً بالتمام والكمال، واستمرَّ رجال الإطفاء يترفّهون لمدة أسبوعين وتكلّفت الدولة ثمانية ملايين دولار!
ومن الحُب ما أحرق!
يختلفُ الناس في طريقة تعبيرهم عن الحُب، بعضهم رومانسي جداً يُضيء الشموع لأنه لم يُجرِّب أن يعيش مثلنا دون كهرباء فتصبح الشمعة في ذهنه لها مفهوم الفساد والحرمان لا الرومانسية!
وبعضهم يشتري الهدايا بكثرة، ولا ينسى المناسبات الخاصة، والمناسبات الخاصة تهم النساء عادة أكثر ممّا تهم الرجال، فذكرى الزواج عند المرأة أشبه بيوم الاستقلال عند الدولة لا يجب أن يمر مرور الكرام، أما عند غالبية الرجال فهو يوم عادي لا يستحق الاحتفال، ولكن بعضهم يحتفل من باب سد الذرائع، ودفع الشر المُترتِّب على عدم الاحتفال، عملاً بالقاعدة الفقهية ارتكاب أخف الضررين!
بعضنا يُحبُّ كثيراً ولكنه لا يُجيد التعبير بالكلام، يترك هذا للمواقف، وكلٌّ بحسب ثقافته وخلفيته، فجداتنا يُعبرن عن حبهن بإعطاء الجد أكبر قطعة من لحم الفروج، وهذا عندهن بمثابة قصيدة كانت تُهديها ليلى الأخيلية لتوبة بن الحُمير! ورجال الجيل القديم كانوا أشداء لا يُظهرون حنانهم إلا انفلاتاً، فترى أحدهم حين يسألها عن حالها كأنّه ابن زيدون يستعطفُ ولادة بنت المستكفي! على أنّه والحق يُقال إن حبهم على ما يبدو في ظاهره جاف إلا أنه كان حقيقياً، وكانت المرأة وإن عانتْ من الجفاف في الكلمة الحلوة والاهتمام، تعرف أن إلى جانبها رجلا يحرق الدنيا كلها في سبيل خاطرها!
وبعضنا قد يشعل غابة!..
والجنون فنون!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
17/11/2019
893