+ A
A -
تمكّن الجمهور العالمي في منتدى باريس للسلام 2019 من التعرف على الرحلة التعليمية الفريدة، التي ينغمس فيها الأطفال في أكاديميتي، وهي أول مدرسة تقدمية في دولة قطر.
وسعيًا منها إلى تمكين الجيل القادم من القادة ومبتكري الحلول، تهدف أكاديميتي، التي تعمل تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، إلى إعادة صياغة المشهد التعليمي من خلال اتباع منهج دراسي مبتكر ومواد تعليمية من شأنها أن ترتقي بمفهوم التعليم الفردي إلى مستوى جديد.
وقد تم تقديم رؤية أكاديميتي على المستوى العالمي، في فعالية خاصة من ضمن فعاليات منتدى باريس للسلام، قامت خلالها مديرة الأكاديمية مريم الهاجري، ومدير معهد التطوير التربوي بمؤسسة قطر مهدي بن شعبان، بتقديم عرض أمام الوفود القادمة من جميع أنحاء العالم، حول الرؤية والمنهج والرسالة التي تحملها الأكاديمية.
وقالت الهاجري: «لقد اختلف أطفال اليوم عن أطفال الأمس إلى حد كبير، ما حتم علينا إعادة اكتشاف متلقي التعليم اليوم». وأضافت: «تقوم رؤية أكاديميتي على إتاحة الفرصة للأطفال بأن يحصلوا على رحلتهم التعليمية الفريدة، فعلى الرغم من كوننا جميعًا نؤمن أن كل طفل هو فريد من نوعه، فقد أخضعناهم دائمًا لتجربة موحدة، ومحددة ومخطط لها مسبقًا في المدارس، قد لا تكون ملائمة لكل واحد منهم، وهو ما أوجد حاجزًا نحاول أن نكسره».
وتهدف أكاديميتي، التي افتتحت أبوابها في شهر أغسطس 2019، إلى توفير بيئة تعليمية مبتكرة منذ المراحل الأكاديمية الأولى للطفل. وتقوم حاليًا المدرسة ومقرها المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، بتسجيل الأطفال في سن مبكرة ما قبل المدرسة، وتتوسع لتغطي مراحل التعليم من الروضة وحتى الصف الثاني عشر.
وأوضح بن شعبان: «تتمحور أكاديميتي حول فكرة الاختيار، نحن نثق بالأطفال في اختيارهم، ولا يمكن لهذا الخيار أن يكون منتجًا، إلا إذا كان محاطًا ببيئة تتيح التعلم والاستكشاف والبحث، حيث تقود أكاديميتي فلسفة جوهرية تقوم على مبدأ أن كل طفل يتميز بصفات فريدة، ولديه اهتمامات ومواطن قوة محددة، وطرق تفكير معينة، وجميعها تتطلب رعاية على المستوى الفردي، وذلك بهدف إطلاق العنان لقدراتهم الكاملة». وتوفر المدرسة خبرات تعليمية مبتكرة وفردية للغاية، وهي تثق بالأطفال وبقدرتهم على توجيه رحلة التعلم الخاصة بهم وسط بيئة إيجابية وداعمة، وهو نهج يعزز الثقة بالنفس، والشغف بالتعلم مدى الحياة.
كما تنظم الأكاديمية الطلاب في مجموعات متعددة الأعمار ولا تتقيد بالمستويات الصفية، حيث يتم تعزيز الاهتمامات والتركيز بشكل متساوٍ على التنمية الشخصية والأكاديمية.
وقال بن شعبان أمام جمهور منتدى باريس للسلام: «في أكاديميتي، نحاول إزالة العوائق والحدود الافتراضية التي قد نجدها في المدرسة التقليدية».
وأضاف: «بالنسبة لنا، من المهم للغاية أن تكون حرية الاختيار متضمنة في المدرسة في كل مستوى. أن نرى أطفالًا يأتون في الصباح، ويختارون أين يذهبون، وماذا يفعلون، وكيف ينتقلون إلى المستوى التالي». وبدلًا من النهج التقليدي القائم على موضوع معين، يقوم المنهج المبتكر على تطوير خطط مخصصة لكل طالب على حدة، وتقول مريم الهاجري خلال جلسة النقاش في باريس: «نحن نمنح كل طفل الفرصة لأن يقود رحلته التعليمية الخاصة به». وتهدف أنشطة الفصل الدراسي في أكاديميتي إلى تمكين الأطفال من الاستكشاف وإنشاء روابط مع الطبيعة والزملاء من الطلاب، مع اعتماد محدود على التكنولوجيا، بالإضافة إلى استخدام المصطلحات المحلية للمدرسة مبنية لإلهام وتحفيز الطلاب.
كما يتم وصف الدروس اليومية على أنها «أسئلة»، والفصول الدراسية «غرف استكشاف»، والمعلمين «متعاونين»، حيث تعزز المدرسة فكرة التعلم باللعب. وأوضح بن شعبان: «لقد حققت أكثر العقول إبداعًا في عالمنا إنجازات عظيمة من خلال المرح، فاللعب هو كل ما يريد الأطفال القيام به».
كما قالت الهاجري خلال جلسة منتدى باريس للسلام: «الإبداع هو شيء يولد الأطفال معه، ولكن خلال رحلتهم المدرسية، تنخفض مهاراتهم الإبداعية والابتكارية بطريقة ما، وهذا ما أثبتته البحوث. إن نهجنا ليس ألا نجعلهم مبدعين، بل أن نعزز ونحمي إبداعاتهم».
وأكدت الهاجري أن هذا المستوى من الإبداع مصمم ليس فقط لتحقيق الفائدة للأطفال، بل للمجتمعات التي يعيشون فيها، قائلة: «إننا ننظر إلى الكيفية التي يمكننا بها أن نطلب من الأطفال القيام بأفعال ذات تأثير إيجابي قد يغير العالم، إننا نثق بقدرتهم على إنتاج أفكار جديدة، ونحن نتبع هذا الخط حتى نصل إلى مكان يكون لدينا فيه شيء يمكن أن يحدث تحولًا إيجابيًا في مجتمعاتهم».
copy short url   نسخ
15/11/2019
464