+ A
A -
باريس- قنا
أكدت دولة قطر حرصها على تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للدول المحتاجة في العالم بأسره، والإسهام في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030، في إطار التزامها بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة لاسيما مبدأ التعاون والشراكة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، خلال أعمال الدورة (40) للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المنعقدة في باريس وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وقال سعادته إن دولة قطر حريصة في سياستها الخارجية على الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، لاسيما مبدأ التعاون والتنسيق والشراكة مع العديد من مناطق العالم دون تمييز، وتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لصالح العالم بأسره لمواجهة التحديات المشتركة، والإسهام في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، على الرغم من الحصار الجائر الذي تتعرض له منذ يونيو 2017 والذي لم يثنها عن الوفاء بالتزاماتها الدولية.
وأشار سعادة الدكتور الحمادي في هذا السياق إلى إعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على هامش اجتماعات الدورة (74) للجمعية العامة للأمم المتحدة ومن خلال مشاركة سموه في قمة العمل المناخي التي انعقدت في 23 سبتمبر الماضي، مساهمة دولة قطر بمبلغ (100 مليون دولار أميركي) لدعم الدول الجزرية النامية والبلدان الأقل نموا، للتعامل مع تغير المناخ والتحديات البيئية، وتوقيع مؤسسة التعليم فوق الجميع عقد الشراكة الجديد مع البنك الدولي، والذي يلزم الطرفين بتوفير (250 مليون دولار) لدعم مليوني طفل وتمكينهم من الوصول إلى التعليم النوعي في (40) بلدا.
كما لفت إلى إعلان دولة قطر في منتدى الدوحة لعام (2018) تقديم دعم متعدد السنوات لتمويل عدد من هيئات منظومة الأمم المتحدة بمبلغ (500 مليون دولار).. مبينا في هذا السياق أن إجمالي المساعدات المالية التي قدمها صندوق قطر للتنمية لدعم قطاع التعليم في مناطق عدة من العالم بلغت خلال الفترة من 2013 إلى 2019 قرابة 710 ملايين دولار.
وأكد سعادته إيمان دولة قطر الراسخ بأن التعليم حق إنساني ومطلب أساسي لتحقيق الديمقراطية والتنمية المستدامة.. مضيفا «لهذا بادرنا باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتنفيذ الخطة الإستراتيجية الثانية لقطاع التعليم والتدريب بالدولة (للفترة من 2018 إلى 2022) المنبثقة من رؤية قطر 2030، والتي تتوافق مع الأهداف التنموية وغايات الهدف الرابع والمؤشرات العالمية للتعليم».
كما أشار في كلمته إلى التقدم الذي أحرزته دولة قطر تجاه بلوغ غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في ارتفاع معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي والمساواة الكاملة بين الجنسين في مراحل التعليم العام، وكذلك إنشاء مدارس تخصصية للطلبة ذوي اضطراب التوحد والإعاقة الذهنية.
وقال سعادته إنه وفي إطار تعزيز تعليم التكنولوجيا والعلوم والهندسة والرياضيات تم افتتاح مدارس للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بالإضافة إلى إدراج مهارات التعلم مدى الحياة، والمهارات الحياتية في المناهج الدراسية.
واستعرض سعادة وزير التعليم والتعليم العالي جهود تطوير المنهج التعليمي الوطني لدولة قطر.. وقال «راعينا في إعداده أن يكون وفق مبادرات اليونسكو لدعم السلام من خلال التعليم، وأن يعزز القيم والكفايات العامة الهادفة إلى تخريج الطالب الذي يحترم الاختلاف ويقبل الآخر، ويتفهم ركائز المواطنة العالمية، وينبذ التعصب والعنف والإرهاب والغلو الفكري، ويحترم التعددية والتنوع الثقافي، ويتبنى ثقافة الحوار والتسامح المتبادل وقيم التعاون الدولي والسلام العالمي والعيش المشترك، ويحترم حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه أو دينه أو لغته أو أصله».
وعلى مستوى التقدم في التعليم العالي لفت الدكتور الحمادي إلى افتتاح فروع لجامعات عالمية في الدوحة، بالإضافة إلى الكليات والجامعات التخصصية لتلبية احتياجات السوق القطرية، وتوسيع نطاق الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص والشراكات الإقليمية والدولية لدعم وتعزيز البحث العلمي والابتكار.
وفي مجال الثقافة والتراث، أكد سعادته حرص دولة قطر على الاهتمام بالتنوع الثقافي وحوار الثقافات والحضارات والأديان، إيماناً من قيادتها الرشيدة وشعبها الواعي بأهمية الدور الفعّال للتنوع الثقافي، والأثر الإيجابي لاحترام الثقافات الأخرى في التقارب بين الشعوب، وفي تعزيز قيم التسامح والسلم والأمن في العالم.
ومضى يقول «وانطلاقاً من كونها عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في منظمة اليونسكو، فقد قدمت قطر دعماً مالياً لبرنامج اليونسكو لصندوق الطوارئ للتراث العالمي مقداره أربعة ملايين دولار أميركي، واستضافت العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية حول الحوار بين الثقافات والحضارات».
وتطرق سعادته إلى جهود الدولة في مجال الاهتمام بالمتاحف تجسيداً لتوصية اليونسكو بشأن حماية وتعزيز المتاحف ومجموعات التحف وتنوعها، والدور الذي تؤديه في المجتمع.. مشيرا في هذا السياق إلى أن المتحف الوطني الجديد، يقدم تجربة تفاعلية ترصد تطور الحياة في دولة قطر والعالم، وتؤكد مدى اهتمام الدولة بالإرث الثقافي من خلال تحفة معمارية على شكل وردة الصحراء الصخرية.
وفي مجال الشباب والرياضة وإعداد جيل المستقبل، قال سعادته «لقد تم إطلاق برنامج الجيل المبهر، الذي تم تصميمه كخدمة لاستضافة الدولة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وذلك بتمكين وتعليم الطلبة أسس وقوانين لعبة كرة القدم، وتعزيز المهارات الحياتية لديهم من خلال اللعبة، وكذلك استضافة قطر الشهر الماضي بطولة العالم لألعاب القوى، وبطولة العالم للألعاب الشاطئية، والذي أثبت للعالم أن قطر لديها الجاهزية التامة لاستضافة أكبر البطولات الدولية».
وتمنى سعادة وزير التعليم والتعليم العالي في ختام كلمته للمؤتمر العام لليونسكو التوفيق والسداد في تحقيق أهداف اليونسكو السامية، الداعية إلى تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب، حتى يعم الأمن والسلم ربوع الأرض.
يشار إلى أن الدورة الحالية لليونسكو تركز على دراسة النُهج الجديدة متعددة الأطراف فيما يتعلق بعدد من القضايا الملحة مثل التعليم العالي والذكاء الاصطناعي وغيرها من القضايا ذات الصلة، إلى جانب عقد جلسات حول دور الشباب في صناعة التغيير، والإدماج والحراك الأكاديمي، ومناقشة دور الثقافة في مجالي السياسة العامة والتنمية المستدامة، كما تناقش العديد من الموضوعات المتصلة ببرامج عملها وإنجازاتها خلال الدورة السابقة، وخططها للدورة المقبلة.
copy short url   نسخ
14/11/2019
752