+ A
A -
كتب - محمد مطر
اختتمت أمس فعاليات الملتقى الثاني لكتّاب الدراما، وأكد حمد محمد الزكيبا مدير الثقافة والفنون ورئيس اللجنة المنظمة خلال كلمته في ختام الملتقى، أن هذا الملتقى تضمن نقاشات جادة وحوارات مفيدة ثرية كان لها وقعها الإيجابي علينا بوزارة الثقافة والرياضة، حيث إن وزارة الثقافة والرياضة تحرص على القيام بدورها الفاعل في إثراء الساحة الثقافية بكل ما هو مفيد ونافع بما يعزز الوعي وينمي الذائقة ويثري الوجدان الجمعي.
وأشاد الزكيبا بالمستوى الذي خرج به الملتقى، وبالنتائج الطيبة التي تمخض عنها، واصفا إياه بأحد أهم الملتقيات والمحافل التي نظمتها الوزارة.
وحول جائزة الدوحة للكتابة الدرامية قال: لقد تم الإعلان عن الجائزة في الرابع والعشرين من إبريل الماضي وفتح باب استقبال المشاركات مطلع مايو وأغلق باب استقبال المشاركات يوم 30 سبتمبر، وقد تقدم للجائزة 819 نصا دراميا متنوعا، منها 316 نصا مسرحيا، بالإضافة إلى 77 سيناريو تليفزيونيا، و426 سيناريو سينمائيا، من 29 دولة حول العالم، وقد استعنا بـ 12 محكما بسبب كثرة المشاركات والإقبال الكبير من قبل كتاب الدراما على المشاركة بالجائزة ولا تزال لجنة التحكيم تدرس النصوص وسيتم الإعلان قريبا عن الفائزين.
من جانبه، قال د. مرزوق بشير، رئيس لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية، إن «هناك تطلع إلى فتح مسارات أخرى جديدة وإلى إزالة العوائق عن الكاتب الدرامي العربي في كافة مجالات الدراما، لافتاً إلى أن اللجنة تحظى بمصداقية وتتمتع بالاستقلالية دون أي تدخل من أي جهة، وأنها في الوقت نفسه لا تتددخل مطلقاً في عمل لجان التحكيم.
وأعرب عن تطلعه إلى صعود جيل من الأفكار الجديدة التي تصب في مصلحة الدراما العربية التي أصبحت مؤثراً اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا، فهي الدبلوماسية الناعمة لأي ثقافة من الثقافات، وهو ما يتطلب كاتباً جريئاً يتجاوز الثابت إلى المتحرك، والأخذ بالأمة إلى مناطق جديدة، ووصف الجائزة بأنها أهداف محددة، وأنها تمت بطريقة شفافة، ولا تقف بين مبدع عربي وآخر.
كما دعا الدكتور مرزوق بشير الحضور في الملتقى لتقديم اقتراحاتهم وتوصياتهم من أجل تطوير جائزة الدوحة للكتابة الدرامية، كاشفاً عن تنظيم اللجنة لمؤتمر صحفي بعد إعلان النتائج، ليتم من خلاله باستفاضة استعراض الإيجابيات والمخرجات التي حققتها الجائزة.
أما الدكتور محمد مديوني، عضو لجنة التحكيم، فأكد أن اللجنة سعت من خلال هذه الجائزة إلى تعزيز كرامة الإنسان وتفعيل دور الإبداع والمبدعين.
لافتاً إلى أن كاتب الدراما لابد وأن تكون له رؤية مغايرة ومختلفة، وألا ينقل الصورة بشكل سطحي، مبيناً أنه يجب على المبدع أن يكون لديه القدرة على نقل الصورة والواقع بشكل غير تقليدي، وكذا الالتزام بقيم الإنسان المبنية على تقارب الشعوب والحث على السلام.
فيما قالت السيدة فاطمة الرميحي عضو لجنة تحكيم بجائزة الدوحة للكتابة الدرامية: لقد فوجئنا بالعدد الكبير الذي تقدم للجائزة، وهذا لا يقلل من شأن المبدع العربي ولا الإبداع في عالمنا العربي، وإنما لم نكن نتوقع أن يهتم هذا الكم بالمشاركة في الجائزة.
ولفتت الرميحي إلى أنها فخورة بمشاركتها في هذا الحدث، متمنية أن يكون للجائزة تأثير ولو بسيط في ما يتعلق بالجانب الإبداعي في العامل العربي، مشيرة إلى أن المستقبل يحمل فرصا أكبر وأكثر للمبدعين العرب من خلال هذه الجائزة التي سيكون لها شأن كبير في هذا الجانب.
توصيات الملتقى
وفي الختام قرأ دكتور نزار شقرون التوصيات الخاصة بالملتقى، موضحاً أن هذا الملتقى عبر عن نبض بعض من النخبة العربية التي تعيش تحولات كبرى تخترق الشعب العربي، وبالتحولات التي لن يكون المبدع بعيداً عنها.
وحول إيجابيات هذا الملتقى أكد شقرون أنه وفر بيئة جديدة تسمح للكاتب بالتحرر من الأنماط الكتابية الملموسة والمعتادة والتقليدية، التي كرستها نظرة المنتجين وبعض الجهات لأهداف تتعلق برؤيتهم ونظرتهم للدراما بشكل عام.
مضيفاً أن حرية الكتابة شرط جوهري في أي عملية إبداعية، فما بالكم بالكتابة الدرامية التي تشكل وجدان الجماهير وتعكس الواقع الذي نعيشه يومياً، فلا يمكن أن تكون الإرادة حرة إن لم يكن الكاتب يتمتع بالحرية.
مؤكداً أن الدراما ليست معنية بعرض الصور السطحية، وإنما بتفكيك البنى العميقة، فالمشاركون بالملتقى استشعروا ضرورة رفد الكتابة الدرامية بالنقد، فهي بحاجة لأن تزود بالجانب النقدي لتحقق أفضل ما يمكن تحقيقه، فهو ضرورة لرفع مستوى الكتابة الدرامية.
لافتاً إلى أن الجلسات الحوارية أثرت الملتقى، ذلك لما شهدته من جوانب نقاشية خلصت في النهاية إلى نقاط وتوصيات خرجنا بها لنعزز بها من أهداف ونتائج هذا الملتقى.
وقال شقرون: في ختام هذا الملتقى أقرأ عليكم التوصيات التي تفضلتم به من توصيات، وأنا على يقين أن ما لديكم أكبر بكثير من هذه الورقة، وإليكم أبرز التوصيات، وأقول أبرزها لأنه التزام من قبل الوزارة على تنفيذه في النسخة المقبلة من الملتقى:
أولاً: استحداث ورشات متخصّصة لكتاب الدراما الشّباب للارتقاء بكتاباتهم وتعزيز حضورهم.
ثانياً: استحداث صيغ جديدة للملتقى تُخفّف من البعد النظري على أهميته وتضاعف عرض التجارب لكتاب الدراما وتعزّز الجانب التفاعلي بين المتدخّلين.
ثالثاً: تقديم تجارب إبداعيّة شابة لتشخيص وضعيّة الكتابة الدراميّة لدى الأجيال الجديدة.
رابعاً: التنسيق مع المنابر المختصّة لنشر أعمال الملتقى، وتخصيص محور دائم حول قضايا الدراما.
خامساً: الدراسة الميدانيّة للتحوّلات الحاصلة في المجتمعات بالتنسيق مع الجهات المتخصّصة، على الصّعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي لتطويع نتائجها في بناء النّصوص الدراميّة.
سادساً: إيلاء الاهتمام بدراما الأطفال.
copy short url   نسخ
13/11/2019
1559