+ A
A -
كتب - محمد الربيع«مجهولون» بملامح مشوهة يحلمون بحرية التعبير{ تصوير- ناصر حسن
زينت أعمال الفنان النيجيري عليمي أدويل «أنيما جاليري» في اللؤلؤة بألوانها المدهشة وتكويناتها عميقة الدلالة ومعالجاتها لقضايا الهجرة وحرية التعبير. وبافتتاح معرض عليمي، يواصل أنيما جاليري تجربته المميزة في استضافة كبار المبدعين في مجال التشكيل والفنون البصرية، امتدادا لتجربته في تنظيم معارض فردية رفيعة لفنانين يمثلون علامات فارقة في المشهد التشكيلي العالمي، منهم الفنانون: الصيني زينغ لو، والإيطالي ماورو بيروشيتي، والأماني بيتر زيمرمان، والكولمبي الكبير فرناندو بوتيرو، والإنجليزي مارك كوين، والسوري همام السيد، واللبنانيان نديم كرم وشربل صمويل وآخرون يجمع بين تجاربهم المعالجات الفريدة المبدعة واحتفالها بالإنسان وانحيازها لقضاياه الحيوية.
من شرفة بيته ومرسمه الذي يطل على البحر على شاطئ مدينته لاغوس بنيجيريا، يستكشف عليمي أدويل هموم سكان المدن الرازحين تحت وطأة التمدن المفرط، ويصوغ رؤاه المنتمية للانسان والمشغولة بهمومه ومشاكله ومصائره، بين قمع الأنظمة والسلطات الشمولية وأحلامه بحرية التعبير، وبين الهجرة والفرار والضرب في الآفاق عبر البحار، «نافذة الإنسان لعوالم أخرى» كما يفضل أن يصفها. فيصوغ من منحوتاته من الصخر والبرونز، ملامح هؤلاء «المجهولين» بملامحهم المشوهة وشفاههم الملتوية وعيونهم المغمضة وأحلامهم بحرية التعبير. ويصوغ بألوانه الساحرة المستلهمة من ألوان محيطه الغني بالألوان والظلال، ملحمة الهجرة الكونية التي أصبحت ملمحا من ملامح العصر.
السيدة غادة الشولي، تقول: ان معرض عليمي أدويل، امتداد لمشروع جاليري انيما في استضافة تجارب عالمية ملهمة في دوحة الفن والابداع، لفنانين يعالج فنهم ويستلهم هموم الإنسان المعاصر وقضاياه، فالفن حسب قولها، محفز للتأمل والتفكير والشعور بآلام الآخرين.
ويقول عليمي: أستلهم تجارب المهاجرين، لأننا في خاتمة المطاف، كلنا مهاجرون. وُلد عليمي أدويل في الثامن من مايو عام 1974 ودرس الهندسة الميكانيكية في إيلورين – نيجيريا وطور فيما بعد معرفته واهتمامه بالفن من خلال الذهاب إلى ورش العمل الفنية المختلفة، وهو يتعاون مع منظمات إنسانية تبعث الأمل وتقدم المساعدة لأطفال المهاجرين الذين يعانون من إعاقات جسدية وعقلية. يتواصل معرض تقاطعات بأنيما جاليري في اللؤلؤة حتى 11 يناير 2020.
copy short url   نسخ
13/11/2019
1196