+ A
A -
عواصم - وكالات - شيّع الآلاف من الفلسطينيين، أمس، جثمان الشهيد بهاء أبو العطا، أحد أبرز قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتالته إسرائيل، شرقي مدينة غزة. وشارك عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة في تشييع جثماني القائد «أبو العطا»، وزوجته.
واغتال الجيش الإسرائيلي «أبو العطا» في غارة استهدفت منزلا شرقي مدينة غزة تسببت باستشهاد زوجته أيضا، وإصابة أبنائه بجراح مختلفة. وردد المشيّعون هتافات غاضبة تندد بعملية الاغتيال، وتدعو الفصائل بالرد على عملية الاغتيال، من بعضها «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، و«الرد الرد يا مقاومة».
وخلال التشييع، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، إن حركته «سترد على عملية اغتيال أبو العطا، دون النظر لأي حسابات».
وتابع البطش: «لا خيار أمامنا سوى المواجهة، ولا حسابات ستمنع الجهاد من الرد على الاغتيالات». وقال إن سرايا القدس «ليست وحدها في الميدان، بل بجانبها كافة كتائب المقاومة وعلى رأسها كتائب القسّام (الذراع المسلّح لحركة حماس)». وأضاف إن إسرائيل ستدفع ثمن «الاغتيالات والهجمات التي نفّذتها».
واستكمل: «المقاومة ستبقى وصواريخها وبنادقها ستبقى مرفوعة في وجه المحتل.. لن نسمح للاحتلال الإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك».
كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارة متزامنة على منزل عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أكرم العجوري في العاصة السورية دمشق، ما أدى لاستشهاد أحد أبنائه.
وردا على عملية الاغتيال، أعلنت سرايا القدس إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، الأمر الذي ردّت عليه إسرائيل بغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية أن سياسة الاغتيالات لن تنجح في ثني أو تغيير العقيدة القتالية لدى المقاومة.
بدوره، قال القيادي في حماس، إسماعيل رضوان، خلال التشييع: «المقاومة هي الطرف المخوّل بترجمة هذا الكلام، وهي التي سترد على العدوان والجريمة».
وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة «العدوان الإسرائيلي المتصاعد على أبناء شعبنا العزّل والإعدامات الميدانية في قطاع غزة، والذي راح ضحيته العديد من الشهداء والجرحى». واستنكرت «استهداف الاحتلال لمقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ولممتلكات مدنية وشقق سكنية ومواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والدولي الإنساني».
وأغلق الجيش الإسرائيلي، أمس، بحر قطاع غزة بشكل كامل حتّى إشعار آخر. وقال نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين، للأناضول: «تم إبلاغنا من وزارة الزراعة، وجهاز الارتباط المدني الفلسطيني (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي)، بأن إسرائيل أغلقت البحر كاملا».
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، عن استشهاد 4 فلسطينيين بعدوان إسرائيل. وقالت الوزارة، إن الفلسطيني «زكي محمد عدنان غنامة (25 عاما)، استشهد شمالي قطاع غزة»، كما أعلنت الوزارة عن استشهاد فلسطيني آخر، هو محمد عطية حمودة (20 عاما)، دون توضيح ظروف مقتله.
وذكرت الوزارة أن عدد الجرحى جراء الاعتداءات الإسرائيلية وصل إلى 18، وقالت «المحطة الإسرائيلية 12»، إن الجيش رصد إطلاق نحو «150 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، فيما تمكّنت منظمة القبة الحديدية من اعتراض حوالي 60 منها».
وكشف الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة من دباباته هاجمت مواقع عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي في غزة.
وكشفت تقارير عن سقوط صاروخ على منزل في مجمع أشكول الاستيطاني في النقب الغربي، كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر صاروخا آخر يسقط في شارع إسرائيلي مليء بالسيارات. وبحسب «القناة الإسرائيلية 12»، جرح أربعة إسرائيليين نتيجة سقوط قذيفة صاروخية في غان يفنه وسط إسرائيل، كما أصيبت منازل إصابة مباشرة.
وأغلقت قوات الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري، وحاجز إيرز مع قطاع غزة، فيما أعلنت حالة الطوارئ في المستوطنات الإسرائيلية. وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، أن قوات الاحتلال أخلت أكثر من 100 عائلة للمستوطنين في غلاف غزة، ويتوقع إجلاء الاف المستوطنين إلى الملاجئ. وأعلن الجيش الإسرائيلي تعطيل المدارس ووقف حركة القطارات وإغلاق الطرق الرئيسية المحاذية للقطاع، كما أعلن عن رفع حالة التأهب وفتح الملاجئ في المستوطنات تحسبا للرد على اغتيال أبو العطا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد العسكري، ولكنه ألمح إلى أن التصعيد، قد يستغرق وقتا، طالبا من الإسرائيليين «الصبر».
وأضاف: «أي شخص يعتقد أن بإمكانه ان يضر بمواطنينا، ويهرب، هو مخطئ، كل من يؤذينا سوف نؤذيه».
وكشف نتانياهو النقاب عن أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت»، صادق بالاجماع على اغتيال أبو العطا قبل 10 أيام.
بينما قال زعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس، المُكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، إن اغتيال أبو العطا «قرار صائب».
copy short url   نسخ
13/11/2019
2516