+ A
A -
الدوحة - الوطن
قام فريق من اختصاصيي التثقيف الصحي لمرضى السكري بمؤسسة حمد الطبية، بالتعاون مع جامعة «ليستر» بالمملكة المتحدة بتعديل برنامج دولي للتثقيف الصحي لمرضى السكري من النوع الثاني، ليتناسب مع احتياجات مرضى السكري من متحدثي اللغة العربية. وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير نسخة عربية من هذا البرنامج الدولي الذي قام بإعداده فريق من الباحثين بالمملكة المتحدة.
وقد تم تطوير هذا البرنامج - والذي يعرف ببرنامج «ديزموند» للتثقيف الصحي والإدارة الذاتية لحالات السكري المشخصة سابقاً وحديثة التشخيص - بالاعتماد على أحدث النتائج المثبتة المبنية على أبحاث علمية، وقد تم تطبيق هذا البرنامج بالمملكة المتحدة على نطاق واسع على مدار العقد الماضي. يعتمد هذا البرنامج على تعزيز مستوى النشاط البدني وإجراء تغييرات على نمط الحياة اليومي لدى المريض، وقد تم تطوير نسخة باللغة العربية من البرنامج الأصلي باللغة الإنجليزية للمرة الأولى في إطار الجهود المستمرة الرامية إلى توفير الدعم لمرضى السكري من النوع الثاني في دولة قطر والدول الناطقة بالعربية.
من جانبها أشارت السيدة منال عثمان- مدير التثقيف الصحي لمرضى السكري بمؤسسة حمد الطبية - إلى أن مرض السكري يمثل أحد أبرز التحديات الصحية التي تواجه السكان في دولة قطر، مضيفة أن أعداد الأسر المتأثرة بداء السكري قد تستمر في التزايد ما لم يتم اتخاذ خطوات واسعة النطاق للتصدي لعوامل الخطورة المؤدية للإصابة بهذا المرض وتشجيع السكان على تبني أنماط حياة صحية.
وتابعت منال عثمان حديثها بالقول: «من الواضح أن الجزء الأكبر من مسؤولية رعاية مريض السكري تقع على عاتق المريض نفسه، ولذلك فإنه من المهم للغاية تزويد مريض السكري بكل المعلومات والمهارات اللازمة للاعتناء بصحته والتعامل مع مرض السكري على النحو الأمثل».
ولم يقتصر العمل الذي قامت به السيدة منال عثمان وفريقها على تطوير نسخة باللغة العربية من البرنامج، بل قام الفريق أيضاً بإجراء تعديلات على البرنامج لضمان أن يكون محتواه متناسباً من الناحية الثقافية مع السكان في دولة قطر. يوفر البرنامج – الذي يتألف من 6 ساعات من التثقيف الصحي حول مرض السكري ويتم تقديمه عادة خلال يوم واحد أو يومين - الدعم للمشاركين ويساعدهم على فهم طبيعة مرض السكري بما في ذلك عوامل الخطورة المؤدية للإصابة به والمضاعفات الصحية المحتملة الناتجة عنه وكيفية اختيار الوجبات الغذائية المناسبة واتباع نظام غذائي صحي.
بدوره قال الدكتور محمود زرعي - استشاري أول، ورئيس قسم الغدد الصمّاء والسكري بمستشفى حمد العام -: «إن أهمية هذا البرنامج ترجع إلى طبيعة مرض السكري وكونه مرضاً تفاقمياً»، مضيفاً أنه «وعلى الرغم من أن العلاج التقليدي لمرض السكري يعتمد على الأدوية، إلا أن فوائد تقديم التثقيف الصحي لمريض السكري وتعريفه بكيفية التعامل مع مرض السكري وإدارة حالته الصحية تُعد كبيرة للغاية».
وأردف الدكتور زرعي بقوله: «قد يتسبب مرض السكري من النوع الثاني في حال لم تتم إدارته والتعامل معه بصورة صحيحة في مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك، الإصابة بالعمى أو بتر أحد الأطراف أو تزايد خطر الإصابة بالجلطات الدماغية أو الأزمات القلبية، وهو ما يزيد من أهمية تقديم برنامج (ديزموند) للجمهور».
وحتى الآن، بلغ عدد المرضى الذين أكملوا البرنامج 227 مريضاً، كما أكمل أكثر من 12 من كوادر التثقيف الصحي دورات تدريبية لتمكينهم من تقديم برنامج (ديزموند) للمرضى. وتشير السيدة منال عثمان إلى أن إحدى الفوائد الأخرى للبرنامج تتمثل في أنه يوفر الدعم لمرضى السكري الأكثر احتياجاً للتثقيف الصحي حول هذا الداء.
وأضافت السيدة منال عثمان: «تتضمن معظم جلسات برنامج (ديزموند) عشرة مشاركين، حيث يعتمد البرنامج على الأنشطة الجماعية التي تتيح للمثقفين الصحيين توعية المشاركين حول طبيعة مرض السكري. وعلى الرغم من أن هذا البرنامج يتيح للمشاركين التحدث مباشرة مع المثقفين الصحيين من خلال جلسات فردية، إلا أن معظم المشاركين يذكرون لنا أن التحدث مع أقرانهم من مرضى السكري الذين يواجهون نفس التحديات الصحية المرتبطة بهذا المرض يلعب دوراً كبيراً في تعزيز ثقتهم في قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم ويمنع شعورهم بالعزلة التي قد تنتج عن الإصابة بهذا المرض».
واختتمت السيدة منال عثمان حديثها بالإشارة إلى نجاح معظم المرضى الذين أكملوا هذا البرنامج ولا يزالون يتلقون الرعاية الصحية في المركز الوطني لعلاج السكري بمستشفى حمد العام في تحقيق نتائج أفضل بفحص السكر التراكمي (HbA1c) حيث تمكنوا من خفض معدل السكر التراكمي في الدم بنحو 1 في المائة، موضحة أن فحص السكر التراكمي (HbA1c) هو تحليل يقيس متوسط السكر في الدم لدى مريض السكري على مدار عدة أسابيع أو عدة أشهر.
copy short url   نسخ
13/11/2019
1320