+ A
A -
كتب - محمد حمدان
شهد معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حفل اليوبيل الذهبي لشركة قطر للأسمدة الكيماوية «قافكو»، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير هاكون ماجنوس ولي عهد مملكة النرويج أمس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، كما حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الوزراء وعدد من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين في الشركات القطرية والنرويجية في مجال البترول والغاز والطاقة وضيوف الحفل.
وقال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لشركة قطر للأسمدة الكيماوية «قافكو»، إن «قافكو» أول شركة يتم تـأسيسها في قطر على مبدأ الشراكة مع مستثمر أجنبي، ونموذج الشراكة الأول للعديد من المشاريع المشتركة القطرية مع شركاء من مختلف أقطار العالم.
وأضاف: لقد شكّلت قافكو اللَبنة الأولى في إنشاء مدينة مسيعيد الصناعية، وكانت أول صانع قطري للبتروكيماويات يُصدِّر منتجاته من موانئ مسيعيد إلى العالم، والشركة الأولى في تدريب وتطوير القدرات القطرية للعمل في قطاع البتروكيماويات ولقيادته.
وأوضح سعادته أن الشركة أصبحت وجهاً صناعياً مشرقاً لدولة قطر، حيث استهلت انتاجها من أول مصانعها في العام 1973 بطاقة بلغت 900 طن من الأمونيا و1.000 طن من اليوريا يومياً، لتصبح اليوم من أكبر منتجي الأسمدة الكيماوية في العالم، إذ يبلغ إجمالي الإنتاج السنوي للشركة 3 ملايين و800 ألف طن من الأمونيا و5 ملايين و600 ألف طن من اليوريا من خلال 6 خطوط إنتاج متكاملة يتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم، مما يجعل قافكو أكبر منتج في العالم لليوريا والأمونيا من موقع واحد.
وأردف سعادته أن «قافكو» تعتبر حجر الأساس في تأسيس شركة صناعات قطر، أكبر شركة مدرجة في سوق الأوراق المالية القطرية، حيث عاد هذا الإدراج بالنفع العام على الاقتصاد الوطني، مضيفاً: «وقد تبع ذلك إنشاء شركة قطرية متمرسة ورائدة في تسويق المنتجات والبتروكيماوية، متمثلة في شركة «منتجات»، والمسؤولة حصرياً عن تسويق منتجات قافكو لكافة أنحاء العالم من خلال قدرات وخبرات تسويقية متميزة، كما حافظت قافكو على التزامها الثابت بالمعايير البيئية، وتطوير منتجات مبتكرة جديدة بهدف تعزيز الإنتاج الغذائي مع تقليل الآثار السلبية على الطبيعة.
وتابع قائلاً: «هذه لمحة عن إنجازاتنا عبر خمسة عقود مضت والتي سنعمل بإذن الله على تعزيزها عبر العقود القادمة لتبقى قافكو علامة فارقة وأساسية على خريطة البتروكيماويات العالمية».
وأشار إلى أنه وبناءً على هذا النجاح تم إنشاء شركات ومشاريع مشتركة متعددة، مثل شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو)، وشركة قطر للكيماويات المحدودة (كيو- كيم)، وشركة قطر للإضافات البترولية (كفاك)، وشركة قطر ستيل وغيرها.
ومضي سعادته قائلاً: «لا بد لي في مجال الحديث عن الشركات المشتركة من التنويه بشركة قطرغاز، عملاق صناعة الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالي، والتي تلعب دوراً رائداً في تأمين طاقة نظيفة للمستهلكين في كل أرجاء المعمورة. كذلك، فإننا نفخر بصناعتنا لتحويل الغاز إلى سوائل من خلال شركة أوريكس ومشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، أكبر مشروع من نوعه في العالم».
وأشار سعادته إلى أن دور المشاريع المشتركة لا يقتصر على توفير الفرص الاستثمارية والخبرات والموارد فقط، بل يساهم بشكل كبير أيضاً في تحقيق النمو والاستدامة، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وعلى لعب دور إيجابي على المستوى العالمي وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل، مضيفاً: «من هذا المنطلق، فإننا نضع في أعلى أولوياتنا تطوير تنمية المواطن القطري والإدارة الرشيدة لمواردنا الهيدروكربونية والاستثمار المدروس والمتنوع، وضمان إنجاز مشاريعنا وفق أعلى المعايير البيئية إدراكاً منا لأهمية العامل البيئي للعالم أجمع، ولا يقتصر دورنا في التطوير والنمو على المشاريع الداخلية فحسب، بل انطلقنا إلى آفاق أبعد، حيث شهدت السنوات الأخيرة إطلاق العديد من المشاريع المشتركة مع شركاء بارزين في الولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل والكونغو وجنوب إفريقيا والمكسيك والمغرب ومصر وكينيا، وغيرها من دول العالم».
وفي ختام كلمته، قال سعادته: أتقدم بعظيم الشكر والامتنان إلى سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى،حفظه الله، على قيادته الرشيدة وتوجيهاته السديدة لنا في قطاع الطاقة، كما أتقدم بالشكر إلى شريكتنا في المشروع، «شركة يارا»، وإلى جميع المسؤولين والعاملين في شركة قافكو منذ تأسيسها إلى الآن على جهودهم المخلصة متمنياً لهذا الصرح المتميّز المزيد من التطور والتقدم، ولبلدنا الحبيب استمرار النمو والازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله.
تعاون طويل
بدوره، قال توربجورن روي إيساكين، وزير التجارة والصناعة في مملكة النرويج، إن «قافكو» تمثل أول استثمار كبير تقوم به شركة نرويجية بالخارج، وتمثل شركة «قافكو» بداية التعاون الصناعي القطري النرويجي طويل الآمد. وأضاف: بالرغم من أن كلا البلدين (قطر والنرويج) بعيدان عن بعضهما من حيث الجغرافيا ولكنهما قريبتان من حيث عدد السكان والثروة، كما انه وخلال نصف قرن شكل الابتكار والتكنولوجيا حجر الأساس مع قطر بدأت مع شركة (نورثين هيدرو) ولاحقاً انفصل قسم الأسمدة، وكانت الشراكة نموذجاً للتعاون بين قطر والنرويج ومثل انطلاقة حقيقية وهي أول استثمار تقوم به شركة نرويجية بالخارج.
وأوضح أن شركة يارا النرويجية تعد من الشركات العالمية في مجال الأسمدة والمحاصيل، وهذا يتماشى مع هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية والزراعة المستدامة، مشيراً إلى أن تقديم الشركة لمساهمات حقيقية في البلدان التي تعمل فيها وقدرتها على تجاوز التحديات المشتركة في العالم يعزز من الفخر للحكومة النرويجية، لافتاً إلى ان ما ساعد في تعزيز الشراكة بين البلدين هو إنشاء مصنع الألومنيوم والذي يعد أكبر مصنع أساسي تم بناؤه في مرحلة واحدة.
وقال الوزير النرويجي إن الاستثمارات التي نفذتها كل من شركتي (هيدرو) و(يارا) النرويجتين في قطر تحظى بأهمية كبيرة وتمثل قيمة مضافة للبلدين، مشيراً إلى ان هناك العديد من الشركات النرويجية العاملة في قطر وشركات أخرى مهتمة بالاستثمار في السوق القطري، متابعا: «منذ عقود ركزت النرويج علي تطوير التكنولوجيا في قطاع البترول البحري وتحقيق الأتمتة والاستقلالية ووفورات بيئية إضافية، وتعتبر الصناعة البحرية النرويجية رائدة على مستوى العالم، وساهمت في أثراء خبرة الشركات النرويجية وفي المقابل فإن رؤية قطر الوطنية 2030 تعزيز أعمال الطاقة المستدامة طويلة الآجل في قطر والتي من شأنها أن تكون مجالاً للتعاون بين البلدين».
copy short url   نسخ
12/11/2019
1063