+ A
A -
اليمن - الوطن - محيي الدين الشوتري
تتفاقم معاناة داء السكري في اليمن مع استمرار النزاع الدائر في البلد منذ خمس سنوات لتبلغ أشدها وتزيد من المخاطر على مئات الآلاف من المصابين بهذا الداء المهدد لحياة المصابين به مع تردي الاوضاع الصحية والمعيشية في اليمن وصعوبة توفير الجرعات الدوائية المناسبة لمرضى السكري، ناهيك عن ارتفاع الأدوية في ظل تهاوي العملة المحلية في اليمن. ومع ذكرى اليوم العالمي لمرضى السكري الذي يصادف الرابع عشر من نوفمبر من كل عام، قالت منظمة الصحة العالمية -عبر مكتبها في اليمن في تغريدة على موقعها بتويتر- إن 500 ألف مريض يمني بالسكري يعيشون وضعا بائسا ويعانون من النقص الكبير في الأدوية التي لا تغطي احتياجاتهم. وأضافت المنظمة أن حياة هؤلاء المرضى تتفاقم مع الضائقة المالية الشديدة التي يعانون منها دون تفاصيل أخرى.
وفي السياق ذاته، تقول ماريا هضيب، الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن: بالنسبة لمرضى السكري فهم يعانون كون المنشآت الصحية تعمل بنصف طاقتها وكون الأدوية لا تجد سبيلا بها إلى تلك المنشآت الصحية، فيجد مريض السكري نفسه يعاني ولا يحظى برعاية صحية ممكنة توفرها المنشآت الصحية في اليمن بالطريقة الصحيحة. وأضافت أن هناك نقصا حادا بالأدوية ومنها الانسولين الذي يعد الأساس لمعالجة مرضى السكري في العام 2018. وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر منحت وزارة الصحة في عدن وصنعاء قرابة 300 ألف قارورة أنسولين، ولكن هذا عدد صغير مقارنة بالاحتياجات الكبيرة.
ودفع الأطفال ثمنا مكلفا بفعل الحرب الدائرة في البلد، حيث تشير التقارير الطبية في العاصمة صنعاء إلى أن العديد من المدن اليمنية سجلت تزايدا ملحوظا خلال العامين الماضيين في عدد المصابين بداء السكري من فئة الأطفال. ووفقا لمصادر طبية، فإن زهاء ألف من الأطفال اليمنيين تم تسجيلهم في مركز علاج السكري فقط خلال الفترة الماضية في العاصمة اليمنية صنعاء، وبحسب مختصين فإن الأطفال المصابين تعرضوا للإصابة بهذا الداء ولكن في نوعه الأول في وقت تزداد نسبة المصابين من النوع الثاني من السكان البالغين أي بنسبة 10 بالمائة من السكان. وعلى الرغم من عدم توفر إحصائية دقيقة بمرض داء السكري في اليمن منذ اندلاع الصراع، لكن الجمعية اليمنية لمرضى السكر قدرت عدد المصابين بهذا المرض في اليمن قبل أسابيع من اندلاع الحرب بمليون ومائتي ألف مصاب، بينهم 700 ألف مصاب لم يخضعوا للتشخيص للتأكد بإصابتهم بهذا المرض من عدمه جراء انعدام الوعي وعدم توفر التأمين الصحي، وتؤكد العديد من الدراسات المسحية التي أجريت خلال السنوات الماضية في اليمن أن نسبة الإصابة تتراوح بين ثمانية وعشرة بالمائة من نسبة السكان الذين يقارب عددهم الثلاثين مليون نسمة. ونوهت جمعية مرضى السكر في اليمن بأن ثمة عوامل تسهم في الحد من انتشار هذا المرض، منها مكافحة السمنة وتجنب الأغدية ذات المحتوى المرتفع من الدهون والسكريات وعدم ممارسة الرياضة بطريقة كافية، وخلال السنوات الماضية من عمر الحرب اليمنية عانى مرضى السكر في اليمن معاناة كبيرة وأطلقت العديد من الجهات والمنظمات المحلية والدولية والمستشفيات ومركز جمعية مرضى السكر في اليمن نداءات لإنقاذ حياة مئات الآلاف من المصابين بهذا المرض جراء شحة وانعدام الأدوية الكافية لمواجهة هذا المرض بسبب الحرب الدائرة في اليمن وهو الأمر الذي فاقم من أوضاع مرضى السكر في اليمن، حيث تسبب في وفاة العديد من المصابين وتردي أحوال آخرين حيث دفع بعض المصابين جراء انعدام مادة الأنسولين حياتهم ثمنا لذلك.
copy short url   نسخ
11/11/2019
1091