+ A
A -
حاوره في طوكيو- محمد حربي
أكد سعادة السفير حسن بن محمد رفيع العمادي، سفير دولة قطر لدى طوكيو، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى -حفظه الله- لليابان، للمشاركة في مراسم تنصيب الإمبراطور الياباني الجديد ناروهيتو غدا، تكتسب أهمية كبيرة، من حيث توقيتها، كمبادرة سامية تحمل كل معاني الود والتقدير والوفاء للأصدقاء اليابانيين ومشاركتهم اللحظات التاريخية بتنصيب الإمبراطور الجديد الذي يمثل رمزاً للدولة ولوحدة الشعب، ومشاركتهم أيضا احتفالاتهم ببداية العصر الإمبراطوري الجديد، وتجدد التأكيد على روابط التعاون والصداقة القوية القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، موضحا أن أهمية هذه المناسبة، تكمن في أنها للمرة الأولى في التاريخ الياباني، ومنذ أكثر من قرنين، يتنحى فيها إمبراطور ياباني، ويتنازل عن العرش لنجله، مشيرا إلى الآمال الكبيرة التي يعقدها اليابانيون، على تعزيز الاستقرار والسلام والازدهار في بلادهم مع بداية العصر الإمبراطوري الجديد.
وأضاف سعادة السفير حسن بن محمد رفيع العمادي، أن اليابانيين ينظرون إلى زيارة حضرة صاحب السمو، والمشاركة في هذه المراسم التاريخية بدرجة عالية من الاهتمام والتقدير، ودلالة عظيمة للصداقة القوية القطرية -اليابانية، وتأكيد على وقوف دولة قطر الدائم، قيادة وحكومة وشعبا مع الشعب الياباني الصديق في كل الأوقات، مشددا على أنها تأتي أيضا تدعيما لعلاقات الثقة والاحترام المتبادل بين القيادتين في البلدين وتعزيزا لروابط الصداقة القوية القائمة بين سموه (حفظه الله) والإمبراطور ناروهيتو، والتي امتدت منذ عقود مضــت، حيث سبق، وقام الإمبراطور ناروهيتو، إبان توليه ولاية العرش، مع زوجته الإمبراطورة ماساكو، بزيارة للدوحة في عام 1994م، كما حرص الإمبراطور ناروهيتو، عندما كان وليا للعهد، على لقاء سمو الأمير (حفظه الله) خلال الزيارات الرسمية التي قام بها لليابان.. جاء ذلك في حوار خاص لـ «الوطن»، فيما يلي نصه:
{ ما هي أهم السمات التي تميز خصوصية علاقات قطر مع اليابان؟
- تتسم العلاقات القطرية - اليابانية بالقوة والمتانة، وتقوم على أسس التعاون والصداقة والمصلحة المشتركة، ويوطدها الاحترام والثقة المتبادلة بين القيادة في البلدين، ولدينا عزيمة مشتركة لبناء شراكة استراتيجية شاملة، كما أنها تكتسب خصوصية، نظرا للمصالح الاقتصادية والتجارية الضخمة، حيث تعد اليابان شريكنا التجاري الأول، وكانت شركاتهم، أول من صدرنا إليها الغاز الطبيعي المسال، ولا زالت اليابان تتصدر قائمة أهم وأكبر شركائنا في مجال الطاقة.
{ كم هي نسبة صادرات قطر لليابان من الغاز الطبيعي المسال؟
- توفر دولة قطر حالياً حوالي 12 % من إجمالي واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى 8 % من إجمالي الواردات اليابانية النفطية.
{ ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟
- التبادل التجاري بين البلدين في تزايد مستمر، وبوتيرة متسارعة، حيث تساهم شركات يابانية في مسيرة النهضة التي تشهدها دولة قطر، خاصة في مشروعات الطاقة، الصناعات الكيميائية، البنية التحتية، المياه، وغيرها، كما ساهمت شركات عملاقة من اليابان في تنفيذ مشاريع تنموية حيوية قطرية، ومازال هناك مزيد من الفرص لمشاركة اليابانيين في تنفيذ المشاريع المخطط لها استعدادا لاستضافة كأس العالم في عام 2022م.
{ هل علاقات البلدين محصورة في التعاون الاقتصادي فقط؟
- لا تنحصر العلاقات بين البلدين على الجانب الاقتصادي فقط، بل لدينا تعاون وثيق على الصعيد السياسي والدفاعي والأمني، وقد تمكن البلدان خلال زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) في شهر يناير الماضي، من الاتفاق على إطلاق آلية للحوار الاستراتيجي الثنائي رفيع المستوى برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، لبحث كافة المجالات، وتعزيز التشاور والتنسيق الثنائي إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
{ ما هي أهم ثمار العلاقات القطرية – اليابانية، خلال السنوات الماضية؟
- لقد حققت علاقاتنا مع اليابان نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية بفضل التوجيهات السامية والرؤية السديدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، وتمكنا من الانتقال من مرحلة التعاون إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ونجحنا في بناء علاقات قوية متعددة الجوانب، حيث توصلنا إلى العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات الدفاع والتعليم والصحة والرياضة والسياحة والعلوم التكنولوجيا، التجارة والاستثمار وغيرها من المجالات، ولا تزال هناك فرص لنقل التكنولوجيا اليابانية المتقدمة، وتبادل الخبرات، وتطوير المهارات، في مجالات، الأمن السيبراني، وتكنولوجيات الفضاء.
الدبلوماسية القطرية
{ كيف ينظر اليابانيون إلى الدبلوماسية القطرية؟
- اليابانيون ينظرون إلى الدبلوماسية القطرية الفاعلة في المنطقة باحترام، كما يحرص الجانب الياباني على تعميق التشاور والحوار مع الجانب القطري في القضايا السياسية والأمنية التي تهم منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا، ولدينا ثقة كبيرة وعزيمة قوية، لتحقيق نقلة نوعية للعلاقات الثنائية في كافة المجالات، الاقتصادية والسياسية والدفاعية والأمنية، خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد إطلاق آلية الحوار الاستراتيجي الثنائي بين البلدين.
{ حدثنا عن آفاق الاستثمار المشترك بين الجانبين القطري والياباني. وأهم الفرص الاستثمارية المتاحة أمام رجال الأعمال في البلدين.
- نحن مهتمون بتعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين وحريصون على تعزيز التعاون الاقتصادي، وعازمون على بناء شراكة شاملة مع اليابان، وحاليا، أصبحت دولة قطر واحدة من الوجهات المفضلة للاستثمارات اليابانية والعالمية، وذلك بفضل الخطط والاستراتيجيات الحكيمة التي تبنتها قيادتنا الرشيدة، كما تعتبر اليابان أرضا خصبة للاستثمار الأجنبي نظرا للبيئة الملائمة والقوانين والحوافز المشجعة والاستقرار السياسي والأمني، وبالتالي فهناك فرص للاستثمار المشترك في مجالات عديدة .
{ ما هي المسارات والاستراتيجيات التي تتبعونها، من أجل الترويج بين اليابانيين للحدث الكروي التاريخي الذي سوف تستضيفه دولة قطر 2022
- تركزت استراتيجيتنا للترويج عن هذا الحدث الكروي الكبير بين اليابانيين، أولا من خلال تعزيز مشاركة الشركات اليابانية في مشروعات البنى التحتية المتعلقة برؤية قطر الوطنية 2030م، والاستعدادات الجارية لاستضافة منافسات كأس العالم 2022، كما نحرص دائما خلال لقاءاتنا مع المسؤولين ورجال الأعمال اليابانيين ووسائل الإعلام اليابانية على تأكيد رغبتنا في الاستفادة من إمكانيات اليابان التكنولوجية وفي المجالات التنظيمية والأمنية لتنظيم هذا الحدث، خاصة وأن طوكيو تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020م، وتساهم سفارتنا في رعاية برنامج للتعاون في مجالات الشباب والرياضة لتفعيل مذكرة التعاون بين وزارة الثقافة والرياضة بدولة قطر ووزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا باليابان، ومذكرة التعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة بدولة قطر ووكالة السياحة اليابانية، وكذلك نحرص دائما خلال لقاءاتنا مع شرائح المجتمع الياباني على الترويج لهذا الحدث، ونشارك في نشاطات تعريفية وثقافية دورية في المدارس اليابانية بالتعاون مع الحكومات المحلية، للترويج لدولة قطر، والمونديال القادم.
{ حققت اليابان طفرة كبيرة في التقنية، كيف يمكن لدولة قطر أن تستفيد من ذلك؟ وما هي جهودكم في هذا الصدد؟
- تولي القيادة العليا في الدولة أهمية كبيرة للاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية اليابانية، وبدورنا نبذل جهودا كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنلوجيا ونقل الخبرات في إطار مساعي الانتقال بالعلاقات الثنائية من مرحلة التعاون في مجال الطاقة إلى شراكة استراتيجية شاملة، وقد تمكنا بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) من التوقيع على مذكرة تعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا بين المجلس الأعلى للتعليم بدولة قطر ووزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا باليابان، ومذكرة تعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدولة قطر ووزارة الشؤون الداخلية والاتصالات باليابان، كما تتابع السفارة تنفيذ هذه الاتفاقيات والاستفادة من قدرات وإمكانيات اليابان الهائلة من خلال إقامة برامج تدريبية وترتيب زيارات متبادلة لرفع الكفاءات ونقل الخبرات وتأهيل الكوادر القطرية.
الحصار الجائر
{ ما هي الجهود التي قمتم ببذلها، من أجل أن تشرحوا وتكشفوا لليابانيين الحقائق في أزمة الحصار الجائر على دولة قطر؟
- منذ بدأت مؤامرة الحصار الجائر على دولة قطر، والسفارة القطرية تبذل جهودا حثيثة لكشف الحقائق، من خلال اللقاءات المتكررة مع كبار المسؤولين والسياسيين اليابانيين، والتواصل مع مراكز الثقل في اليابان، مستندين في ذلك إلى رصيد بلادنا وما حققته من مكانة مرموقة دوليا، وعلاقات صداقة وتعاون قوية مع اليابان، ووضحنا للأصدقاء اليابانيين ثوابت سياستنا الخارجية القائمة على حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وتمسكنا بالحوار سبيلا لحل الأزمة دون التنازل عن السيادة الوطنية.
وبرهنا للأصدقاء اليابانيين، بأن الحصار الجائر على دولة قطر، هو أشد القضايا ظلما وجورا لأنه لم يقم إلا على ذرائع وحجج مغلوطة وادعاءات ومزاعم مفبركة لا يصدقها العقل، وكنا ولا زلنا نشدد على إن استمرار هذا الحصار ضد دولة قطر يلقي بتبعات خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، ويفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
التعاون العلمي
{ أخيرا ما هو مستوى التعاون العلمي بين قطر واليابان؟
-منحت الدولة الأولوية للتعاون مع اليابان في مجال التعليم لتعزيز جودة نظام التعليم القطري وذلك انطلاقا من سياسة الدولة لإصلاح النظام التعليمي وجعل قطر قطبا للتعليم العالي والبحث في الشرق الأوسط. وبدأ التعاون الثنائي بين البلدين في مجال التعليم منذ الزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير الوالد (حفظه الله) إلى اليابان في يونيو عام 2005م، وبالفعل ازداد التفاعل والتواصل بين البلدين حيث تم افتتاح المدرسة اليابانية في الدوحة عام 2009م، وتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين مؤسسات تعليمية في البلدين.
كما ساهمت الزيارة التي قامت بها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، (حفظها الله) في عام2014م، في تعزيز التعاون الثنائي في مجال العلوم والأبحاث.. وجاءت زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى اليابان في عام 2015م، لتعطي دفعة جديدة للتعاون الثنائي في مجال التعليم حيث تم التوقيع على مذكرة تعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا . وخلال زيارة سموه (حفظه الله) في يناير الماضي تم التوصل إلى اتفاق بين جامعة قطر وجامعة واسيدا لإنشاء كرسي دولة قطر للدراسات الإسلامية بجامعة واسيدا.
كل هذه الجهود فتحت قنوات جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين في مجال التعليم وبدأنا بالفعل نجني ثمرات هذه الجهود حيث ازداد عدد الطلاب القطريين في الجامعات اليابانية.. ومع ذلك نحن نطمح للمزيد من التعاون والاستفادة من نظام التعليم الياباني وجسر التواصل بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في البلدين لتبادل الخبرات في مجال العلوم والأبحاث وزيادة برامج الابتعاث والمنح الدراسية للطلاب والباحثين في البلدين.
copy short url   نسخ
21/10/2019
667