+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي
أكد فضيلة الداعية د. محمد الحسن ولد الددو أن اللقاء العلمي الذي ينظمه قسم الإرشاد الديني التابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في إطار الدروس العلمية المتجددة ضمن سلسلة «تأصيل وتحصيل» العلمية لعام 2019م، يهدف إلى أمرين الأول هو: الدفاع عن السنة النبوية المطهرة وحماية الأصل الثاني من التشريع بعد القرآن الكريم، فهي التطبيق العملي لما جاء في كتاب الله، المجلية لمعانيه، الشارحة لألفاظه ومبانيه.
وقال فضيلته في اليوم الأول للدورس العلمية التي انطلقت السبت وتستمر حتى يوم الأربعاء المقبل بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، إذا كان القرآن قد وضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام، فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد، وبيان تلك الأسس، وتفريع الجزئيات على الكليات، ولذا فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة جنباً إلى جنب مع القرآن، وقد جاءت الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة آمرة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاحتجاج بسنته والعمل بها، إضافة إلى ما ورد من إجماع الأمة وأقوال الأئمة في إثبات حجيتها ووجوب الأخذ بها، بالإضافة إلى بيان ما تتعرض له السنة والأحاديث النبوية، من تشويه وتضليل.
القرآن والسنة
وذكر ولد الددو الفرق بين القرآن والسنة، مبينا أن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد للإعجاز وللتعبد بألفاظه، فهو من الله لفظاً ومعنى، أما السنة فهي كلام رسول الله بما علمه الله جل وعلا، قال تعالى «وعلمك ما لم تكن تعلم»، وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام السنة النبوية، فهو النبي الخاتم وأرسله الله للناس كافة والمهيمن على كل الرسالات السابقة، قال تعالى «الله أعلم حيث يجعل رسالته»، وقال «الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس». وقد ارتضى الله الإسلام ديناً للبشرية كلها، وجعله الدين الخاتم إلى قيام الساعة، ومن ثمّ فقد تكفّل الله بحفظه وصيانته، فسخّر من خلقه من يذبّ عن وحيه قرآناً وسنةً، واصطفى علماء بيّنوا ما تشابه من القرآن، وميّزوا صحيح السنة من ضعيفها، ويزخر التاريخ الإسلامي بكوكبةٍ من العلماء المخلصين، الذين نذروا حياتهم لخدمة هذا الدين.
الإمام البخاري
وقال فضيلته من أبرز هؤلاء الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وحياة هذا الإمام الجليل مليئة بالصفحات المشرقة، فقد اجتمعت فيه كثير من الصفات الحميدة، والخصال الجليلة، ونذر حياته لخدمة السنة الغرّاء، فنفع الله به، وبارك في علمه، وألّف كتابه الصحيح الذي اتفقت الأمة قاطبة على صحّته، وتلقّيه بالقبول، ولأنه لا عصمة بعد النبي فقد اختار الله أمناء على الوحي من كل بلد وفي كل عصر ينقلون هذا العلم بدقة وإتقان، ففي الحديث الشريف «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين»، وقيض الله لهذا الدين من عباده العلماء الصالحين ممن يميِّزون بين الصحيح والسقيم، فيظهرونه للناس أبيض نقياً كالشمس في رابعة النهار ليس دونها سحاب، وهؤلاء الأمناء اختيار رباني لعلمه سبحانه بخلقه ويحملهم الله هذه الأمانة ويضع لهم القبول في الأرض بين الناس، كما جاء في الحديث أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض».
وقد وضع الله للإمام البخاري القبول في الأرض وهيأ له سبحانه ذلك بصدقه وعلمه وأمانته وجمعه للحديث وترتيبه وضبطه، فقد عرف منذ صغره بالجد والتشمير لطلب العلم وكانت لديه همة عالية في طلب العلم، وامتاز بشده حفظه وقوة ذاكرته.
copy short url   نسخ
21/10/2019
1544