+ A
A -
اسطنبول- الأناضول- قال خبير في الشأن السياسي العالمي إن تركيا تواجه تهديدات وجودية من الجماعات الإرهابية، ومن ثم لها مبرراتها في القضاء على تلك التهديدات وحماية نفسها. وأضاف الخبير إجاز أكرم، أستاذ الدين المقارن والسياسة العالمية بجامعة الدفاع الوطني الباكستانية، في حديث مع الأناضول، أن «جماعات إرهابية دولية تسعى إلى تقويض العديد من الدول الإسلامية، ولا سيما تركيا وإيران وباكستان».
وتابع أن «أنقرة تضطلع بدور مهم بشكل خاص في استعادة السلام والعدالة في العالم الإسلامي، لكن تلك الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، وبدعم من النخب المالية العالمية، ترغب في تكثيف الضغوط الاقتصادية والمالية والعسكرية على تلك الدول بهدف إجبارها على الخضوع».
وأردف: «هذا النوع من الإرهاب تم فرضه على تركيا من الخارج. ومع ذلك، يجب ألا ننظر إلى أن الأمر يقتصر فقط على منظمات مثل بي كا كا وأمثالها، ولكن الأمر يشمل أيضا الذين يمولون تلك الكيانات». وأكد أكرم على أن تركيا تحتفظ «بكل حق في مقاومة» هذه الجماعات والمنظمات، وعليها أن تفعل «كل شيء بوسعها ضد الخونة المحليين». وقال إن منظمات الاستخبارات الأجنبية هي التي زودت «بي كا كا» وجماعاته الإرهابية المتحالفة معه بالمال والدعم.
هيكل للإرهاب العالمي
وقال أكرم في حديثه للأناضول، على هامش مؤتمر العلاقات المدنية والعسكرية بجامعة صباح الدين زعيم في اسطنبول: «هناك هيكل للإرهاب العالمي». وأوضح أن «هناك ثلاثة مستويات: الأول منها غير مرئي، ويتمثل في الكيانات التي تسيطر على طباعة النقود وهم يسيطرون على الدول ويؤثرون في سلوكها بطرق لا تريدها الشعوب في تلك الدول». وأضاف أكرم أن مثل هذه الدوائر تمكنت من تحقيق ذلك لأن «العالم عالق بهيكل مالي عالمي يصعب الفكاك منه»، وأوضح أن الدول تحتاج إلى مخزون ضخم من الدولارات لشراء النفط وغيره من السلع المستوردة. وتابع: «لذا، فإن حصر العملة العالمية في الدولار يجعل ميزان القوة الأساسي يقع في أيدي المتحكمين برؤوس المال العالمية، وهو أمر يخل بالعدالة. وتفضيلهم لمناطق معينة دون غيرها على أساس سياسي، هو الذي يهيئ المستوى الثاني للإرهاب». وأشار إلى أن هذا المستوى تجسده «الصهيونية العالمية»، قائلاً إن هؤلاء «الصهاينة العالميين» يؤثرون على حكومات مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها.
وقال: «لقد تأسست الولايات المتحدة على عنف منذ البداية، من خلال القضاء على جميع السكان الأصليين، وكذلك فعلت إنجلترا الشيء نفسه من خلال الاستعمار في جميع أنحاء العالم، وكذا فرنسا ولا يزال تأثيرها مهما للغاية في شمال إفريقيا».
إرهاب برعاية الدول
ووصف أكرم المستوى الثاني من الإرهاب العالمي بأنه «إرهاب ترعاه الدول»، وقال «إن إرهاب الدولة هذا يميل إلى تجنيد جماعات محلية تشكل حركات معينة»، مؤكدا أن ذلك يمكن أن يتجسد بوضوح في تركيا من خلال منظمة بي كا كا الإرهابية التي وصفها بأنها «شوكة في خاصرة الدولة». وأشار إلى أن الدول الراعية لهذه الجماعات الإرهابية لا تتورع عن تمويلها وإلحاقها بجماعات مثل تنظيم داعش، «الذي أنشأه ممارسو إرهاب الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر». وتابع: «إذن، ما يحاولون القيام به هو إخضاع بعض الدول التي تحاول الاستقلال».
وعلى ضوء هذا، يقول أكرم إن المستوى الثالث من الإرهاب العالمي يتألف من مجموعات إرهابية مثل «بي كا كا» ومنظمة غولن وداعش.
وشدد على أن تركيا لها مبرراتها في القضاء على تلك التهديدات لأنها تهدد السلام والتنمية في البلاد، حتى لو لم تعترف الأمم المتحدة بتلك المنظمات على أنها إرهابية. وأضاف: «إذا ضعفت أو انهارت الدولة التركية، فلن يستفيد أحد».
copy short url   نسخ
19/10/2019
619