+ A
A -
عواصم- وكالات- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن عملية «نبع السلام» التي ينفذها جيش بلاده في شمال سوريا، ستنتهي بشكل تلقائي عندما يغادر المسلحون «المنطقة الآمنة» التي حددتها تركيا. وقال أردوغان، في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) بالعاصمة أنقرة «اقتراحنا هو أن يلقي المسلحون كلهم السلاح والمعدات هذه الليلة ويدمروا كمائنهم ويخرجوا من المنطقة الآمنة التي حددناها».. مضيفا أنه في حال تطبيق مقترح خروج المسلحين من «المنطقة الآمنة» ستكون عملية «نبع السلام» انتهت من تلقاء نفسها.
وبين أن الجيش التركي تمكن من تطهير مساحة قدرها 1220 كيلومترا مربعا.
وشدد أردوغان على أن تركيا ليست ضد الشعب السوري، قائلا «نحن لسنا ضد الشعب السوري بل نكافح إلى جانبه ضد الظالمين».. منتقدا بعض القادة الذين يطالبون تركيا بوقف عملية «نبع السلام»، مؤكدًا أنه «لا يمكن الثقة بهؤلاء».
كما انتقد الرئيس التركي الجهات التي تطالب بلاده بوقف عملية «نبع السلام»، وقال «عند تشكيل حكومة مشروعة تمثل كافة الشرائح في سوريا سنترك مسألة نقل وإدارة الأماكن التي بسطنا فيها الأمن لهم فنحن نبني ونعمر فقط، لكن لا نظلم أبدا». كما أشار إلى أن البلدان التي صنعت تنظيم داعش كمشروع، ودعمته ماديا ووجهته فعليا أصبحت الآن تظهر بمظهر أكبر معادٍ للتنظيم.
ورد الرئيس التركي، على مقترح أميركي بخصوص عملية «نبع السلام» تطالب فيه واشنطن بوقف إطلاق النار والوساطة من أجل التفاوض، «لا يمكننا الجلوس على طاولة واحدة مع تنظيم إرهابي».
وذكر أردوغان أنه ورد مقترح أميركي يقول «فلتوقفوا إطلاق النار، ولنقم نحن بدور الوساطة من أجل التفاوض»، مضيفًا كرد على هذا المقترح «نحن لا نجلس مع تنظيم إرهابي (في إشارة لتنظيم بي كا كا/‏ ي ب ك/‏ ب ي د) على نفس الطاولة». وتابع قائلا «وقلت له (أي للرئيس الأميركي ترامب) أنه ليس من الصائب من حيث علم السياسة ومن حيث قانون الحرب أن تقوم دولة مثل أميركا بالتدخل في وساطة بين حليف لها - تركيا- وبين تنظيم إرهابي (ب ي د/‏ي ب ك)».
وردًا على سؤال عما إذا كان هذا المقترح قد جاء من ترامب، قال أردوغان «نعم. والآن لدينا مقترح لترامب، إذ طلبت منه إرسال لجنة. لأنه يقول أوقفو إطلاق النار. ونحن لن نفعل ذلك مطلقًا».
وأفاد أن «وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا عند تطهير المنطقة بأكملها من العناصر الإرهابية، لأننا نعتبر هذه منطقة آمنة سنعيد إليها من يرغب من اللاجئين الموجودين في أراضينا، وستكفل بالدعم اللوجيستي والحماية اللازمة لذلك».
ومخاطبا الدول الغربية أضاف أردوغان «دعوني أسألكم سؤالًا: من حليفكم ؟ أتركيا أم (ب ي د/‏ ي ب ك) أم تنظيم داعش؟ فهذا التنظيم (ب ي د/‏ ي ب ك) هو الذي أطلق سراح عناصر داعش من السجن، ولم تنطقوا بكلمة واحدة».
وأمس أكدت الرئاسة التركية أن أردوغان سيلتقي اليوم الخميس نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي توجه إلى أنقرة أمس في مسعى للتوصل لوقف إطلاق النار في شمال سوريا.
وكان أردوغان قد قال لقناة «سكاي نيوز» إن بنس ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيقابلان نظيريهما التركيين فقط، لكن مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون عاد وأكد عبر تويتر أن الرئيس التركي «يخطط للقاء الوفد الأميركي الذي يقوده نائب الرئيس» بنس. وأعلن أردوغان لقناة سكاي نيوز أنه لن يلتقي إلا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا قام بزيارة أنقرة.
ونشر ألتون على تويتر مقطع فيديو قصيراً يؤكد فيه أردوغان لوسائل إعلام تركية أنه سيلتقي بنس ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو المتوجهين إلى أنقرة.
والهدف من إيفاد ترامب لهذه البعثة هو محاولة إقناع أنقرة بإعلان وقف لإطلاق النار شمال سوريا.
بدورها أعربت الرئاسة الروسية (الكرملين) عن احترامها لحق تركيا في ضمان أمنها. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية «نحترم حق تركيا في اتخاذ إجراءات تضمن أمنها، لكن نعوِل على أن تكون العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، متناسقة مع أهداف تحقيق الأمن».
ميدانيا أعلنت وزارة الدفاع التركية، ارتفاع عدد المسلحين الذين حيدتهم قواتها في إطار عملية «نبع السلام» إلى 637 مسلحا.
فيما عرضت وسائل إعلام روسية أولى صور تمركز القوات الروسية والسورية في منبج شمال سوريا التي كانت تنتشر فيها سابقاً قوات أميركية.
وبثت قناة «روسيا 24» العامة صوراً لمدرعات روسية تجول في المدينة غداة إعلان موسكو إرسال قواتٍ لها إلى المنطقة.
copy short url   نسخ
17/10/2019
2130