+ A
A -
عواصم- وكالات- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده عازمة على تطهير المنطقة الممتدة من «منبج» السورية حتى بداية الحدود التركية مع العراق في إطار عملية «نبع السلام». وقال أردوغان: «خلال فترة قصيرة سنؤمن المنطقة الممتدة من منبج حتى بداية حدودنا مع العراق، لضمان عودة طوعية لمليون سوري إلى منازلهم في المرحلة الأولى ومليوني سوري في المرحلة الثانية». وأكد على مواصلة محاربة الإرهاب في شمال سوريا، مضيفا: «سنواصل كفاحنا عبر عملية نبع السلام إلى أن يزدهر الشمال السوري ونصل أهدافنا».
وأوضح أن عملية «نبع السلام» طهرت مساحة قدرها نحو ألف كيلو متر مربع من المنظمة الإرهابية الانفصالية. وبخصوص «قرة باغ»، أكد أن بلاده تبذل قصارى جهدها لحل نزاع «قرة باغ» في أسرع وقت ممكن من خلال الوسائل السلمية وعلى أساس وحدة الأراضي الأذرية.
وتعهّد الرئيس التركي، في مقال نشر أمس، بعدم السماح لأي من مقاتلي تنظيم داعش بالفرار من شمال شرق سوريا، حيث يقود الجيش التركي هجومًا ضد القوات الكردية. وكتب أردوغان في صحيفة «وول ستريت جورنال» «سنضمن ألا يغادر أي مقاتل من تنظيم داعش شمال شرق سوريا». وسعى الرئيس التركي لطمأنة الدول الغربية التي أعربت عن قلقها من احتمال عودة التنظيم إلى الواجهة وفرار عناصره المحتجزين لدى وحدات حماية الشعب الكردية «ي ب د» المستهدفة في الهجوم الذي شنته أنقرة منذ الأربعاء الماضي.
وقال أردوغان «نحن على استعداد للتعاون مع الدول التي ينتمي إليها (المقاتلون) والمنظمات الدولية لإعادة تأهيل نساء وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب». واتهمت أنقرة أمس الأول القوات الكردية بإطلاق سراح عناصر تنظيم داعش المحتجزين لديها عمداً في مسعى «لنشر الفوضى» في المنطقة.
بدوره، قال ترامب في تغريدة كذلك «قد يكون الأكراد يطلقون سراح البعض لإجبارنا على التدخل».
لكن ليل الإثنين، دان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بشدّة الهجوم العسكري «غير المقبول» الذي تشنّه تركيا في شمال شرق سوريا، معتبراً أنه أسفر عن «إطلاق سراح العديد من المعتقلين الخطرين» المنتمين إلى تنظيم داعش.
وفي المقال، انتقد أردوغان الدول الغربية التي «تحاضر تركيا اليوم بشأن فائدة محاربة تنظيم داعش بعدما فشلت في منع تدفق المقاتلين الأجانب في 2014 و2015».
وذكر على سبيل المثال مواطنا من دولة أوروبية لم يسمها، وصل إلى اسطنبول في 2014 حاملاً «ذخيرة ضمن أمتعته التي (من المفترض أنه) تم فحصها» في البلد الذي قدم منه.
وهاجم كذلك فرنسا على خلفية قرارها تعليق بيع أسلحة لتركيا قد تستخدم في إطار الهجوم على سوريا.
وقال «حظرت فرنسا بيع الأسلحة لتركيا، لكن لماذا تجاهلت تحذيراتنا المتكررة من هجمات إرهابية وشيكة» على أراضيها؟.
من جهتها، أعلنت روسيا أن الجيش السوري سيطر «بشكل كامل» على مدينة منبج ومحيطها. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «الجيش الحكومي السوري سيطر بالكامل على مدينة منبج ومحيطها». وانتشر الجيش السوري في المنطقة في إطار اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية للتصدي لهجوم تشنه أنقرة مع فصائل سورية في عملية لتطهير الشمال السوري من الإرهابيين.
وروسيا حليف رئيسي للرئيس بشار الأسد، وتدخلت عسكريا في 2015 دعما لقواته. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية تواصل تسيير دوريات في مناطق حدودية على طول «خط التماس» بين القوات السورية والتركية.
من جانب آخر، أعلن الموفد الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أن روسيا لن تسمح بمواجهات بين الجيشين التركي والسوري.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن لافرنتييف قوله من «أعتقد أن مثل هذه المواجهات ستكون غير مقبولة ولا تصبّ في مصلحة أحد. ولذلك، لن نسمح بأن تصل» الأمور إلى هذا الحد.
فيما أكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن مغادرة قواته منطقة منبج غداة دخول قوات النظام إليها بموجب اتفاق مع المقاتلين الأكراد وتنفيذا لقرار واشنطن بانسحاب الجنود الأميركيين من شمال وشمال شرق سوريا. وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي مايلز كاينغنز على حسابه على موقع تويتر «تقوم قوات التحالف بتنفيذ انسحاب مدروس من شمال شرق سوريا. لقد غادرنا منبج» في شمال سوريا.
في وقت أعلنت مصادر دبلوماسية لفرانس برس أمس أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق اليوم الاربعاء حول الهجوم العسكري التركي في سوريا.
وطلبت عقد الاجتماع بلجيكا وألمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا. وكان اجتماع أول انتهى الخميس بانقسامات في المجلس وبصدور بيان من الأوروبيين فقط يطلب وقف الهجوم التركي. ثم عرقلت روسيا والصين الجمعة نصا قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضا وقف عملية نبع السلام.
copy short url   نسخ
16/10/2019
2348