+ A
A -
طوكيو- محمد حربي
وصف السيد كينجي شيكاما، مسؤول غرفة التعاون الدولي في مكتب السكك الحديدية في وزارة الأراضي، البنية التحتية والنقل والسياحة، دخول دولة قطر، عصر السكك الحديدية وإنشاء شبكة مترو الدوحة، بأنها نقطة تحول كبيرة في حياة القطريين، وتعد واحدة من أهم ركائز عملية التنمية الاقتصادية، حيث تسهم كثيرا في حل مشكلة النقل، وتخفيف حدة الزحام بالطرقات، فضلا عن كونها من الوسائل صديقة البيئة، والآمنة، وتمتاز بالسرعة، واختصار الوقت، خاصة بالنسبة للسائحين، ومشجعي كرة القدم، الذين سيحضرون، بطولة كأس العالم 2022، موضحا أن الشركات اليابانية، نجحت في أن تكسب ثقة القطريين، من خلال الالتزام بالبرنامج الزمني للتنفيذ، وأنها تعتبر هذا المشروع بوابتها لتقديم نفسها إلى باقي دول الخليج، الراغبة في نقل التجربة، مشيرا إلى أنه قبل نهاية العام الحالي، سوف يتم التشغيل الكامل لثلاثة من الخطوط الأربعة، وهي: الأحمر، الذي يتم استكماله، بجانب الخطين الأخضر والذهبي، وجزء من الخط الرابع الأزرق.
وأكد السيد كينجي شيكاما، أن دولة قطر، دخلت عصر قطارات السكك الحديدية، من خلال إنشاء شبكة مترو الدوحة، استعدادا لكأس العالم 2022، موضحا أن الشركات اليابانية نجحت في كسب ثقة الحكومة القطرية، من خلال الانضباط، والالتزام بالبرامج الزمنية المحددة للانتهاء من المشروع في وقته، بخطوطه الأربعة: الأحمر، والأخضر، والذهبي، والأزرق.
وقال السيد كينجي شيكاما، إن الشركات اليابانية، استطاعت أن تسابق الزمن، وتمت عملية تشغيل جزء من الخط الأحمر، لمترو الدوحة، موضحا بأنه من المتوقع الانتهاء من باقي الخط الأحمر، وكذلك الخطين الذهبي والأخضر، وجزء من الأزرق، قبل نهاية العام الحالي، خلال ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء فعاليات كأس العالم عام 2022، سوف يتم البدء في عملية تمديد وتوسعة لشبكة السكك الحديدية في دولة قطر.
وحول رؤيتهم في اليابان لتجربة قطر في إنشاء مترو الدوحة.. أكد السيد كينجي شيكاما، أنه خطوة مهمة، على طريق التنمية، موضحا أن القطريين ببناء شبكة المترو في فترة زمنية قصيرة، يمثل إنجازا كبيرا، وسوف يسهم كثيرا في خدمة الحركة السياحية مستقبلا، موضحا وجود تشابه كبير بين الحالتين اليابانية والقطرية في بناء خطوط السكك الحديدية، الذي ارتبط بحدث رياضي عالمي، حيث شهدت اليابان انطلاق ما يسمى القطار الطلقة، مع أولمبياد عام 1964، بينما تستضيف دولة قطر فعاليات كأس العالم في عام 2022، لافتا إلى أنه في مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية، يكون هناك إقبال كبير من الزائرين، والحضور الذين يكونون بحاجة إلى وسائل نقل، مريحة، وتتميز بالسرعة، والدقة في المواعيد، وآمنة أيضا، مشددا على أنها سوف تكون فرصة ليتعرف العالم على البنية التحتية الجيدة للبلد، ولاسيما في مجال النقل.
وحول الأسباب التي جعلت اليابان تفوز بعملية تنفيذ وإقامة شبكة مترو الدوحة.. أكد السيد كينجي شيكاما، على أن كسب الشركات اليابانية لثقة القطريين، لم يأت من فراغ، ولم يكن فقط لمجرد أن اليابانيين قدموا عروضا أقل في المناقصة التي تم طرحها، ولكن الأهم من ذلك، هي السمعة الطيبة للياباني، ودقة الالتزام بالمواعيد، مع التخطيط والتنظيم الجيد من أجل الوصول للهدف، فضلا عن الالتزام بضمان للصيانة لنحو 20 عاما، مع الخبرة الكبيرة في عمليات الصيانة لإطالة عمر المترو، مشددا على أنهم يجدون في مترو الدوحة، فرصة ليشاهد الخليجيون مستوى الأداء الياباني، ويكون فرصة لتقديم اليابانيين أنفسهم إلى الخليج، وللراغبين في نقل التجربة بالمنطقة الخليجية.
وأشار السيد كينجي شيكاما، إلى أن اتجاه الدول نحو مشروعات المترو، يشكل إضافة قوية وهامة لتعزيز ودعم منظومة النقل العام، والجماعي، لتخفيف حركة التكدس المروري، وتلبية الفعاليات الكبرى، التي تستضيفها دول قطر، كما يأتي من منطلق أهميتها، باعتبار أنها تمثل أحد الحلول الرئيسية الهامة لتحقيق سهولة تنقل الأفراد، خاصة مع الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة القطرية بتطوير وتعظيم وتنظيم النقل الجماعى، والاستمرار في طموحات وإنجازات الدولة بتنفيذ مشروعاتها الوطنية، ومواكبة الاحتياجات المتنامية والحيوية لسكان قطر، والإسهام في تغيير حياة السكان ودعم النموّ الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وأشار السيد كينجي شيكاما، إلى أن بناء شبكات النقل، يكون سابقا على تخطيط المدن في اليابان، وأنه نحو 60 بالمائة من الناس يستخدمون القطارات كوسيلة للتنقل، موضحا أن العلاقة بين وزارة الأراضي، البنية التحتية والنقل والسياحة، وشركات القطارات باليابان، تقوم على الإرشاد والمتابعة، لافتا إلى أنه يوجد حالة من التكامل بين الشركات وبعضها البعض، بحيث إنه لا تعمل شركة بشبكتها في النقل منفصلة، عن الآخرين، بل متشابكة، بما يسهل حركة تنقل المواطنين.
وأضاف السيد كينجي شيكاما، بأنه على مدى أكثر من 50 عاما تم توسعة نطاق قطار الطلقة، إلى شمال شرق اليابان، حيث يقطع نحو 230 كلم في الساعة، ومن خصائصه، أنه آمن للغاية، ووسيلة بلا حوادث، وبالإمكان في الساعة الواحدة انطلاق 15 قطاراً في اتجاهات متعددة، ودقة الوقت، وأن معدل التأخير في القطار الواحد دقيقة واحدة، بغض النظر عن الكوارث الطبيعية كالزلازل والثلوج الكثيفة، لافتا إلى أن عدد الركاب سنويا في قطار الطلقة يبلغ نحو 235 مليون شخص.
ونوه السيد كينجي شيكاما، إلى أن تايوان قامت بإدخال وتطوير قطار الطلقة، والآن تقوم الهند بنقل مشروع القطار الطلقة، كما تسعى دول أخرى مثل تايلاند، وماليزيا وسنغافورة، وولاية تكساس في أميركا لتنفيذ مشروع القطار الطلقة، والذي تسعى اليابان لتشجيع الدول على تنفيذه، نظرا لأهميته.
copy short url   نسخ
14/10/2019
1048