+ A
A -
دوام الحال من المحال، هذا هو المثل الذي ينطبق على نادي توتنهام هوتسبير هذا الموسم بعد أن كان رقما صعبا في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى بدوري أبطال أوروبا أصبح يعاني الأمرين، ليكون حديث الصحافة الإنجليزية والعالمية وحتى الشارع الرياضي خاصة أن تقريبا نفس النجوم التي تألقت في المواسم الأخيرة مع الفريق اللندني لم تجد في هذا الموسم ضالتها، فلم ينتظر أي متابع لهذا الفريق أن ينهار أمام بايرن ميونيخ في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا بتلك الطريقة، خاصة لما تتلقى سبعة أهداف كاملة على ملعبك، وبعدها تتلقى هزيمة بثلاثية نظيفة أمام فريق لا يعتبر رقما صعبا في البريميرليج وهو برايتون، بعد أن كان قاب قوسين من الحصول على ذات الأذنين دوري أبطال أوروبا وخسر في النهائي أمام ليفربول، فالخسارة الأخيرة أمام برايتون جاءت كضربة جديدة لمشروع كان ينظر إليه على أنه سيكون واعدًا وكبيرًا في الموسم الحالي، لكن أسباب الانهيار تأتي من داخل الملعب وخارجه أيضاً. ورغم أن بوكيتينو بتغييرات كثيرة على التشكيلة من بينها عدم الاعتماد على اللاعب الشاب ديلي ألي ولوكاس مورا الذي دخل في الشوط الثاني من المباراة، لكن الفريق افتقد للتجانس وظهر بعض اللاعبين مرهقين رغم أننا في بداية الموسم، رغم تمكن النجم الإنجليزي هاري كين من تسجيل خمسة أهداف لكن فترة الفراغ التي يمر بها ناديه جعلته محل النسيان حتى وإن كان هدافا للدوري. الوطن الرياضي يكشف عن أهم الأسباب التي عجلت بتدهور نتائج توتنهام هذا الموسم:
لم يتمكن نادي توتنهام من الفوز إلا في مباراتين خارج ملعبه من آخر 16 مباراة خاضها، حيث خسر 11 منها، وكان آخر فوز خارج أرضه في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 8 أشهر على فولهام بفضل هدف الوقت المحتسب بدل الضائع لهاري وينكس، وهذا ما يفسر أن شخصية الفريق لم تعد موجودة حتى في نهاية الموسم الماضي، رغم بدايته القوية في موسم 2018 /‏2019 لكن في الموسم الحالي انطلاقة كارثية من جانب رفقاء هاري كين، فالفريق لا يسمح بخسارة تأخره، وهذه هي المعضلة الكبرى لتوتنهام هذا الموسم، حيث خسر تقدمه في آخر 4 مباريات.
وتقدم توتنهام 2 /‏0 على غريمه آرسنال في المباراة التي انتهت بالتعادل 2/‏2 في وقت سابق هذا الشهر كما فرط توتنهام في تقدمه بالنتيجة في الجولة الأولى بدوري أبطال أوروبا على ملعب أولمبياكوس اليوناني ليكتفي بالحصول على نقطة التعادل، وفي مباراة ليستر كان توتنهام متقدمًا بهدف لهاري كين، لكن ليستر قلب النتيجة، فحتى في مباراة بايرن ميونيخ كان النادي اللندني متقدما في النتيجة في الدقيقة 12 عبر الكوري الجنوبي هيونج مين سون ليتلقى بعدها الفريق سباعية كاملة من نجوم الفريق البافاري.
التشبع من المنافسة
بالعودة لتصريحات المدرب ماوريسيو بوكيتينيو سنجد انه لمح إلى وجود حالة تشبع لدى اللاعبين في المنافسة على كل الألقاب، بقوله ان دور اللاعبين الحاليين في توتنهام قد انتهى منذ تلك الهزيمة في مدريد لدوري أبطال أوروبا على يد ليفربول، رغم استقدام بعض اللاعبين في ميركاتو الصيف الماضي لكن الإصابات التي لحقت بالوافدين الجدد ريان سيسينون وجيوفاني لو سيلسو قد أخرت دخولهم الفريق، في حين أن آخرين لم يتخطوا التوقعات.
لا يزال داني روز وكريستيان إريكسن وتوبي ألدويردايلز موجودين في الوقت الحالي. ونتيجة لذلك، فإن المرحلة التالية لم تبدأ بعدما كان ينظر إليه على أنه استمرارية يمكن أن ينظر إليه الآن على أنه ركود.
رحيل تريبيير
لم يقم نادي توتنهام ببيع أي لاعب مؤثر سوى تريبيير، ولكن بالطبع هذا ليس سبب السقوط، لكن في نفس الوقت الدور الذي كان يقوم الدولي الإنجليزي مع الفريق كان كبيرا، فكان المتخصص في الركلات الحرة المباشرة بالإضافة لدوره الهجومي الكبير وأصبح يتألق ايضا في هذا المركز مع ناديه الجديد اتلتيكو مدريد، اما بالنسبة لفريقه السابق فأصبح الدولي الفرنسي سيرجي أورييه هو الذي يغطي هذه المساحة وأحيانا سيسوكو لما يكون أورييه غائبا، لكن دورهما الدفاعي اكثر منه هجومي، لهذا الرحيل قد يكون ساهم ولو بنسبة قليلة في تدهور نتائج الفريق اللندني في الموسم الحالي، فالجميع لم يكن يتوقع هذا من فريق وصل لنهائي دوري الأبطال في النسخة الماضية وخسر أمام ليفربول، وكذلك أنهى الدوري الإنجليزي في المركز الرابع، خلف مانشستر سيتي البطل وليفربول الوصيف وتشيلسي صاحب المركز الثالث وبطل الدوري الأوروبي، وكل هذا كان بدون أية صفقات طوال الموسم، بسبب تجديد الملعب.
كابوس الانهيار البدني
لما نتحدث عن الدوري الإنجليزي أول ما يبادر إلى المتابع هو الجهد البدني الذي يحتاجه أي لاعب لخوض المنافسات، كيف لا فالأندية تنافس على الكثير من البطولات من الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزية ودوري ابطال اوروبا للأندية التي تلعب هذه المنافسة، كل هذا بالإضافة لكون الدوري الإنجليزي يتميز عن سواه كونه الوحيد عالميا الذي لا يتوقف عن اللعب في أعياد الميلاد، بل تصل عدد الجولات خلال ما يسمى «بوكسينج داي» إلى ثلاث جولات في غضون سبعة أيام، في حين تتوقف كل البطولات بكافة البلدان خلال فترة أعياد الميلاد، يصل عدد الجولات التي تجري في الدوري الإنجليزي لكرة القدم إلى ثلاث جولات في غضون سبعة أيام، هذا يؤثر كثيرا على المستوى الذي يقدمه اللاعبون ببداية الموسم الكروي، لهذا فمن الممكن أن يكون سقوط توتنهام بهذا الشكل بسبب إرهاق لاعبيه، فكما ذكرنا أن النادي في الموسم الماضي لم يضم أية صفقات، وبالتالي كانت التشكيلة الأساسية تشارك في كل المناسبات، بالإضافة إلى ذلك، وصل توتنهام في الموسم الماضي إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخهم، مما يعني مشاركتهم في مباريات أكثر من المعتاد، ولم يحصلوا على الوقت الكافي للراحة، فقد يكون ما يحدث نتيجة إرهاق بعض اللاعبين أو تشبعهم بما حدث في الموسم الماضي، لكن في الأخير ليس توتنهام الذي خاض كل هذه المنافسات، ليفربول مثلا حقق العلامة الكاملة في الدوري هذا الموسم وهو الذي خاض نهائي دوري الأبطال.
التسرع في الحديث
عن التغيير
أكدت التقارير الصحفية الإنجليزية بعد إقصاء الفريق من كأس الرابطة المحترفين أن إدارة نادي توتنهام تفكر في بديل بوكيتينيو ورشحت العديد من الأسماء يتقدمهم جاريث ساوثجيت، مدرب المنتخب الإنجليزي، بما انه يعرف جيدا لاعبي الفريق بالإضافة لمدرب يوفنتوس السابق، ماسيمليانو أليجري، كل هذا شكل ضغطا كبيرا على المدرب الحالي واللاعبين ايضا الذين اعلنوا تضامنهم مع المدرب ومسؤولياتهم عن انهيار الفريق، فحتى المدرب بوكيتينيو اكد انه لا يخاف من الإقالة وهذا دليل ايضا أن الحلول غائبة عن الفريق، بالإضافة لحديث تقارير صحفية إنجليزية عن ان بوكيتينيو يتواجد على رادار مانشستر يونايتد الذي يعاني هو الآخر هذا الموسم وأصبح ينافس على المراكز الاخيرة، وهو ما يعني ان رحيل سولسكاير عن تدريب اليونايتد اصبح قريبا جدا، فحتى ريال مدريد كان يريد المدرب الأرجنتيني بوكيتينيو لقيادة الريال لكنه اختار زيدان لتعود التقارير مرة أخرى وتتحدث عن بوكيتينيو مرشحا قويا لتدريب الريال خلال الفترة القادمة لسوء النتائج.
غياب التعاقدات
إدارة نادي توتنهام في الأعوام الماضية معتادة على ألا تتعاقد مع صفقات من العيار الثقيل، فهذه هي سياسة النادي، والأقرب أيضًا لسياسة التقشف.
لم تكن تحلم إدارة النادي برئاسة دانييل ليفي التأهل أبدًا لنهائي دوري الأبطال، وبالتالي لم تستعد جيدًا للخطوة التي تليها.
فمن المفترض أنه بعد التأهل للنهائي، تقوم الإدارة بتدعيم الفريق بصفقات قوية، للمنافسة على البطولات المختلفة، ولكن هذا لم يحدث.
وعلى الجانب الآخر توتنهام لم يكن معتادًا على التواجد ضمن التوب فور في البريميرليغ، إلا في آخر 4 أو 5 أعوام، وكان فقط يحتل المراكز من الرابع إلى السادس في أغلب الأوقات.
ففجأة بدأ السبيرز ينافس أيضًا على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، مما تتطلب صفقات جديدة ولكن بخل إدارة النادي جاء قاضيًا على أحلام الجماهير.
رحيل نجوم الفريق
استمرار توتنهام في المعاناة يعني ان نجوم الفريق سيفكرون في مغادرة النادي، حيث بدأ الحديث عن رغبة المهاجم هاري كين في الرحيل لنادي ريال مدريد في الموسم المقبل، وحسم النجم الدنماركي كريستيان اريكسن مصيره قبل نهاية الموسم ويقترب اكثر هو الآخر من نادي الميرينجي، والكوري الجنوبي هيونغ سون مين من الانتقال لنابولي الإيطالي، وأيضًا فيرتونخن قريب من الرحيل عن صفوف السبيرز.
copy short url   نسخ
09/10/2019
1035