+ A
A -
كتب- يوسف بوزية
اشتكى عدد من سكان السيلية من استمرار ظاهرة استيلاء المعدات الثقيلة والشاحنات على جانبي الطرق والمساحات الخالية ضمن حدود الأحياء السكنية، مُطالبين الجهات المعنية بضرورة إخلاء المنطقة من تلك المعدات والحافلات الكبيرة، للحد من المخاطر التي تشكّلها على سلامة السكان والمحافظة على المظهر العام، وحماية البيئة من أشكال الملوثات وصون خصوصية العائلات وسكان الأحياء السكنية.
وطالبوا في تصريحات لـ الوطن بتفعيل قانون حظر وقوف الشاحنات والمعدات الثقيلة في غير الأماكن المصرح الوقوف فيها، وكذلك إبعاد مساكن العزاب والعمال في مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية، لما تسببه من ضيق وإحراج للعائلات الموجودة هناك.
ورصدت عدسة الوطن خلال جولتها في مناطق السيلية استغلال العديد من أصحاب الشاحنات المساحات الخالية على جانبي الطريق العام في السيلية كراجات دائمة، فضلا عن وقوف المعدات الثقيلة خلف لوحة «ممنوع وقوف الشاحنات والآليات منعاً باتاً» على جانب شارع السيلية - الصناعية، الأمر الذي يدل على ضعف الرقابة في تلك المنطقة «الرخوة» وعدم تطبيق القوانين في المواقع العامة، كما تظهر خصوصاً الحاجة إلى توعية السائقين لاسيما غير المتحدثين بالعربية بأنظمة وقوانين البلاد لتجنب الوقوع في المخالفات.
كراجات مؤقتة
وقال صالح راشد إن بعض السائقين يستغلون المساحات الخالية على جانبي الطريق العام في السيلية كراجات مؤقتة، أو دائمة لشاحناتهم، إما لقربها من أماكن سكنهم، أو لرغبتهم في التحرك مبكراً للوصول إلى أعمالهم، وهو ما يشكل أحد التحديات المرورية والأمنية والبيئية داخل مناطق السيلية، لأن مبيت الشاحنات على جانبي الطرق أو بين المساكن يشكل مصدرا لتهديد سلامة وإزعاج عدد كبير من سكان الأحياء السكنية.
وطالب الجهات المعنية بإيجاد مواقف مناسبة للشاحنات خارج هذه الأحياء، حتى يتسنى لها محاسبة المخالفين، خاصة وأن الكثير من الشركات ليس لديها القدرة على إيجاد مواقف مناسبة للمركبات الضخمة، ولا يوجد لديها المساحة الكافية التي تحتاجها.
الدور الرقابي
من جهته، أشار المواطن، علي صالح، إلى ما يسببه اصطفاف الشاحنات وعبورها من إزعاج وأضرار على السكان فضلا عما تسببه من إغلاق للطرقات بسبب حجمها الكبير والطرق الضيقة غير المهيأة لمرورها، مؤكدا على عدم التزام العديد من سائقيها بالحذر وقيادة البعض منهم بسرعات عالية في الطريق العام، مطالبا بتحرير مخالفات للسائقين غير الملتزمين بالقوانين والانظمة من خلال تفعيل الدور الرقابي للبلدية وإدارة المرور، خاصة في مناطق الأحياء السكنية التي تحولت إلى مأوى للعديد من الشاحنات بما فيها الحافلات الكبيرة المهملة للحد من انتشار هذه الظاهرة.
وعن المخاطر التي يتسبب فيها المبيت اليومي للشاحنات في وسط المناطق السكني، قال ان هذه الظاهرة تسببت في العديد من المشكلات، فقد باتت ملجأً للعمالة الهاربة ما يعني أنها تهدد الأمن العام وسلامة المواطنين، مؤكدا انه من خلال الحملات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية فقد ثبت أن هذه الشاحنات تستخدم مساء كمبيت لأعداد كبيرة من العمال.
التلوث البيئي
من جانبه قال حسن علي إن المواطنين يعانون من تواجد الشاحنات ضمن حدود الأحياء السكنية ليس بسبب الضجيج الصادر عن هدير محركاتها فحسب، وانما لما تسببه من ازدحامات مرورية نتيجة الوقوف غير النظامي بالإضافة إلى الأخطار والتلوث البيئي الناتج عن أدخنتها الكثيفة، وزيوتها السائلة، في مكان اصطفافها..
وأضاف ان كثرة ارتياد الشاحنات للمنطقة تتسبب في تخريب للبنية التحتية وحفر في طبقات الأسفلت، خاصة ان بعض السائقين يجرون لها في تلك المواقع ما يشبه عمليات الصيانة الدورية، المتمثلة في استبدال الزيوت والإطارات على حساب المنظر العام وتلوث البيئة، اذ يمكن بسهولة ملاحظة بقع الزيت..
فضلا عن علب الزيوت الملقاة بجانب تلك المواقف.. مطالبا بتكاتف كل الجهود لوضع ضوابط محددة تنظم عمل هذه الشاحنات، فالوضع لم يعد يحتمل وجود شاحنات مع ما تسببه من عرقلة واضحة لحركة السير.
الرقابة البيئية
وتعد السيلية من المناطق التي حولها عددٌ من أصحاب صهاريج الصرف الصحي القادمين من الدوحة، مكبا دائما لحمولة المياه العادمة حيث يستغلون غياب الرقابة البيئية لتفريغ حمولاتهم من الزيوت أو مياه الصرف الصحي في غير الأماكن المخصصة لها في تلك المنطقة، في حين يشتكي بعض المواطنين الذين يسكنون مقابل طريق أبو سمرة من مخالفات متكررة للشاحنات، حيث يتعمد بعض السائقين الدخول إلى الشارع الفرعي الموازي لطريق أبو سمرة وهو في نفس الوقت يقع مقابل منازلهم، الأمر الذي يسبب الكثير من الأذى والمشاكل منها الأصوات المزعجة التي تصدر من هذه الشاحنات أثناء مرورها بسرعة عالية، بالإضافة إلى صعوبة الخروج من المنازل إلى الطريق إلا بعد التأكد من خلوه من الشاحنات حتى لو تطلب الأمر وقتاً طويلًا للتأكد أن الطريق أصبح آمنًا للعبور.
توصيات «البلدي»
من جانبه قال السيد محمد بن حمد العطان المري، عضو المجلس البلدي المركزي ممثل الدائرة 13، إن صناعية السيلية من المناطق التي تتوفر فيها العديد من المصانع والمحلات التجارية بأنشطة متعددة، كما سبق للمجلس البلدي وان ناقش تقرير وتوصيات لجنة الخدمات والمرافق العامة بشأن «التأثير السلبي للأوزان الزائدة للشاحنات على الطرق بصفة عامة»، ومراقبة التزام سائقي الشاحنات بالمسارات الخاصة بهم على الطرق السريعة والمسارات التي تحددها وزارة المواصلات والاتصالات للشاحنات في داخل المدن، وزيادة عدد محطات أوزان الشاحنات بمداخل ومخارج المدن الصناعية، مؤكدا ان تلك التوصيات شملت تحديد مسارات محددة للشاحنات داخل المدن وخارجها لتفادي حركة الشاحنات بصورة عشوائية.
ونبه عضو البلدي عن الدائرة (13) إلى أن التواصل استمر مع الجهات المعنية بوزارة البلدية والبيئة لإزالة المخلفات المتراكمة في المنطقة الصناعية ومنطقة المزارع بالجهة الشرقية من منطقة السيلية، بما فيها العشوائية الناجمة عن غياب تنظيم الورش والكراجات ومساكن العمّال وما يعنيه ذلك استجابة لمطالبات أهالي الدائرة التي كان سعادة وزير البلدية والبيئة وعد مشكوراً بالعمل على إيجاد الحلول اللازمة لذلك، حيث قطعت وعدا لأهالي المنطقة بهذا الأمر ونتمنى من الله ان يوفقنا في خدمة أبناء الدائرة وبلادنا الغالية.
سلامة المواطنين
يذكر أن المجلس البلدي ناقش موضوع إزالة الشاحنات والمقطورات من شارع الصناعية غرباً إلى دوار نادي معيذر ومنطقة المرة الشرقية، حيث جاء في المقترح المقدم من عدد من الاعضاء، ملاحظة وجود أعداد كبيرة جداً من الشاحنات والمقطورات، تقف بشكل دائم على جانب شارع الصناعية غرب، الممتد من جسر الصناعية شمالا والممتد إلى دوار نادي معيذر جنوباً، حيث ان هذا الطريق يربط بين عدة مناطق مثل منطقة السيلية ومعيذر وبوسدرة، ونظراً لخطورة وجود هذه الشاحنات في الطريق على سلامة المواطنين والمستخدمين لهذا الطريق الحيوي، ووقوفها ايضا في عدد من الساحات وسط الأحياء السكنية لهذه المنطقة، بالإضافة إلى انها تشوه المنظر العام لمدخل الدوحة، وما يترتب على وقوفها في هذا المكان من آثار بيئية على الأرض من جراء تساقط الزيوت وعوادم هذه الشاحنات، كما أن حركتها على هذا الطريق لها أثر كبير في زيادة كثرة الحوادث المرورية على هذا الطريق المهم.
copy short url   نسخ
21/09/2019
1886