+ A
A -
عواصم - العربي الجديد - تلقت السعودية، أمس السبت، ضربة أخرى بقصف جماعة أنصار الله (الحوثيين)، في اليمن، منشآت لشركة أرامكو في كل من مدينتي بقيق وهجرة خريص، خلفت حرائق هائلة، وجملة من التساؤلات والانطباعات بشأن الدفاعات الجوية السعودية ومصير الحرب التي تقودها في اليمن منذ سنوات، إذ يبدو أن الحرب تؤتي ثمارها عكسياً، بالترافق مع التطورات اليمنية جنوباً، والتي جعلت التحالف السعودي الإماراتي مكشوفاً أكثر من أي وقتٍ مضى.
وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات الموالية للحوثيين العميد يحيى سريع، في بيان مصور أمس السبت، أن عشر طائرات بدون طيار، لسلاح الجو المسير التابع للجماعة، نفذت إحدى أكبر العمليات الهجومية في العمق السعودي، فضربت مصفاتين نفطيتين في كل من مدينة بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية للسعودية، ضمن ما أطلقت عليها الجماعة عملية «توازن الردع الثانية»، عقب العملية الأولى التي استهدفت حقل «الشيبة» النفطي على الحدود السعودية مع الإمارات.
وأظهرت مقاطع فيديو مصورة، تناقلها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حريق بقيق (على الأقل)، بوصفه الهجوم الأكبر على مدى تاريخ عمليات الحوثيين داخل السعودية، إذ اشتعلت العديد من الحرائق وغطت أعمدة الدخان سماء المنطقة التي يقع فيها مقر شركة أرامكو، قبل أن تعلن الداخلية السعودية أن فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو باشرت إطفاء «حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار «درون»، وقالت إنه تمت «السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما».
وجاء الإعلان السعودي بعد ساعات من الصور التي توثق للهجوم، فيما قال المتحدث العسكري للحوثيين: «كانت الإصابة دقيقة ومباشرة»، وأضاف: «تعتبرُ هذه العملية إحدى أكبرِ العمليات التي تنفذها قواتنا في العمقِ السعودي»، مشيرا إلى أنها أتت «بعد عمليةٍ استخباراتيةٍ دقيقةٍ ورصدٍ مسبقٍ وتعاونٍ ممن سماهم»الشرفاءِ والأحرارِ داخل المملكة«، وتوعد من سماه بـ»النظام السعودي«بأن»عملياتنا القادمة ستتوسع أكثر فأكثر ستكون أشد إيلاماً مما مضى طالما استمر في عدوانهِ وحصارِه«.
ويعد هجوم الحوثيين في بقيق وخريص العملية الثانية من نوعها، بعد الهجوم الذي نفذته الجماعة في أغسطس المنصرم، بمسمى»عملية توازن الردع الأولى«، حيث استهدفت حينها حقل الشيبة النفطي السعودي الذي يعد محل نزاع بين الرياض وأبوظبي، إذ إن ما يجمع الهجومين (الردع الأولى والثانية)، يتمثل في كونهما استهدفا منشآت نفطية في عمق السعودية، وفي مناطق أبعد ما تكون عن الحدود اليمنية، بالمقارنة بالأهداف التقليدية للجماعة، كما أن كلا العمليتين أسفرتا عن أضرار، باعتراف السلطات السعودية.
ومع ذلك، تمثل عملية»بقيق" على الأقل، والتي تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الصور في الساعات الأولى منها، الكبرى من حيث الأضرار الموثقة في الإعلام، منذ تصاعد الحرب في اليمن في مارس 2015.
وطالما اقتصرت هجمات الحوثيين على صواريخ باليستية تعلن السعودية عن اعتراضها وإسقاطها، غير أن الوضع يبدو الآن مختلفاً جذرياً، في أعقاب ضرب منشآت النفط، الذي يتعدى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية بالنسبة للرياض، إلى العلاقات التي تجمعها وتحدد موقعها مع كثير من دول العام.
copy short url   نسخ
15/09/2019
2962