+ A
A -
أقام الملتقى القطري للمؤلفين جلسة نقاشية جديدة بعنوان «كتاب وكتاب»، مع الدكتور عبدالله الدوسري، حول كتابة «دور الأوقاف ومؤسسات المجتمع المدني في تحقيق الرؤية الوطنية للبلاد المسلمة قطراً نموذجاً»، أدارها الإعلامي صالح غريب بقاعة الوجبة في مبنى مركز قطر التطوعي.
وأكد الدكتور عبد الله الدوسري خلال عرضه للكتاب أنه حرص على تقديم دراسة قراءة علمية وعملية معمقة، وإمكانية تكرار الدول العربية للتجربة القطرية، في مجال توظيف الأوقاف الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني، مما يسهم في تحقيق عناصر التنمية المستدامة وفق رؤية قطر 2030، ويعامل على تحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وهذا نتاج دعم الدولة للأوقاف في سبيل تحقيق الغايات التنموية التي قد لا توجد في العالم الإسلامي.
وأوضح الدوسري أن الكتاب قدم قراءة شاملة عن الوقف، القائم على ركائز الفقه الإسلامي الحنيف، الذي أصل فكرة الوقف ومدلولها العميق في ديمومة الرخاء والبذل والعطاء لكافة مجتمعات الأمة الإسلاميَّة، «ويستعرض تاريخ الدولة الإسلامية وعلاقتها بالوقف منذ بداية نشأتها ومنذ أن أقر فكرته نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين أشار على سيدنا عمر رضي الله عنه، فكان ذلك الفعل باكورة العطاء والبذل في المجتمع المسلم الأول، فسار على ذات النهج كل من ولي أمر الدولة الإسلامية لقرون من الزمن، فتحقق على إثره النماء والرخاء والعطاء في كافة مناحي الحياة.
موضحاً أن الكتاب قدم عرضا شاملا للسمات والمزايا الخالدة في ذاكرة الأوقاف الإسلامية، إلى أن سقطت دولة الخلافة العثمانية في عام 1922م، وما تبع ذلك السقوط من تفكك مؤسسات الأوقاف في أغلب أقطار العالم الإسلامي، مما أدى إلى التراجع الكبير لدور الأوقاف ومؤسساتها في العالم الإسلامي، وحل محلها ما يطلق عليها مؤسسات المجتمع المدني، «الجمعيات الخيرية مثالا» فقدم الكتاب قراءة شاملة عن أصل هذا المفهوم وسبب نشأته في الغرب وأهم المدارس الفكرية والأيديولوجيات التي نادت بنشأتها، وإلى واقع تلك المؤسسات في الغرب وواقعها في الشرق، وما تعرضت له من نقلٍ مشوه لم يكن منسجما في الوطن العربي.
مضيفاً أن تناول أسباب تراجع الدور التنموي للوقف في عددٍ من أقطار العالم الإسلامي، مثل تونس ومصر واليمن، وقدم قراءه تفصيلية واقعية لتلك المؤسسات الوقفية في تلك البلدان، مستعرضا ما تعرضت له من تعدٍ واغتصابٍ وضياع عبر فترات مختلفة من الزمن، ومعرجا على واقعها الراهن، ومستشرفا لوضعها المستقبلي حيال إعادة تمكينها من جديد بما يسهم في تحقيق الرفاه المجتمعي والاقتصادي في تلك البلاد، وخاصة أنه تمت الاستعانة بالأوقاف لتكون أحد عناصر التنمية الفاعلة في تحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يدعو دول العالم لوضع البرامج التنموية بعيدة المدى التي تكفل تحقيق الأهداف المعلنة للأمم المتحدة، كالقضاء على الفقر والتخفيف من حدة البطالة، وتعزيز الصحة وتوفير المياه النظيفة للشرب، والاهتمام بالمرأة وصحتها وغيرها.
وأوضح الدوسري أن الكتاب قدم تجربة دولة قطر التنموية 2030، وقدمها كخارطة طريق للدول النامية عموما ودول الثورات العربية خصوصا في كيفية التعاطي والتعامل مع الأوقاف ومؤسسات المجتمع المدني، في سبيل تحقيق الأهداف التنموية المستقبلية لها، مستعرضاً تاريخ دولة قطر منذ تأسيس الدولة إلى يومنا هذا، متناولاً أهم المحطات السياسية والاقتصادية المنظومة الوقفية والاجتماعية، وأهم مراحل بناء الدولة وتكوين مؤسساتها، ومفصلاً لتاريخ نشأة الأوقاف بالدولة ومراحل بناء الكلية بقطر، ومعرجاً على أهم المحطات التاريخية لأهم الأحداث والوقائع التي بررت تقديم هذه التجربة لتكون خريطة طريق لكل دولة تنشد تحقيق الرفاه المجتمعي والاقتصادي. ثم خلص الكتاب لجملة من التوصيات والمقترحات. ولقيت المناقشة تفاعل من الحاضرين والمهتمين، بحيث جاءت هذه الفعاليات النقاشية في إطار سلسلة من الجلسات الفكرية والنقدية التي يقيمها الملتقي للمؤلفين للإصدارات الحديثة في مختلف المجالات والتخصصات عبر القراءة والتحليل النقدي لها، وبما يثري المكتبة القطرية، ويساهم في تطور المشهد الثقافي والفكري بالدولة، وتشجيع حركة التأليف ودعم الكتاب القطريين وتبادل الخبرات بينهم.
copy short url   نسخ
12/09/2019
974