+ A
A -
جنيف- قنا- أكدت دولة قطر أن استمرار الحصار المفروض عليها والتدابير القسرية الانفرادية التمييزية دون محاسبة ومساءلة، من شأنه أن يعزز من ثقافة الإفلات من العقاب لمرتكبي هذه الانتهاكات، ويخلف آثارا بعيدة المدى على أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة يصعب تداركها في المستقبل.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها أمس، سعادة السفير علي خلفان المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، خلال النقاش العام تحت البند الثاني من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان حول البيان المحدّث للمفوضة السامية لحقوق الإنسان.
وقال المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، إنه بعد مرور أكثر من عامين على هذا الحصار، مازالت تداعياته المتمثلة في انتهاكات حقوق الإنسان قائمة، و«ما زلنا نأمل أن يتحرك مكتب المفوض السامي للعمل على وقف هذه الانتهاكات التي وثقها تقرير فريقه الفني الذي زار الدوحة في نوفمبر 2017م».
وأعرب سعادة السفير علي خلفان المنصوري، عن شكر دولة قطر للمفوضة السامية على تحديثها الشفوي المقدم للمجلس في هذه الدورة، مؤكدا على تعاون دولة قطر معها ومع أعضاء مكتبها الموقر، ومشاركة المفوضة السامية رأيها في أهمية التصدي للمخاطر المترتبة على حقوق الإنسان جراء تغير المناخ والأنشطة البشرية المتسببة في ذلك.
وأكد على اهتمام دولة قطر بهذا الموضوع، مذكرا في هذا الخصوص بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة، وأهمية التعاون الدولي في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات للتصدي لهذه المخاطر.
وشدد على أن الأخذ بمنظور حقوق الإنسان في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لاسيما الهدف رقم 7، والأهداف الأخرى ذات الصلة، من شأنه أن يحد من الآثار السلبية لتغير المناخ ويعمل على الاستخدام الأمثل للموارد.
وفي الملف السوري، أعرب سعادة السفير علي خلفان المنصوري، عن القلق من التصعيد العسكري للقوات السورية والموالية لها في محافظة إدلب، الأمر الذي تسبب بموت آلاف المدنيين، ونزوح مئات الآلاف، مبينا أنه بات من الواضح أن القوات السورية والموالية لها تواصل استراتيجيتها العسكرية التي تبدأ باستهداف المرافق المدنية كالمستشفيات والمدارس والمناطق السكنية، ومن بعدها تقوم بتنفيذ خيارها العسكري الذي لا تفهم غيره، ولا تأبه بحجم الخسائر البشرية والمأساة الإنسانية التي تنتج عنه.
ودعا المجتمع الدولي للتدخل العاجل لمنع تفاقم هذا الوضع، والعمل على فرض ضغوط لوقف هذه الحملة الإجرامية التي تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.
وفي الملف الأفغاني، أكد المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، أن دولة قطر تؤمن بعدم وجود حل عسكري للصراع في أفغانستان، ولا بد من إيجاد حل سلمي، مضيفا «وفي هذا الصدد ستواصل جهودها ومساعيها الحميدة للتقريب بين وجهات نظر الأطراف الأفغانية، فضلا عن دعم جولات المباحثات بين الولايات المتحدة وطالبان، معربا عن أمله في أن تكلل هذه الجهود بتحقيق السلام الدائم وإنهاء العقود الطويلة من الحروب والمعاناة».
وفي الملف الفلسطيني، أعرب المنصوري عن إدانة دولة قطر الشديدة لاستمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية وانتهاكها لحقوق الفلسطينيين، والعنف الذي يرتكبه الكيان الإسرائيلي (القوة القائمة بالاحتلال)، والمستوطنون الإسرائيليون، يوميا ضد الشعب الفلسطيني، وسياسات السلب ومصادرة الأراضي، والترهيب والهدم والتشريد وفرض حصار جائر على قطاع غزة، في انتهاك جسيم للقرارات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.
وشدد سعادة السفير علي خلفان المنصوري، في ختام كلمة دولة قطر، على أهمية إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، ومساءلة جميع المسؤولين الإسرائيليين عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
copy short url   نسخ
11/09/2019
3611