+ A
A -
الدوحة- قنا- وصل فخامة الرئيس آداما بارو رئيس جمهورية غامبيا إلى الدوحة صباح أمس، في زيارة رسمية للبلاد، تستغرق ثلاثة أيام.
ومن المقرر أن يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح اليوم الأربعاء‏، في الديوان الأميري فخامة الرئيس آداما بارو، لبحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المختلفة، إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.
وكان في استقبال فخامة رئيس جمهورية غامبيا لدى وصوله مطار حمد الدولي أمس، سعادة السيد عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة، وسعادة السيد فيصل بن فهد عبدالله المانع سفير دولة قطر لدى غامبيا، وسعادة السيد فوداي مولانق سفير غامبيا لدى الدولة.
وتأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكات الاستراتيجية لدولة قطر مع مختلف دول القارة الإفريقية، وفتح آفاق جديدة أمامها،
وتعكس هذه الزيارة رغبة البلدين وحرصهما على دعم علاقاتها الثنائية وتطويرها وتوسيع نطاقها في مختلف المجالات بما يخدم أهداف ومصالح الدولتين وشعبيهما الصديقين، والعلاقات المتنامية بينهما والتي تشهد منذ سنوات تطورا متميزا ونموا واعدا.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وجمهورية غامبيا قد بدأت عام 1978 عبر تمثيل غير مقيم، وجرى لاحقا تطوير هذه العلاقات بافتتاح سفارة لكل منهما في البلد الآخر.
وتشهد العلاقات بين البلدين نشاطا ملحوظا خاصة على صعيد الزيارات المتبادلة، وعلى أعلى المستويات، بهدف التشاور والارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب، وتبادل الآراء والتنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتربط العلاقات بين دولة قطر وجمهورية غامبيا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومنها اتفاقيات في مجال العمالة والملاحة البحرية، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل واتفاقية للخدمات الجوية، ومذكرة تفاهم تتعلق بتطوير علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات التعليمية والعلمية، وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا من خلال الجامعات والمعاهد والمؤسسات بكلا البلدين، واتفاقية للتعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري والفني، واتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، واتفاقية توأمة بين بلدية الدوحة وبلدية مدينة بانجول ومذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين.
وفي إطار الدعم الاقتصادي القطري لجمهورية غامبيا شاركت قطر خلال مايو من العام الماضي بالمؤتمر الدولي لدعم غامبيا الذي استضافته المفوضية الأوروبية ببروكسل.. وقد خصص المؤتمر لدعم التنمية الوطنية في غامبيا بعد الانتخابات الديمقراطية الوطنية التي أوصلت الرئيس آداما بارو عن طريق عملية ديمقراطية شهد لها العالم بالنزاهة، وبلغ حجم التبرعات الدولية 1.45 مليار يورو.
وفي أكتوبر من العام الماضي، وتنفيذاً لتعهداتها بمؤتمر بروكسل، وقعت دولة قطر وجمهورية غامبيا اتفاقية منحة بقيمة ثلاثة ملايين دولار أميركي بهدف تعزيز عملية العدالة الانتقالية وسيادة القانون وإنشاء نظام شامل للديمقراطية في غامبيا وذلك بمقر سفارة دولة قطر في العاصمة بانجول.
وغامبيا هي أصغر دول الغرب الإفريقي، إذ تزيد مساحتها بقليل عن أحد عشر ألف كيلو متر مربع، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي الذي يحدها من الغرب، ويزيد عدد سكانها عن مليون ونصف المليون نسمة، يعتنق تسعون بالمئة منهم الدين الإسلامي، وتعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للبلاد.
وتعمل نسبة من السكان في صناعات خفيفة كصناعة الأحذية والزيوت النباتية وفي التجارة وصيد السمك البحري من المحيط الأطلسي والنهري من نهر غامبيا كمصدر للثروة الطبيعية، كما تعمل نسبة كبيرة منهم في الزراعة التي تشكل نحو ثلاثة وثلاثين بالمائة من الإنتاج المحلي، وتعتبر غامبيا من كبار منتجي الفول السوداني الذي يكاد يكون أحد أهم مصادر الاقتصاد هناك، ويمثل نحو 80 بالمئة من صادرات البلاد الخارجية، كما توجد محاصيل أخرى مثل القطن ونخيل الزيت والأرز، وتعتبر الأسماك، والتيتانيوم والقصدير من أهم مصادر الثروة الطبيعية فيها.
وشهد اقتصاد غامبيا تحسناً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل زيادة الانضباط المالي ودعم المجتمع الدولي، فيما ارتفع إجمالي الواردات وزاد إجمالي الصادرات، مع نمو ملحوظ وقوي في قطاعات النقل والبناء، ومشاريع الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وتسعى غامبيا لفتح أبوابها نحو السياحة العالمية، حيث إن الأوساط المختصة تصفها بأنها محمية طبيعية كبيرة جدا، حيث يزيد تنوعها المناخي من جمال طبيعتها وانتشار الغابات الاستوائية وغابات السفانا موطن الأسود والظباء.
وتعتبر العاصمة بانجول المركز السياحي الأكبر هناك، حيث تنتشر فيها المنشآت السياحية بأسعارها المعقولة التي تعد مصدر جذب وتمركز للسياح، خاصةً في مواسم الجفاف إذ تعتبر السياحة رافدًا أساسياً لاقتصاد البلاد، وتشكل 71 بالمائة من دخلها.
وتحرص غامبيا على توفير البيئة المناسبة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، وتوفر العديد من التسهيلات لجذبها، خاصة وأن هناك العديد من القطاعات التي تتيح فرصاً استثمارية واعدة على رأسها الخدمات والسياحة والزراعة والقطاع العقاري وتطوير الأراضي.
copy short url   نسخ
11/09/2019
2496