+ A
A -
جاسم إبراهيم فخرو
لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي من وسائل تبادل الأفكار والأخبار والترفيه والتواصل فحسب، بل أصبحت وسيلة مزعجة أيضا كونها تقوم بتمزيق اللحمة وتسبب الفتن كما نرى بوضوح في السنوات الأخيرة في الخليج والوطن العربي عموماً. إضافة انها أصبحت بلاء على أصحابها بسبب عصابات الهاكرز أو القرصنة الذين يتصيدون لسرقة حساباتهم لأهداف عدة وأهمها المالية بالنسبة للعامة. في قطر لا يكاد يمر يوم بدون سرقة حساب أحدهم كان من كان وخاصة حساب الواتس أب، لنرى تزايد الشكاوى في قسم الجرائم الالكترونية التي تقف عاجزة تقريبا لأن الموضوع فيه جوانب وأطراف عالمية وليس شأنا محليا ليتم التعامل معه. ولكن ما العمل وما الذي يجب فعله للتصدي لهذه الظاهرة، بخلاف تثقيف أصحاب الحسابات بأساليب وطرق الاحتياط؟!
وضع قطر الاقتصادي المتميّز والإعلام المحلي والعالمي الذي لا ينفك بتنوير العالم بأن قطر الأغنى وأهلها الأعلى دخلا في العالم والرفاهية التي تعيشها الدولة، ومن هذا القبيل جعلت قطر وشعبها تحت المجهر للقراصنة والمحتالين من خارج الدولة وهدفا غنياً لهم. اذ أن السيناريو الذي يتكرر أصبح واضحا هدفه سرقة النقود ليس إلا، وذلك من خلال خدع أصدقاء ومعارف أصحاب الحسابات وطلب تحويل الأموال لهم منتحلين شخصية صاحب الحساب. وهناك الكثير من الناس وقعوا في الفخ بجدارة وأرسلوا الأموال بنية حسنة (فزعة) لصديقهم.
وعليه.. الاكتفاء بالإبلاغ وانتظار فتح الحساب من الشركة الأم ليس بالحل، ولكن الحل يكمن في ملاحقة العصابات عالميا من خلال تعقب عمليات التحويل وخاصة أننا نعلم جيدا بأن كل مبلغ يتم تحويله من السهل تتبعه منذ خروجه وحتى استلامه، ومن المرسل ومن المستلم، وكذلك تفعيل الاتفاقيات الأمنية وغيرها مع الدول والحرص على مثل هذه الاتفاقيات ان لم تكن توجد. حرامي «الواتس أب» الذي آذى وأزعج كثيرا أهل قطر من مواطنين ومقيمين معروف أين يوجد وفي أي بلد ولا أعتقد بأنه أذكى من الاجهزة الحكومية إن رغبت في اعتقاله. والا فستكون مصيبة؟! لا يجب الوقوف مكتوفي اليدين أكثر من ذلك وهم لا يزالون ينصبون على الناس، وإلا ما فائدة الاتفاقيات والعلاقات بين الدول ان لم تنفع مواطنيها وسلامتهم؟! فعلى أجهزة الدولة المختصة أن تقوم بدورها حماية لشعبها ومصالحهم.
ولها منا التحية.
copy short url   نسخ
25/08/2019
2665