+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 801م توفي عبد الله بن المبارك، كان فقيه زمانه، عابداً وَرِعاً تقياً، حتى قِيل فيه: ما لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ابن المبارك من فضل غير أنّهم رأوا النبي صلّى الله عليه وسلّم وغزوا معه!
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية قال:
خرج عبد الله بن المبارك مرةً إلى الحج، فرأى في طريقه امرأةً تعمدُ إلى مزبلة فتأخذُ الميتة!
فسألَها، فقالتْ: أنا وأختي ها هنا ليس لنا شيء، وقد حلَّتْ لنا الميتة!
فقال لوكيله: كم معك من النفقة؟
فقال: ألف دينار
فقال: عُدَّ منها عشرين ديناراً تكفي الرجوع، وأعطها الباقي فهذا أفضل من حجِّنا هذا العام!
لم آتِ بالقصة لأقول إن الصدقة أفضل من الحج، الصدقة نافلة والحج فريضة فلا مقارنة، ولكن واضح من القصة أن الحج أيضاً كان نافلة، بمعنى أنه سبقَ له أن حج من قبل! وإنما الشاهد من القصة أن الإنسان يستطيع أن يعبد الله عن طريق مساعدته للناس، فالعبادات في هذا الدين العظيم ليستْ صياماً وصلاةً وحجاً وزكاةً فقط!
جبرُ الخواطر عبادة، ورفعُ الظلم عن مظلوم عبادة، وإصلاحٌ بين زوجين فرّقتْهما الخلافات عبادة، وشراءُ علبة دواء لفقير عبادة، ومواساةُ محزون عبادة، والوقوفُ مع الناس في مُصابهم عبادة، بل ومُشاركتهم أفراحهم بما يُرضي الله عبادة، سُبحان من جعل كل معروف عبادة، حتى كانت الابتسامة صدقة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
25/08/2019
804