+ A
A -
كتب – محمد الجعبري
نظمت وزارة التعليم والتعليم العالي، مساء أمس، حفل استقبال المعلمين القطريين الجدد للعام الأكاديمي الجديد 2019/ 2020، وذلك بحضور العديد من مسؤولي وزارة التعليم والتعليم العالي على رأسهم سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، وذلك بفندق سانت ريجيس.
وفي كلمته التي ألقاها في الحفل رحب سعادة الدكتورمحمد بن عبد الواحد الحمادي وزيرِ التعليمِ والتعليمِ العالي، بالمعلمين والمعلمات الجدد من أبناء وبنات قطر، الذين انضموا لمهنة التدريس، مؤكداً على أن انضمامهم لهذه المهنة يأتي إدراكا منهم بأن التعليم دعامة أساسية من دعائم تقدم دولة قطر، ومساهمةً منهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي اعتبرت التنمية البشرية ركيزتها الأولى، والمعلم هو ركيزة التعليم.
وأضاف: «أخواتي المعلمين والمعلمات الجدد ــ وأنتم في مستهل حياتكم العملية في سلك التعليم ــ أحب أن أعيد إرسال رسالة بالغة الأهمية وجهها لنا جميعا حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ــ حفظه الله، في خطابه الأول عقب توليه مقاليد الحكم في البلاد في السابع والعشرين من يونيو من عام 2013، حيث قال: عندما يتعلق الأمر بالتنمية البشرية لا يقتصر الموضوع على مفهوم النمو كزيادة في معدل دخل الفرد بل يصبح الموضوع تحسن أدائه ونبل قيمه وجديته وإنتاجيته في العمل وإخلاصه لوطنه.. فما الثروة دون هذا كله؟ قد تؤدي الثروة من دون ذلك إلى إفساد الفرد ونشوء الشخصية الاتكالية وغير المنتجة.. ومن هنا، فإن قياس نجاحنا في التعليم والتنمية لا يكون فقط بما نستثمره في هذه المجالات وإنما أيضا بالمخرجات التي نحصل عليها.
الحضور الكريم.. سيبقى التعليم هو الاستثمار الأول للدولة؛ فهو استثمار في الإنسان سيعود بالنفع على وطننا بالخير في كافة المجالات؛ وسيظل هو الحاضنة التي ننطلق منها لبناء هذا الوطن. وسيبقى التعليم وجودة نتاجه هو دوركم أنتم وغيركم من المعلمين والمعلمات ممن يحملون مسؤولية عظيمة أمام الله وأمام الوطن، وسيتخرج من تحت أيديكم ــ كما تخرج من تحت أيدي من سبقونا وسبقوكم من معلمينا ومعلماتنا ــ كوادر متميزة خدمت وستخدم قطر على كافة الأصعدة، وقدمت أجيالاً متسلحة بالعلم والمعرفة. وأشار سعادته في كلمته إلى أن هذا العام الأكاديمي 2019 ــ 2020، شهد ــ بتوفيق الله ــ انضمام 219 معلما ومعلمة من أبناء قطر إلى مدارسنا، ممن يحملون شهادات دراسية في تخصصات مختلفة. حيث تبتعث الوزارة الطلاب من خلال برنامج طموح لكلية التربية بجامعة قطر، وقد عملت الوزارة على تطوير هذا البرنامج وزيادة مخصصاته المالية، وتوسيعه بإضافة فئات جديدة، تشمل أبناء المقيمين، وما زالت الفرصة متاحة أمام جميع طلبة كلية التربية من هذه الفئات للانضمام للبرنامج، حيث وصل عدد منتسبيه (511) طالباً وطالبة، منهم 420 طالباً قطرياً و91 طالباً وطالبة من المقيمين؛ ليسهموا في سد النقص في أعداد المعلمين القطريين.
وبين سعادة وزير التعليم أن الوزارة تعمل على استقطاب خريجي كلية التربية من خارج برنامج طموح للعمل بمدارسنا، وكذلك فإننا وبالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بدأنا استقطاب خريجي كليات أخرى بجامعة قطر مثل كلية الآداب والعلوم، وكلية الإدارة والاقتصاد، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية. وأخيرًا، وليس آخرًا، تضم القائمة المعلمين الذين تم استقطابهم عبر البرنامج الرائد علم لأجل قطر الذي تنفذه منظمة علم لأجل قطر، وتهدف من خلاله إلى جذب أفضل العناصر من الخريجين والمهنيين واستقطابهم لمهنة التدريس.
وبالمقابل فإننا نبذل الجهد على توفير بيئة مدرسية مُلْهِمة، تُقدر جهودكم كمعلمين ومعلمات، وتحفظ كرامتكم مهنياً واجتماعياً، وتلبي احتياجاتكم المادية والمعنوية والتدريبية، وتضمن ترقيكم الوظيفي، وتُمكِنُكُم من مواكبة أخر المستجدات في تخصصاتكم.
وفي ختام كلمته، أكد سعادة وزير التعليم على ما قاله معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، في اللقاء التشاوري الثالث مع أطراف العملية التعليمية: بأننا مؤتمنون على مسيرة التعليم، وهي مستقبل قطر، وهي أمانة في أعناق جميع الموظفين والمعلمين وجميع القائمين على التعليم، ومهما كانت الظروف والصعاب فإن مستقبل قطر هدفٌ سامٍ، وعلينا أن نُحسن العمل من أجله.
من جانبها قالت الفاضلة ندى علي بهزاد معلمة اللغة الانجليزية، في كلمتها والتي ألقتها نيابة عن المعلمين الجدد إنَّ وطنَنا الغالِيَ قطرَ قدَّمَ للمعلمِ القطريِّ الكثيرَ منَ المزايا التي تميزُهُ عنْ نظيرِهِ الموظفِ في أيِّ قطاعٍ حكوميٍّ آخَر، وهوَ ينظرُ دائماً إلى المعلمِ القطريِّ بنظرةِ التميز، لأنهُ يدركُ حتماً بأنَّ لديهِ الكثيرَ منَ العلومِ والمعارفِ والأفكارِ القيمةِ والمبادئِ التربويةِ الناجحة؛ ليقدمَها إلى أبنائِه حتى يتميزوا بمشيئةِ اللهِ بدماثةِ الأخلاقِ والسلوكِ الحَسَنِ والتفوقِ في العلومِ والأفكارِ المهنية؛ التي يمكنُ تطبيقُها وتفعيلُها لوطنِهِم حينَما يصلونَ إلى مرحلةِ العطاءِ والعملِ في وظائفِهِمُ المستقبلية، أو حتى في تربيةِ أجيالِ المستقبلِ حينما يصبحونَ آباءً وأمهات، فالوطنُ ينتظرُ سواعدَهُمْ منْ أجلِ استمرارِ نهضتِهِ وتميزِهِ نحوَ العالمية، وهذا يحتاجُ إلى تعاونِ كافةِ أطرافِ العمليةِ التعليمية؛ سواءً منَ الكادرِ التدريسيِّ أو الكادرِ الإداريِّ للمدارسِ أو الطلابِ معَ أولياءِ أمورِهم
وأشارت إلى إيمانها بأن المعلمَ يعملُ على أسسٍ ثابتةٍ وقوية، لا ينبغي أن تهتزَّ مهما كانَتْ موجةُ تلكَ الرياح، فالمعلمُ الكُفْءُ تجدُهُ واثقَ الخُطا، غارساً للقيم، يجددُ نيتَهُ للهِ تعالى دوماً؛ بهدف تعليم أبنائِنا يما يرضيه عزَّ وجلّ، ثم بما يرضي طموحَ بلادِنا الأبية؛ التي قدمَتْ لنا الكرامةَ والفخرَ والقدوةَ الحسنة، ولا يمكنُ لأيِّ عاقلٍ منا أنْ يتوقفَ عنْ تلكَ العطايا التي وهبَها اللهُ في قلوبِ المعلمين الذين حملوا الأمانةَ على أكتافِهِم، فهمْ يتمتعونَ بمَلَكَةٍ عظيمةٍ لا يملكُها غيرُهُمْ مِنَ الموظفين العاديين، فهُمْ الذين يتعاملون معَ الطلبةِ بمختلفِ أعمارِهِمْ وقدراتِهِمْ ونشأتِهِمْ، وهُمُ الذينَ يتعاملونَ معَ الأفكارِ وتبسيطِها لهُم، بلْ ويبحثونَ دوماً في خبايا النفوسِ حتى يصعدوا بها إلى العُلا؛ بهدفِ تحقيقِ النجاحِ والتميزِ اللَّذَيْنِ تتميزُ بِهِما الأممُ على مدارِ التاريخ.
copy short url   نسخ
22/08/2019
1725