+ A
A -
كتب- يوسف بوزية
قال د. محمد سيف الكواري، مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة، إن المشروع التجريبي لطلاء شارع عبدالله بن جاسم من جهة سوق واقف باللون الأزرق، يتضمن تركيبة مواد تساعد الخلطة الأسفلتية على تقليل درجة الحرارة، حيث تم تركيب حساسات لقياس درجات حرارة المادة المبردة للإسفلت ودرجات حرارة الأسفلت غير المطلي بالمادة المبردة على مدار 12 شهرا لتحديد مدى نجاح التجربة وإمكانية تطبيقها على نطاق أوسع.
وأضاف د. الكواري أن الولايات المتحدة هي أول من استخدم الخلطات الأسفلتية ذات اللون الأبيض وذات القدرة على خفض دراجات الحرارة، إلى جانب إطالة العمر الافتراضي للأسفلت، مؤكدا على نجاح التجربة هناك.
وكشف د. الكواري في تصريحات لـ الوطن عن تفاصيل الخلطة الأسفلتية الجديدة التي تتضمن تحويل مجروش إطارات السيارات إلى مسحوق مطاطي دقيق، يسمح بخلط المنتج مع تركيبة الأسفلت المستخدم في رصف الطرقات، والتي من شأنها أن تقاوم الارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي تؤثر على البيتومين أو القارالمستخدم في الخلطة الأسفلتية، حيث من المنتظر في حال نجاح التجارب أن يتم استخدام التقنية الجديدة عند إنشاء الطرق الرئيسية.
وأكد أن هذه التقنية الجديدة تم استخدامها في شارع الكسارات بالمنطقة الصناعية، وقد اخترنا شارع الكسارات بالصناعية لتجربة الخلطة به، لأنه أكثر الشوارع في قطر التي تمر عليها الشاحنات الكبيرة، ويربط بين الكسارات والمنطقة الصناعية، وبالتالي فإن الحمولة عليه كبيرة ويمكن التجربة عليه والاطمئنان للنتائج بشكل تام، لأنها الحمولة الأثقل التي تمر على أي طريق، وهذا الطريق يبلغ طولة 3.5 كيلو متر في كل اتجاه من الاتجاهين بمجموع 7 كيلومترات، وهذا الطريق احتاج إلى 5 آلاف إطار سيارة، بينما احتاج الطريق الآخر 3 آلاف إطار سيارة، لأنه طريق قصير يبلغ حوالي كيلومتر واحد و500 متر في كل اتجاه.
وأكد د. الكواري أن نجاح الخلطة الجديدة بشكل كبير ما بين القوة والثبات والمرونة والقدرة على امتصاص الحرارة، موضحا أن الخلطة تتميز بأنها تحافظ على البيئة من التلوث باستخدام الإطارات المستعملة في إنشاء تلك الطرق، فتتحول إلى عامل اقتصادي بدلا من تحولها إلى مصدر للتلوث نتيجة لقيام البعض بإحراقها.
كما تتميز الخلطة بأنها تزيد عمر الطريق ليصل إلى 50 عامًا بدلاً من الخلطة العادية، وبالتالي فهذا يوفر الكثير من الأموال التي يتم إنفاقها من وقت لآخر على الصيانة ولا يتسبب في إغلاقات كثيرة للشوارع ويقلل الزحام ويوفر الجهد، وهذه الخلطة لن تزيد على التكلفة الحالية لرصف الشوارع بأكثر من 5 %، ولكنها تزيد عمر الطريق إلى 50 عامًا بدلاً من العمر الافتراضي الحالي وهو 20 عامًا، لكنها توفر الصيانة وتوفر إغلاق الطرق وتوفر السيولة المرورية باستمرار أي أن الخلطة الجديدة مربحة على المدى الطويل.
وأشار إلى أن الخلطة الجديدة التي تعتمد على مطحون الإطارات المستعملة تسهم في الحفاظ على البيئة، لأن هذه الإطارات المهملة تكون ملاذًا للحشرات والقوارض السامة من الثعابين والعقارب وغيرها التي تضر المجتمع، وكذلك حينما يسقط المطر عليها فإن المياه التي تمر على الإطارات تزيل بعض المواد الكيماوية والكربونية الموجودة بها وتذهب بها إلى باطن الأرض، وهي مواد كيماوية ضارة وتصل للتربة وتصل للمياه الجوفية وتلوثها، فضلاً عن أنه في حال حدوث حريق بها فإن هذا الأمر يكون في غاية الصعوبة سواء من حيث الإطفاء أو من حيث التلوث البيئي. ففي الولايات المتحدة حدث حريق بمكب للإطارات، واستمرت محاولات الإطفاء مدة تسعة أشهر، فالهدف هو كيفية استخدام هذه الأشياء المهملة التي من الممكن أن تسبب كوارث بيئية، في شيء نافع ومفيد.
وأوضح د. الكواري أن مشكلة تراكم الأعداد الهائلة والمتزايدة لإطارات السيارات والمركبات المختلفة تشكل مشكلة بيئية حقيقية للعديد من دول العالم ومعضلة تقنية تسعى العديد منها على مستوى الحكومات والهيئات التنفيذية لإيجاد أنجع الحلول للاستفادة القصوى من هذه الفضلات بشتى الوسائل التقنية المتاحة، وذلك للحد من تفاقم وازدياد أعدادها المطردة فضلا عن الخطر الكامن في الحرائق التي قد تندلع فجأة منها، فضلا عن كونها بيئة حاضنة للعديد من الحشرات كالباعوض والقوارض المختلفة.
copy short url   نسخ
20/08/2019
2917