+ A
A -
تبذل المملكة المغربية جهودا كبيرة منذ منتصف العام الماضي 2015، لمواجهة الفكر المتطرف المنسوب زورا للإسلام داخل المملكة وخارجها، ونشر الإسلام الوسطي الحنيف الذي أنزله الله على رسوله دون تحريف حسب الأهواء، لتصحيح صورة الإسلام خاصة في دول اوروبا التي بات مواطنوها يقرنون بين الإسلام والإرهاب في خلط مقصود صدرته وسائل الاعلام الاوروبية لمواطنيها خلال العقدين الماضيين.
بعثات الأئمة والمرشدين
وعن هذه الجهود، قال الدكتور محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى وعضو المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لـ الوطن: إن المملكة بعثت خلال شهر رمضان الجاري 220 رجل دين موزعين بين «مقرئين للقرآن ووعاظ ومرشدين دينيين وأساتذة جامعيين في علم الشريعة وأصول الدين والفقه والحديث» إلى العديد من البلدان منها «فرنسا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وكندا والسويد والدنمارك وبريطانيا وسويسرا وجبل طارق والولايات المتحدة الأميركية»، من أجل إمامة الصلاة وإلقاء الدروس الدينية وتفسير القرآن وتوضيح الأحاديث النبوية، بالاضافة إلى استعراض حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة والسلف الصالح.
وأضاف يسف، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بالتعاون مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، راعت في اختياراتها للوفود الدينية الكفاءة والتخصص في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، وأن يكون لدى الوعاظ كفاءة مهنية وعلمية مصادق عليها من طرف المجالس العلمية، بالاضافة إلى الانتماء الشديد الإسلام والعروبة، وتم ايضا اختيار أعضاء بعدد المساجد والجمعيات والمراكز الثقافية التي تديرها الجالية العربية في الدول الاوروبية والأميركية، لإنجاز مهمة محددة وفق برنامج الوعظ المتواصل الذي يشرف عليه وعاظ مهمتهم الأولى إرشاد الأئمة في المساجد والمراكز الإسلامية التابعة للجالية العربية وبرنامج الوعظ الموسمي، ويتجلى في إيفاد بعثة دينية للقيام بالتنشيط الديني خلال شهر رمضان.
العلماء الأفارقة
وأشار يسف، إلى أن المملكة تبذل جهودا أيضا في عمق قارة افريقيا، حيث ترأس العاهل المغربي، بجامع القرويين بمدينة فاس، مؤخرا، حفل تنصيب أعضاء المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، ويضم العديد من علماء الدين الذين يمثلون العديد من البلدان الإفريقية، مثل مالي والكاميرون وكوت ديفوار والسودان وموريتانيا وجيبوتي والسنغال ومصر وتونس، وغيرها من الدول الإفريقية، وقرر العاهل المغربي جعل مقر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمدينة فاس، اعتبارا لمكانتها الدينية كعاصمة علمية وروحية للمغرب، موضحا أن اختيار فاس ينبع من تقديرنا لمكانتها في قلوب الأفارقة.
وأضاف يسف عضو مجلس أمناء المؤسسة الجديدة، بالإضافة إلى منصب الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، أن المؤسسة الجديدة تهدف إلى تدعيم أواصر التعاون بين العلماء والأئمة الأفارقة في سبيل خدمة دينهم وتنمية مجتمعاتهم، حيث تضم المؤسسة علماء من أغلب دول إفريقيا، مشهود لهم بالاعتدال والكفاءة وموثوق في علمهم وأخلاقهم، للقيام بمهمة سامية للإسلام ولأوطانهم، كما تنص الأهداف التي وردت في النص المحدث لها ويضاف إلى أولوياتها محاولة تسوية جميع الصراعات القائمة لاسيما في إفريقيا، تسوية شاملة ودائمة وقائمة على العدل وإحقاق الحقوق، وتشجيع استمرار الحوار بين الديانات والثقافات المختلفة، على أساس من الاحترام المتبادل وعدم محاولة أي طرف فرض قيمته وثقافته على الآخرين.
وطبقا للظهير الشريف رقم 75-15-1 المتعلق بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يتألف المجلس الأعلى للمؤسسة، علاوة على الرئيس المنتدب للمؤسسة بصفة رئيس، من جميع أعضاء المؤسسة، ويتكلف هذا المجلس بالشؤون العامة للمؤسسة، حيث يتداول في كل القضايا التي تهمها، ويتخذ جميع القرارات التي تمكنها من تحقيق أهدافها، لاسيما تحديد التوجهات العامة للمؤسسة، ودراسة برنامج عملها السنوي والمصادقة عليه، إلى جانب مشروع ميزانية المؤسسة، ومشروع النظام الداخلي، كما يعمل على دراسة القضايا المحالة عليه من قبل رئيس المؤسسة، وترشيحات الأعضاء الجدد بها وعرضها على الرئيس والمصادقة على التقرير المتعلق بالحصيلة السنوية لأنشطتها وتقريرها المالي، ويضم المجلس الأعلى للمؤسسة 121 عالما من 31 دولة إفريقية بينهم سبعة من موريتانيا، وثمانية من علماء السنغال، إضافة إلى عشرين من العلماء المغاربة.
copy short url   نسخ
12/08/2016
528