+ A
A -
كتب - محمد الجزار
تتجدد في السابعة والربع من مساء اليوم المواجهة بين السد والدحيل في إياب الدور ثمن النهائي من بطولة دوري آسيا في صدام من المتوقع أن يكون شرسا للغاية ويحمل كل درجات الإثارة والتشويق، خاصة أن الهدف واحد والطموح متساوٍ بالخروج ببطاقة العبور إلى الدور المقبل ومواصلة المشوار نحو الحلم والهدف الأكبر بالمنافسة على اللقب القاري الذي لا يزال مستعصيا على الدحيل، بينما يريد الدحيل استعادته بعد غياب 8 سنوات منذ آخر مرة توج فيها الزعيم باللقب عام 2011.
المباراة التي تجمع الفريقين على ملعب البطولات ستاد جاسم بن حمد بنادي السد تبدو رقميا الحظوظ فيها أفضل بالنسبة للسد المستفيد من نتيجة لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1 على ملعب ستاد الجنوب المونديالي الذي اختاره الدحيل كملعب له في البطولة الآسيوية، لكن الواقع يقول إن هذه النتيجة لن تكون مقياسا لما ستكون عليه مباراة الإياب.
فرغم أن السد يكفيه التعادل السلبي 0-0 ليحصد بطاقة التأهل رسميا مستفيدا من الهدف الذي سجله أكرم عفيف في مرمى الحارس كلود أمين خلال مباراة الذهاب، إلا أن التعادل أيضا بأكثر من هدف سيحول البطاقة إلى الدحيل، كما أن الفوز بأي نتيجة أيضا سيكون في صالح رجال المدرب البرتغالي روي فاريا، وهو ما يخطط له الدحيل بالفعل الذي سيدخل اللقاء بالقوة الضاربة وباندفاع هجومي من أجل هز الشباك وتحقيق الانتصار، فيما سيكون على الأسباني تشافي مدرب السد العمل على التوازن بين الدفاع والهجوم للتصدي لخطورة مهاجمي الدحيل من ناحية والعمل على حسب اللقاء مبكرا من ناحية أخرى.
قمة من العيار الثقيل
بلا شك المباراة اليوم هي قمة من العيار الثقيل، لمَ ولا وكلا الفريقين يمتلكان العديد من الأسماء والنجوم اللامعة في كافة المراكز، سواء الدفاع أو الهجوم وفي حراسة المرمى أيضا، ويريد كل طرف أن يحقق أفضل انطلاقة له في الموسم الجديد التي ستكون بلا شك حافزا لما هو قادم، بداية من مباراة السوبر التي تجمع كلا الفريقين أيضا على لقب كأس الشيخ جاسم بعد فوز السد بلقب الدوري والدحيل بكأس سمو الأمير الموسم الماضي، بينما سيدشن بعدها بأيام قليلة تحدي بطولة دوري النجوم للموسم الجديد 2019-2020.
وما يزيد من قوة المواجهة أيضا الرغبة في الثأر بالنسبة لكلا الفريقين، فالدحيل خسر لقب بطولة الدوري الذي كان يحمله من الموسم قبل الماضي لصالح السد بعدما خطفه الأخير في الموسم الماضي، فيما نجح الدحيل في تحقيق فوز عريض على السد في نهائي كأس الأمير بأربعة أهداف مقابل هدف توجته بطلا للنسخة الاخيرة، وبالتالي سيتطلع كل فريق لتحقيق الفوز في مواجهة اليوم حيث سيكون له مذاق خاص جدا كونه سيعني ببساطة استكمال المشوار نحو اللقب بالنسبة للدحيل، فيما سيضمن بشكل إضافي مشاركة السد في النسخة القادمة من بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في الدوحة نهاية العام الجاري.
أوراق رابحة كثيرة
وإذا نظرنا لقائمة كل فريق وتشكيلته الأساسية فسنجدها عامرة بالنجوم والأوراق الرابحة.
وفيما سيخوض الدحيل المواجهة بصفوف منقوصة بعدما تعرض مدافعه المغربي الدولي مهدي بن عطية للإصابة في غضروف الركبة خلال مباراة الذهاب دون أن يستكمل اللقاء ودخل بدلا منه بسام الراوي، فإن السد على الجانب الآخر يلعب بصفوف مكتملة وربما تشهد تشكيلته الأساسية عودة خوخي بوعلام للدفاع بعدما غاب عن مباراة الذهاب لعدم الجاهزية وفقا لما أكده تشافي نفسه.
وبالتأكيد سيكون وجود بوعلام مع بيدرو وطارق سلمان ومعه عبد الكريم حسن إضافة قوية للغاية لتأمين الحصون الدفاعية أمام الحارس سعد الدوسري.
ويعول تشافي كثيرا على خط الوسط للتحكم في مجريات اللقاء بوجود الثلاثي سالم الهاجري، والكوري الجنوبي وو يونج والنجم الإسباني جابي صاحب الخبرة، بالإضافة إلى حسن الهيدوس كأحد الحلول التي تزيد من الفاعلية الهجومية مع الثلاثي نام تي هي وبغداد بونجاح وأكرم عفيف.
وإذا كان بونجاح منتشيا بتتويجه مع منتخب بلاده الجزائر بلقب بطولة أمم إفريقيا 2019، وأكرم عفيف يعيش أفضل حالاته في الوقت الحالي، فإن نام تي هي لا يزال يتطلع لتقديم أوراق اعتماده لجماهير السد وستكون مباراة الدحيل فرصة مميزة أمام فريقه السابق من أجل إثبات أنه صفقة ناجحة ومميزة بعد انتقاله للفريق نهاية الموسم الماضي.
الهجوم ثم الهجوم
بينما على الجانب الآخر لن يكون أمام البرتغالي روي فاريا بديلا عن إجراء بعض التغييرات علي التشكيلة الأساسية بالدفع ببسام الراوي في الدفاع أمام كلود أمين الحارس الأساسي وبجوار أحمد ياسر المحمدي الذي استعاد جزءا كبيرا من مستواه في الفترة الأخيرة بينما يتواجد علي عفيف في اليسار ومحمد موسى في اليمين وفي الوسط عاصم مادبو ولويس مارتون جونيور وأمامهم المعز علي وأدميلسون جونيور ويوسف المساكني، وربما يكون هناك تغيير بدخول مهند علي ميمي بدلا من محمد مونتاري من بداية اللقاء.
ولن يكون أمام الدحيل سوى الهجوم ثم الهجوم لضرورة هز الشباك وتسجيل هدف مبكر يسهل من المهمة ويريح الأعصاب رغم أن المباراة على ملعب السد ووسط جماهيره لكن ربما لا يختلف الأمر كثيرا كون المباراتين سواء الذهاب أو العودة في الدوحة والفريقان اعتادا على اللعب سويا على نفس الملعب أكثر من مرة.
وستكون لإقامة المباراة أيضا على ملعب مكيف ميزة إضافة لكلا الفريقين للتغلب على الطقس الحار أو الرطوبة وتقديم اللاعبين لأفضل ما لديهم، مع وجود حافز الحضور الجماهيري المكثف الذي سيكون متواجدا في هذه المباراة سواء من جماهير السد أو الدحيل.
مباراة خارج الخطوط
على الجانب الآخر تبرز مباراة أخرى خاصة ومرتقبة خارج الخطوط بين البرتغالي روي فاريا وبين الإسباني تشافي هيرنانديز وصحيح أنها ليست المواجهة الأولى بين كلا الفريقين بعدما التقيا قبل أيام قليلة بملعب الجنوب، لكن كون المباراة انتهت بالتعادل فسيحاول كل مدرب تأكيد تفوقه في لقاء الذهاب وتحقيق الفوز الأول على حساب الآخر قبل أيام من المواجهة التالية في كأس السوبر وبالتالي فإن تخطي عقبة المنافس فهذه المواجهة والتي تليها بطولتان في أقل من أسبوع وبلا شك سيصبح الفائز بهما في القمة وحديث الجميع.
بالنسبة لتشافي فهو يبحث عن تقديم أوراق اعتماده كمدرب مع السد بعدما تولى المهمة خلفا للبرتغالي فيريرا الذي رحل بعد التتويج بالدوري، وستكون المقارنة كبيرة بينهما حيث ستضع جماهير الزعيم الكثير من الآمال على النجم الإسباني لمواصلة الإنجازات والاستمرار في رحلة تحقيق البطولات التي لا تتوقف عند حد بالنسبة لعيال الذيب.
وبدا واضحا أن تشافي يملك شخصية مميزة كمدرب وظهر ذلك من خلاله حديثه مع اللاعبين وغضبه لانتهاء المباراة الأولى بالتعادل وليس الفوز الذي قال للاعبين إنه يريده باستمرار في كل المباريات بلا استثناء لأن هذه يجب أن تكون وتظل دائما شخصية السد.
أما روي فاريا فبعد أن قص شريط البطولات الموسم الماضي بأغلى الكؤوس فسيكون الحلم الآسيوي الذي لا يزال ينتظره النادي بكل منتسبيه هو الهدف الأساسي والإستراتيجي الذي لن يتحقق إلا أولا بتخطي عقبة السد، وبالتالي ستزيد المباراة الخارجية على الدكة الحماس وتشعل المواجهة داخل المستطيل الأخضر بين اللاعبين.
copy short url   نسخ
13/08/2019
2083