+ A
A -
ينتظر عشاق كرة القدم بالعالم موعد انطلاق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020، والتي من المقرر أن تقام أولى مباريات الأسبوع الأول بعد نحو أسبوع، وتحديدًا في التاسع من الشهر أغسطس الجاري، وهو الأمر الذي من المؤكد يلهب حماسة جماهير بطولة الدوري الأغلى والأعرق في العالم.
حيث يتوقع الكثيرون أن الموسم القادم سيكون موسمًا رائعًا، خاصةً بعدما شاهدنا الموسم السابق، والذي كان أكثر من ناجح للكرة الإنجليزية، بعدما شهد بسطاً لهيمنتها على كل الكرة الأوروبية، فلأول مرة يحدث أن نشاهد فريقين من نفس البلد في نهائي التشامبيونز، وفريقين أيضًا من نفس البلد في نهائي اليوروبا ليغ، وبالتالي الاستحواذ على البطولتين، إلى جانب بطولة السوبر الأوروبي.
ولكن إلى جانب هذا الفخر لعشاق البريميرليغ، هناك عدة هواجس تساورهم بشأن النسخة المقبلة من البطولة، تجعل القلق يتسرب إليهم حول مدى نجاح النسخة من عدمها، وهو ما سنعرضه عليكم في تقرير خاص من «يورو سبورت عربية»، يبرز أهم الأمور التي تثير قلق عشاق البريميرليغ في الموسم المقبل.
العنصرية
من الأمور المقيتة التي تفجرت بشدة في الموسم الفائت بالبريميرليغ، مشاهد العنصرية الممجوجة التي ظهرت في ملاعب مباريات البطولة، والتي نالت من العديد من أبرز النجوم، بخصوص عنصرية تجاههم، سواء بسبب لون أو عرق أو ديانة، ووقع ضحيتها نجوم كبار مثل رحيم ستيرلينغ، ومحمد صلاح، وتثير هذه الأحداث قلق الجماهير في حال استمرارها وتزايدها في النسخة الجديدة، من أن تؤدي إلى هجرة النجوم المميزين إلى دوريات أخرى، أو إلى عزوف نجوم جدد على التواجد بالبطولة.
معدل أعمار الحكام
من الملاحظ منذ فترة طويلة، أن من أبرز السلبيات والانتقادات التي تطول البطولة الإنجليزية، هو حكامها.. حيث يعاب على الاتحاد الإنجليزي استمرار تواجد وجوهٍ لفترة طويلة، بأعمار متقدمة، وبالتالي بمعدل لياقة بدنية وذهنية أقل، وهو الأمر الذي انعكس بالتبعية على تقييمهم الدوليّ، فلم نشاهد أي حكم إنجليزي في بطولة كأس العالم الأخيرة، في سابقة خطيرة، تعكس مدى تدهور الصورة للحكام الإنجليز لدى الفيفا.
استخدام تقنية الفيديو
من المقرر أن يتم بدء استخدام تقنية الفيديو بالبريميرليغ من هذا الموسم، وهو الأمر الذي يجعل القلق ينتاب جماهير البطولة، التي تتميز بالسرعة والقوة، من أن يؤدي هذا الأمر إلى فقدان متعة البطولة ورتمها العالي الشهير، وبالتالي فقدان أهم ميزاتها الجاذبة للجماهير حول العالم.
وكانت أندية الدوري الإنجليزي قد رفضت سابقاً إدخال التقنية، معتبرة أن هذا يقلل من الدور البشري للعبة ويكثر التوقفات فيها، لكن يظل النجاح الواضح للتقنية بباقي الدوريات الكبرى وضرورة البحث عن صياغة تقلل أخطاء الحكام، بات من الحتمي دخول الفيديو لأكبر وأغنى دوريات العالم.
ومنذ الجولة الثالثة، بدأت رابطة الدوري بدراسة كيفية تطبيق التقنية من خلال استخدام غرفة منفصلة يتم من خلالها عرض المباريات التي تُلعب بوقت واحد مع محاولة فصل ما يحدث بكل لقاء ودراسة الأخطاء دون التواصل مع الحكام خلال المباريات، حيث يقوم بعض المراقبين بتسجيل الملاحظات حول الوقت الذي سيحتاجه الحكام لاتخاذ القرار الصحيح بحال تطبيق التقنية ومدى تأثير هذه القرارات على المباريات، ويبدو أن نجاح هذه الدراسة كان السبب الأساسي بالموافقة على إدخال التقنية.
وشهد الموسم الحالي على إثارة الجدل حول الكثير من الأخطاء التحكيمية بالبريميرليغ ودوري أبطال أوروبا بظل عدم تطبيق التقنية بكلتا البطولتين، وهو ما زاد من الضغط على المنظمين لضرورة إيجاد حل يحد من أخطاء التحكيم.
وطُبقت تقنية الفيديو على العديد من مسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأبرزها كأس العالم، إضافة إلى بطولتي كأس العالم للأندية وكأس القارات وظهر تأثير نتائجها واضحاً، خاصة من حيث زيادة ركلات الجزاء خلال المونديال الصيف الماضي.
ضعف الميركاتو
من أغرب الأمور المثيرة للاستغراب لدى عشاق البريميرليغ، هو ضعف زخم صفقات الأندية الكبرى في موسم الانتقالات الصيفيّ، وهو الأمر الغير متوقع بالمرة، ففريق مثل مانشستر يونايتد على سبيل المثال، كان من المرجح أن يدخل الميركاتو بقوة ونشاهده يتعاقد مع نجوم على مستوى عالٍ؛ من أجل أن يعود على الأقل للدخول بالمربع الذهبي، والمشاركة بالتشامبيونز، وعلى نفس القياس، وجدنا مان سيتي، وليفربول، وآرسنال، لديهم ميركاتو خجول، بينما تشيلسي لديه عذرٌ بسبب عقوبة الحرمان من التعاقدات، وضعف الميركاتو لدى كبار البريميرليغ يعطي صورة غير جيدة عن البطولة وتقلل من جاذبيتها.
وفي هذا الإطار، قال الألماني يورجن كلوب، مدرب فريق ليفربول إنه لا يشعر بالغيرة من القدرات الشرائية لمنافسيه في إنجلترا.
وعمد النادي السكاوزي إلى ترشيد النفقات في السوق هذا الصيف مقارنة بسابقيه، عندما أبرم صفقات قياسية وبمبالغ خيالية.
إذ تعاقد مع أليسون بيكر من روما الإيطالي وفيرجيل فان دايك من ساوثهامبتون وجعلهما أغلى حارس مرمى ومدافع في تاريخ اللعبة.
وتزامنًا مع انعدام الصفقات تقريبًا للنادي هذا الموسم، نشطت الأندية المنافسة بشكل كبير وأبرزهم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وهو ما قد يؤرق كلوب الذي فصله عن لقب الدوري نقطة واحدة، وهو الفارق الذي قد يتسع مع تدعيمات منافسيه.
رأي كلوب
«الموسم القادم سيكون لنا إنفاق في الميركاتو، لكن هذا الفريق الحالي جيد للغاية، وقد استثمرنا كثيرًا من أجله، الآن ينبغي أن نعمل معه»، هكذا تحدث كلوب عن نشاط فريقه في سوق الانتقالات الحالي.
وأكمل عن إنفاق الفرق الأخرى، «لا يمكنني قول أي شيء عما تقوم به الفرق الأخرى، لا أعلم كيف يفعلون ذلك، آسف.. ينبغي علينا أن ندفع فواتيرنا، الجميع يجب أن يدفع الفواتير، لقد استثمرنا الأموال في هذا الفريق».
وأضاف «نحن لسنا في أرض الأحلام، حيث يمكنك أن تحصل على ما تريد، لا يمكننا أن نفعل هذا باستمرار، على ما يبدو هناك 4 فرق في العالم بإمكانها الإنفاق باستمرار، ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، مهما كان ما يحتاجونه فهم يحصلون عليه، لا يجب أن تقارننا معهم، هذا هو الوضع».
وأردف «أعرف كيف سيتعامل الناس مع هذا، أنني غيور أو أيا كان، أنا لست غيورا، لا يوجد ضمانات بأننا لن نتعادل مع ليستر على أرضية مليئة بالثلوج لأننا أبرمنا خمسة تعاقدات جديدة، لا يوجد ضمان».
واختتم «هذا لن يعطي ضمانات، لكنه ليس مدلولًا على أننا نريد لاعبين جددا، نحن فقط بحاجة إلى فريق جاهز في يوم المباراة، وهذا ما يتعين علينا فعله، يجب أن نتأكد من هذا».
رحيل النجوم
من الغريب أن كبار نجوم البريميرليغ خرج عددا منهم بعيدًا عن البطولة، مثل هازارد، آرناوتوفيتش، والبعض الآخر يتلمس طريق الخروج، مثل بوغبا، وهو ما يقلق عشاق البريميرليغ على صورة البطولة، من أن تخلو من النجوم البارزة، وهو ما ينعكس سلبًا على جانب المتابعة والمشاهدة بالتلفاز وبالتالي حقوق التسويق في المواسم المقبلة.
قوة السيتزنز
بينما على الجانب الفني، هناك قلق من نوعٍ آخر، يتمحور حول قوة السيتيزنز بعد هيمنتهم على كل البطولات المحلية في الموسم الفائت، واحتكارهم البطولة للموسم الثاني على التوالي، والتخوف من استمرار هذه السيطرة وامتدادها للموسم القادم، وتفقد البطولة أمرًا هامًا كان يميزها عن الدوريات الخمس الكبرى، وهو تواجد بطل جديد في كل موسم في العقد الزمني الأخير، بينما في الدوريات الكبرى نشاهد أمر احتكار فريقٍ ما للقب لعدة مواسم متتالية، وهو أمر يقلل الجاذبية والإثارة والرغبة في متابعة البطولة، لإحساس المتابع أن لا جديد في الأمر يحدث.
copy short url   نسخ
02/08/2019
1086