+ A
A -
كتب: حسام وهب الله
تحت شعار: «نؤمن بأن مسؤوليتنا تجاه العميل هي التزامنا بتوفير القوى العاملة الماهرة المؤقتة»، انطلقت أعمال الشركة القطرية للاستقدام «ويزة» بعد فترة ترقب طويلة انتظرها الجميع بلا استثناء، فالعملاء متمثلين في المواطنين والمقيمين انتظروا نشاط الشركة على اعتبار أنها ستساهم في توفير عمالة مدربة برسوم مناسبة، وكذلك انتظر أصحاب مكاتب وشركات الاستقدام أن يتم التواصل معهم للتعريف بالدور الذي ستقوم به الشركة على أرض الواقع.
لكن انطلقت أعمال شركة «ويزة» دون أن يحدث ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الشركة حملة تسويق مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها «تويتر» و«الفيس بوك» و«الانستغرام» و«اليوتيوب»، في محاولة لكسب أرضية واسعة بين العملاء من المواطنين والمقيمين.
وحرصت الشركة على عرض أهم أنشطتها وفي مقدمتها توفير طواقم عمل ذات ثقة تتفهم احتياجات العملاء، وتوفر سائقين بمهارات متطورة، بل وإمكانية أن يضع العميل جدول بخدماته على أن ترسل الشركة العمالة في المواعيد المحددة، كما توفر الشركة سكن للعمالة التي تستقدمها، وقد أثار كل ما سبق حفيظة أصحاب شركات ومكاتب الاستقدام، الذين قالوا إن ما يحدث يسبب الضرر لاستثماراتهم وأعمالهم. الوطن رصدت آراء شركات الاستقدام ورد الوزارة عما أثاروه.
ضرورة التنسيق
قالت الدكتورة أمينة العمادي، صاحبة إحدى شركات جلب الأيدي العاملة من الخارج، إن ما تقوم به شركة «ويزة» يسبب ضررا لمكاتب وشركات جلب الأيدي العاملة المرخصة من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، فالسوق القطري -بشكل عام- لا يتحمل العدد الموجود من مكاتب تنظيفات وشركات جلب الأيدي العاملة، فكيف تقوم شركة «ويزة» بالعمل بشكل منفرد بعيداً عن التنسيق مع هذه المكاتب؟! فتلك المكاتب (مكاتب جلب الأيدي العاملة) لديها ترخيص استقدام عمالة من الخارج لحساب الغير، ولديها خبرة لسنوات طويلة ومرخصة من وزارة التنمية الإدارية والشؤون الاجتماعية، ولديها ضمان بنكي كفيل بحماية حقوق المواطنين من أفراد ومؤسسات، أما «ويزة» فلا تمتلك مثل هذا الترخيص، ونحن كشركات ومكاتب جلب أيدي عاملة نرى أن هناك دعما كبيرا وغير مسبوق تحصل عليه «ويزة» من جانب الكثير من الجهات الرسمية، مما قد يؤثر بالسلب على عمل شركات جلب الأيدي العاملة المرخصة، وشركات التنظيفات، التي قد تتجه في الأخير إلى الإغلاق. فمن المتوقع أن تغلق شركات التنظيفات من 50 % إلى 80 % منها، لذا نرجو أن يكون هناك دعم لنا نحن أيضا كمكاتب جلب أيدي عاملة على نفس مستوى الدعم الذي تلقاه شركة «ويزة».
وأضافت العمادي: كنا ننتظر ونتوقع من القائمين على شركة «ويزة» أن يبادروا بالتنسيق معنا كشركات استقدام بحيث نقوم نحن بجلب العمالة المدربة لهم وتقوم الشركة بتشغيلهم، وبهذا تستفيد شركة «ويزة» من خبرتنا الضخمة في مجال جلب الأيدي العاملة، خاصةً أن لدينا مكاتب معتمدة في جميع دول العالم، ونحن على استعداد تام للتعاون مع «ويزة» طالما كانت الشركة حريصة على دعم مكاتب جلب العمالة، فالهدف لدينا جميعا هو دعم المواطن والاقتصاد الوطني ودعم مسيرة التنمية في دولة قطر، ولا بد أن يحدث تكامل وتكافل بيننا وبين شركة «ويزة»، لذا فإننا نتطلع أن يكون لمكاتب جلب الأيدي العاملة دور مهم ومسؤولية مجتمعية، وبذلك تستفيد المكاتب وكلها قطرية ومملوكة للقطريين، وفي نفس الوقت تستفيد شركة «ويزة» على اعتبار أن مكاتب الاستقدام ستحرص أكثرعلى جلب العمالة المدربة والمؤهلة والتي ستضمنها أيضاً طوال فترة الاختبارة، لذا نرجو دعم شركات الاستقدام أكثر من ذلك لأنها للقطريين، وقد قال سموه إن قطر تستحق الأفضل من أبنائها، ونحن نريد أن نقدم لقطر أفضل ما عندنا من خبراتنا طوال تلك السنوات.
خسائر للمكاتب
من جهته، قال صاحب إحدى شركات جلب العمالة من الخارج، تحفظ على ذكر اسمه: ما حدث من جانب شركة ويزة ووزارة التنمية الإدارية أمر يثير دهشتنا جميعا نحن العاملين في مجال استقدام العمالة من الخارج، ففي البداية قالوا لنا إن نشاط شركة ويزة سيقتصر على تشغيل عمالة معينة هي العمالة الخاصة بالتنظيف على أن يعملوا بنظام الساعة فقط وألا يدخلوا في مجال العمالة المنزلية الدائمة والمقصود بها الخادمات والطباخين والسائقين وغيرهم، لكننا فوجئنا مع بدء عمل ويزة أنها تعمل في كل المجالات ويأتون بخادمات بمبالغ أقل من المبالغ التي نعرضها نحن كمكاتب وشركات جلب عمالة، ليس هذا فحسب بل وفروا أيضا نظام المبيت للخادمات والعمالة المنزلية، وبهذا ضربوا ما يقرب من ثلاثمائة مكتب ضربة قاصمة، خاصة لو عرفنا أن ما تفعله «ويزة» سيجعل المقيمين لا يقدمون علينا على اعتبار أن المقيم ليس بحاجة إلى خادمة مقيمة لديهم، خاصة عندما يذهبون إلى بلادهم في إجازاتهم السنوية، ما يعني أنهم سيفضلون التعامل مع «ويزة»، رغم ما يسببه ذلك من خسائر لمختلف شركات ومكاتب جلب العمالة من الخارج.
وأضاف: المشكلة أن شركة ويزة دخلت في مجال ليس لها، وتتلقى دعما غير مسبوق من الجهات الحكومية، ففي الوقت الذي لا تحصل فيها شركات ومكاتب جلب العمالة على تأشيرات جديدة إلا بصعوبة بالغة، فإن ويزة حصلت على مائة تأشيرة دفعة واحدة تستطيع من خلالها جلب خادمات من الخارج.
تحديد الاختصاصات
وتابع: الحل من وجهة نظري يكمن في أمر واحد وهو عودة «ويزة» إلى نشاطها الأصلي، وهو العمل في مجال النظافة والعمل بالساعة فقط، على أن تحصل على العمالة من خلال مكاتب وشركات جلب العمالة، ومع بداية الإعلان عن إنشاء ويزة كنا نظنها ستقوم بدور الشركة الراعية لكل مكاتب جلب العمالة يتمثل دور المكاتب في استقدام العمالة من الخارج، على أن تقوم الشركة الحكومية بتدريب العمالة، ويظل دور استقدام الخدم وعمال الضيافة وغيرها من العمالة البسيطة من اختصاص المكاتب فقط. ومن الممكن في هذا الإطار تقسيم المكاتب إلى فئات بحيث تقوم فئة على سبيل المثال باستقدام عمال النجارة وفئة أخرى باستقدام عمال الكهرباء وهكذا دواليك، أما إذا لم يحدث تنسيق فهذا يعني أن يتأثر عمل مكاتب الاستقدام سلبا، وهو أمر لا أظن أنه يسعد أحدا.
وأردف: باختصار، نحن نرحب بوجود الشركة ككيان إداري تعمل من تحته كل مكاتب وشركات جلب العمالة، وتكون الشركة الحكومية بمثابة كنترول ضابط لكل الأعمال التي تقوم بها مكاتب وشركات جلب العمالة من الخارج، ونحن حتى هذه اللحظة في انتظار الخطوة التالية من الشركة الحكومية، حتى نستطيع الحديث بوضوح مع الجهات الحكومية المختصة حول آرائنا في تلك الخطورة، وكيف يكون العمل في الفترة المقبلة.
شركة مستقلة
على الجانب الآخر، اكتفى مصدر في «التنمية الإدارية» بالتأكيد على أن شركة ويزة لا تتبع الوزارة، وأن لها هيكلا إداريا ووظيفيا خاصا بها، وأن التعامل معها يكون وفق القواعد القانونية المتبعة مع نفس الشركات والمكاتب العاملة في نفس المجال، مشيرا إلى أن الوزارة تلقت خلال الفترة القصيرة الماضية العديد من الخطابات والشكاوى من قبل المسؤولين في مكاتب وشركات جلب العمالة الذين طالبوا بعقد اجتماعات مع الجهات المعنية في الوزارة، لبحث موقفهم من الشركة القطرية للاستقدام، ومن المنتظر أن يتم التنسيق مع غرفة قطر لعقد اجتماع موسع خلال الفترة المقبلة.
copy short url   نسخ
29/07/2019
2461