+ A
A -
الدوحة - (الوطن)
نجح فريق جراحي بمستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية، الأسبوع الماضي، في إجراء عملية جراحية معقدة في الدماغ لطفلة بحرينية تبلغ من العمر 10 أعوام، وترجع أهمية هذه العملية لكونها هي أول عملية جراحية من نوعها تجرى لمريض من فئة الأطفال في غرفة العمليات الهجينة بمستشفى حمد العام.
من جانبه، أوضح الدكتور سراج الدين بالخير- رئيس قسم جراحة الأعصاب بمستشفى حمد العام ومدير البرنامج التدريبي في تخصص جراحة الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية - أن غرفة العمليات الهجينة تمكّن الجراحين من متابعة حالة المريض بشكل لحظي أثناء سير العملية وتقييم مدى نجاح الجراحة بشكل فوري أثناء إجرائها، وهو ما يسهم في تحسين مستوى الرعاية المقدمة للمريض وحالته الصحية بشكل عام.
وقال الدكتور بالخير: «أصيبت المريضة في نوفمبر عام 2017 بنزيف في المخ نتيجة تشوه خلقي في الأوعية الدموية بالدماغ، والذي عادة ما يتم اكتشافه وتشخيصه بعد أن يتسبب في حدوث نزيف أو نوبات تشنجية للمريض. وتم علاج المريضة في البداية عن طريق إجراء يعرف بـ «إصمام الأوعية الدموية»، والذي يتم فيه إدخال أنبوب القسطرة في منطقة المغبن (أعلى الفخذ) وتمريره خلال الأوعية الدموية، وصولاً إلى الدماغ وحقن مادة شبيهة بالغراء لسد الشريان ومعالجة الخلل في منطقة التشوه الشرياني الوريدي، والذي يتسبب في حدوث النزف الدماغي».
وأضاف الدكتور بالخير قائلاً: «قام اختصاصيو الأوعية الدموية بحقن مادة شبيهة بالغراء لوقف النزيف في موقع التشوه الشرياني الوريدي في دماغ الطفلة، بهدف منع تكرار حدوث النزف الدماغي، ولكن أظهرت نتائج فحوصات تصوير الأوعية الدموية لاحقاً خلال مراحل المتابعة لحالة الطفلة بدء حدوث ثقب في هذه المنطقة مرة أخرى، واتضح لنا وجود خطر معاودة الإصابة بالنزيف في الدماغ، وقمنا بمناقشة الحالة مع والدي الطفلة، ومن ثم تم اتخاذ قرار باستئصال التشوه الشرياني الوريدي».
وأكد الدكتور بالخير أن الطفلة كانت تعاني من حالة تعرف بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي بسبب وجود حُبَيكَة من الأوعية الدموية غير الطبيعية تربط بين الشرايين والأوردة في الدماغ.
وأشار الدكتور بالخير إلى أن غرفة العمليات الجهينة في مستشفى حمد العام التي تم افتتاحها خلال شهر ديسمبر من عام 2016، تُعد الأولى من نوعها في قطر وواحدة من بين غرف العمليات الهجينة المحدودة في المنطقة. وتوفر غرف العمليات الهجينة تقنيات التصوير التشخيصي والأشعة في موقع واحد بجانب غرفة العمليات مما يسمح بإجراء العمليات الجراحية المعقدة التي يتم تنفيذها على عدة مراحل في موقع واحد وموعد واحد محدد سلفاً، بدلاً من إجرائها في عدة مواقع خلال مواعيد مختلفة، كما كان الحال في السابق، واستفاد من تلك الغرفة المتطوّرة حوالي 19 مريضاً منذ افتتاحها حتى الآن.
وأضاف الدكتور بالخير: «يتم عادةً في مثل هذه العمليات الجراحية نقل المريض من غرفة العمليات إلى وحدة العناية المركزة ومن ثم نقله لغرفة التصوير بالرنين المغناطيسي أو لجناح تصوير الأوعية الدموية لإجراء الفحوصات ومعرفة مدى نجاح العملية. أما الآن، فإن توفر وصول سهل لتقنيات التصوير التشخيصي عالية الجودة أثناء الجراحة يحدّ من الحاجة لإجراء عمليات جراحية أخرى للمريض ويقلل من فترة بقائه تحت التخدير، وهو ما يساعد بدوره على تسريع عملية شفاء وتعافي المريض ويقلل من فترة بقائه في المستشفى».
وأردف الدكتور بالخير بقوله: «إن وجود غرفة عمليات هجينة في المستشفى يساعد على توفير كل هذه الخطوات، حيث تمكنّا خلال الجراحة من إجراء تصوير للأوعية الدموية أثناء استئصال التشوه الشرياني الوريدي الدماغي لضمان إتمام عملية الاستئصال على النحو الأمثل، واستغرقت العملية الجراحية ثلاث ساعات وخرجت المريضة من المستشفى بعد يومين فقط من إجراء العملية الجراحية؛ حيث تتمتع الآن بصحة جيدة وتمارس حياتها بشكل طبيعي».
واختتم الدكتور بالخير حديثه، بالتأكيد على الأهمية التي تمثلها الاستفادة من غرف العمليات الهجينة في إجراء العمليات الجراحية للأطفال؛ حيث تقلل مدة التخدير وتحدّ من تعرض الطفل للأشعة خلال العلاج، وهو ما يزيد من مستوى أمان الرعاية العلاجية المقدمة للمرضى ويحسّن تجربة المرضى وأسرهم بشكل عام، ويعد نجاح هذه العملية الجراحية ثمرة العمل الجماعي والتعاون بين عدة فرق بمستشفى حمد العام، بما في ذلك فريق قسم تصوير أوعية الجهاز العصبي.
copy short url   نسخ
24/07/2019
1226