+ A
A -
عواصم-وكالات- قال باحثان في القضايا الدولية إن سقوط نظام الرئيس عمر البشير بالسودان -إثر ثورة شعبية تمخضت عن انقلاب عسكري- وضع نهاية لحقبة في القرن الأفريقي اتسمت باستبداد الحكام.
واعتبر الباحثان ان السودان يمر حاليا بمفترق طرق بين الديمقراطية واحتمال «عودة الاستبداد».
ويعتقد كل من مايكل ولد مريم أستاذ العلاقات الدولية المساعد بجامعة بوسطن وزميله ألدن يونغ أستاذ الدراسات الأفريقية الأميركية المساعد بجامعة كاليفورنيا أن ما يحدث بالسودان لن يبقى أسير حدود تلك الدولة الواقعة شرق أفريقيا بل ستمتد آثاره إلى المنطقة كلها.
ويتساءل الاثنان في مقالهما المشترك بمجلة فورين بوليسي الأميركية ما إذا كانت الخرطوم ستصبح «مركز النظام الأفريقي الجديد أم ذيلا لدول بالمنطقة».
وتتمحور رؤية الكاتبين حول تناقض المصالح بين الدول المحيطة بمنطقة القرن الأفريقي، وبخاصة دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات، من جهة، وأكبر كيانين بالقارة: الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) من جهة ثانية. وينطلق المقال -في سرد حيثياته وتوضيح وجهة نظر كاتبيه- من سؤال حول ما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات لمنطقة القرن الأفريقي، وما إذا كانت تبشر بنظام جديد أكثر ديمقراطية قائم على أساس مشترك من السيادة الوطنية والأمن الجماعي، أم أنها ستتمخض عن «نظام استبدادي منغلق يدين بالفضل في وجوده لقوى إقليمية خارجية».
ويصف السودانَ على وجه الخصوص بأنه «عالم مصغر» يحتدم فيه الصراع الأكبر نحو إعادة صياغة النظام الإقليمي بما يحمله في طياته من تباشير لما هو قادم.
وفي أحد جانبي ذلك الصراع يقبع تحالف لدول إفريقية يجمعها الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، وفي الجانب الآخر هناك الأنظمة الملكية الحاكمة في دول الخليج الغنية بالنفط.
ولقد ظلت دول القرن الأفريقي ترزح تحت نير الأنظمة المستبدة منذ النزع الأخير للحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق يتباريان للهيمنة على المنطقة عبر تسليح الحكام الطغاة.
ثم شهدت حقبة تسعينيات القرن الماضي بروز جيل جديد من الطغاة، بحسب المقال. ففي السودان اعتلى البشير سدة الحكم هناك عام 1989 على أنقاض حكومة منتخبة. وتبع ذلك بقليل تولي «زعماء حرب العصابات» السلطة في إثيوبيا وإريتريا. وفي نهاية التسعينيات، أشرف حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم الحاكم على عملية انتقال السلطة في جيبوتي من رئيس لآخر. ويقول الباحثان إن الولايات المتحدة لم تفعل شيئا بادئ الأمر لوقف هذا المد من جيل الطغاة الجدد، إذ شرعت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في تقديم المساعدات لهم وتحريضهم على مكافحة الإرهاب. وما لبث أن بدأ «صرح النظام الإقليمي القديم بالتصدع» خلال السنوات الثلاث الماضية. ففي إثيوبيا، ركب رئيس وزرائها آبي أحمد موجة الاحتجاجات الشعبية بدافع الإصلاح، فأفرج عن آلاف السجناء السياسيين وأطلق حرية الصحافة، ووضع حدا لعقدين من الخصومة مع جارة بلاده، إريتريا.
copy short url   نسخ
21/07/2019
1013