+ A
A -
عواصم- وكالات- الجزيرة نت- بالتوازي مع تصاعد التوتر في مضيق هرمز بين إيران من جهة وبريطانيا وأميركا من جهة أخرى، فتحت عمليا قنوات التواصل بين الطرفين، مما يعني أنهما يعملان على نزع فتيل الأزمة لتفادي اندلاع الحرب.
ففي الممر المائي الذي يعبر منه ثلث النفط الخام عالميا، يؤكد الحرس الثوري الإيراني قدرته على شل الملاحة وربما تعطيلها حتى إشعار آخر.
وأمس الأول (الجمعة) سيطر الحرس الثوري الإيراني على ناقلتي نفط بريطانيتين أفرج عن إحداهما، فيما اقتاد أخرى لأحد الموانئ المحلية وأخضع طاقمها للتحقيق.
وقد أثار احتجاز الناقلتين غضبا في واشنطن ولندن، وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هَنت إن بلاده تدرس الرد المناسب على الخطوات الإيرانية غير المقبولة.
وتعهد الوزير البريطاني بالرد على السلوك الإيراني بطريقة مدروسة وقوية، محذرا طهران من أنها ستكون الخاسر الأكبر إذا تم تقييد حرية الملاحة.
ويبدو أن الرد المدروس والقوي هو التكتيك الذي تتعامل به إيران أيضا، إذ تترجم عمليتا الجمعة ما تعهدت به طهران من رد قوي على احتجاز إحدى ناقلاتها النفطية في جبل طارق التابع للحكومة البريطانية.
في غضون ذلك قالت السلطات الإيرانية أمس إن ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا ترسو قبالة مرفأ بندر عباس مع كل طاقمها الـ 23، «بعد اصطدامها بقارب صيد، وإبحارها في اتجاه خاطئ وعدم امتثالها للتوجيهات».
وفي مؤشر آخر على تصاعد التوتر، قصفت طائرة مسيرة معسكرا لميليشيا الحشد الشعبي العراقية المقربة من النظام الإيراني، ولم تتوافر معلومات دقيقة عن حجم الخسائر.
وفي الولايات المتحدة، يواصل الرئيس دونالد ترامب تحذير النظام الإيراني، وقال إن طهران في ورطة وإن اقتصادها متدهور ومن السهل جدا أن يزيد سوءا.
وخلال اليومين الماضيين أكد ترامب أكثر من مرة أن القوات الأميركية في الخليج أسقطت طائرة مسيرة إيرانية، فيما نفت طهران سقوط أيّ من طائراتها وبثت فيديو تقول إنه يفند مزاعم ترامب.
لكن التصعيد في مضيق هرمز، تقابله جهود حثيثة للتهدئة في واشنطن ولندن ونيويورك، فيما تشير آخر التقارير إلى فتح قنوات التواصل عمليا بين إدارة ترامب والنظام الإيراني.
وقد صرح ترامب بأنه وافق على طلب من السيناتور راند بول بتفويضه للقيام بدورٍ في الملف الإيراني، وأوضح أنه سيقبل أيّ طلب من أعضاء بمجلس الشيوخ للتدخل في الأزمة مع طهران.
أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الموجود بنيويورك، فكشف أنه يلتقي مع أعضاء بالكونغرس ممثلين عن الشعب الأميركي وليس عن إدارة ترامب.
وردا على سؤال عما إذا كان سيلتقي راند بول، قال ظريف إن لقاءاته مع أعضاء الكونغرس تهدف لتبادل الأفكار حول سبل الخروج من المأزق الراهن، مضيفا أنه لن يكشف عن الذين التقاهم وماذا ناقش معهم.
ومثل واشنطن، تعلن لندن بوضوح رغبتها في التهدئة، إذ قال وزير الخارجية البريطاني في وقت سابق إن بلاده لا تبحث في الخيارات العسكرية ضد إيران «وإنما عن طريق الدبلوماسية»، وعاد أمس ليعلن أن حكومته تسعى لحل مشكلة الناقلة الإيرانية في جبل طارق.
من جانبه، عبّر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء الحوادث الأخيرة التي وقعت في مضيق هرمز.
وشدد غوتيريش على ضرورة احترام الحقوق والواجبات المتعلقة بالملاحة عبر المضيق والمياه المجاورة له، وفقا للقانون الدولي.
وحث جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي تزيد من حدة التوتر.
copy short url   نسخ
21/07/2019
2874