+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لائحة بأسماء وأرقام هواتف الرقاة المعتمدين على موقعها الرسمي في شبكة الإنترنت، ونشرت أرقام هواتفهم حتى يتم التنسيق معهم عند طلب الرقية، كما حددت مكتباً للرقية يمكن أخذ الاستفسارات منه.
وتأتي التسهيلات من الأوقاف بالسماح لـ «12» من الدعاة وحفظة القرآن الكريم والعارفين بالسنة النبوية المطهرة للعمل في تقديم الرقية الشرعية وفق الطرق الصحيحة والمعروفة وحتى يكون التعامل مع الرقاة بمعرفة الجهات المختصة ومراقبتها.
وفي السياق، التقت الوطن عددا من الرقاة الشرعيين المعتمدين في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقالوا إن الطلب على الرقية الشرعية في زيادة متنامية عن الأعوام السابقة، مشيرين إلى أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من سن العشرين إلى الأربعين، هن الأكثر إقبالاً من الرجال على الرقية، وأن نسبة المواطنين والمقيمين متقاربة من حيث نسبة الإقبال، موضحين الشروط التي يجب توافرها في الراقي، وكيفية التمييز بين الراقي الشرعي وغير الشرعي، إضافة إلى أغرب الحالات التي واجهتهم خلال عملهم.
شروط الرقية
وأوضحوا أن الرقية الشرعية هي التعويذات التي يرقي بها صاحب المرض أو البلاء نفسه طلباً من الله الشفاء، شريطة أن تكون من القرآن والسنة، واصفين من يعالج بغير القرآن بأنه دجال، وقالوا إن شروط الرقية الشرعية هي: أن تكون بكلام الله وأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه، وأن يعتقد كل من الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل التأثير من الله تعالى، وقد جاءت النصوص الشرعية بجوازها ومنها قوله تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»، وهذا الشفاء شفاء عام من الأمراض الروحية والبدنية الجسدية، ومن السنة ما جاء في صحيح مسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».
شروط الراقي
ومن الشروط التي يجب توافرها في الراقي، بحسب الرقاة الشرعيين، أن يكون مخلصاً في عمله لله، وأن يكون عالماً بالرقية الشرعية وذا تجربة وممارسة، وأن يكون متقياً لله ذا عبادة وصلاح، وأن يتسم بحسن الخلق، وأن يكون متحصناً بالذكر والدعاء متوكلاً مستعيناً بالله، وأن يكون ملمّاً بأحوال الرقية وفطناً بمكر الشياطين والجان، وألا يستعجل في التشخيص، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون مرخصاً له من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويجب الاعتقاد بأن الشفاء سبب صدق وإخلاص، وألا يذهب الإنسان إلى المعالج إلا في الضرورة القصوى، لأن المؤمن يستطيع أن يعالج نفسه بالرقية والذكر والأدعية المأثورة والصلوات الخمس والصدقات، ما يجعل الناس في عودة إلى الله، لأن الأغلب للأسف الشديد في غفلة وتراخ وكسل تجاه الله، ومنغمسون في الشهوات والهوى، وقد يعمل المعالج على تذكيرهم ونصحهم بالصدق والإخلاص والتوكل على الله.
علاج الأمراض
وحول الأمراض التي تُشفى عن طريق الرقية، استدل الرقاة الشرعيون بقوله تعالى: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ»، مشيرين إلى أن القرآن شفاء من كل الأسقام والأمراض والعلل، سواء كانت روحية أو بدنية جسدية، وهي تتركز على علاج السحر، والمس، والعين، والحسد، والأمراض الجسدية والنفسية في عمومها، وفيما يتعلق بأغرب الحالات التي قابلتهم خلال ممارستهم للرقية، أوضحوا أن الحالات كثيرة، خاصة أنهم يتعاملون مع عالم آخر، وهو عالم الجن وكذلك السحر الذي يتخلله مس من جان أو استعانة بهم. وقد ذكر أحد الرقاة الشرعيين أن طول جلسة علاجية كانت لمس من الجن لإحدى الأخوات، وقال: جلست أقرأ عليها قرابة الساعتين والربع دون جدوى، فقد كان فيها مس من جن مسلم وثلاثة يهود، وسبب تأخر علاجها قد يكون تمكن هذا الجن من الجسد وعناده، ولكن في مثل هذه الحالات تحتاج إلى أكثر من جلسة مع استعمال بعض العوامل المساعدة كشرب ماء زمزم أو الإدهان بزيت الزيتون أو استخدام العسل وكذلك المحافظة على الرقية المسموعة والمقروءة لفترة من الزمن حتى يضعف المس فيكون من السهل إخراجه.
قصص ووقائع
وكشف الرقاة الشرعيون أن هناك العديد من القصص والوقائع، ولا سيما من يصاب بالعين والحسد في ليلة العرس، وخاصة بين النساء، ولعل من أهم أسبابها: ظهور النساء بزينتهن وعدم ستر محاسنهن، وضعف الوازع الديني لدى البعض فيتحامل على الحسد، وجهل البعض بأن العين حق وقد تقع من قريب أو صديق أو حبيب، وعدم ذكر الله عند رؤية ما يعجب به كقوله: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أو تبارك الله أحسن الخالقين، وفيما يتعلق بإمكانية رؤية الراقي الشرعي للجان ذكر أهل العلم أن الإنسان لا يرى الجن على خلقتهم وصورتهم الحقيقية وإنما يتمثلون بصور الحيوانات والبشر. وأوضح الرقاة الشرعيون أن لا علم لهم حسب معرفتهم واطلاعهم على بعض الكتب أن هناك من رأى جاناً على صورتهم الحقيقية، أما مضايقة الجن للإنس فهي واقعة سواء كان هذا راقياً شرعياً أو من عوام الناس وخاصتهم، فالمضايقة والمضرة قد تقع من الجان للراقي وغيره بإذن الله.
الأكثر إقبالاً
وأشار الرقاة الشرعيون إلى أن النساء أكثر إقبالاً على الرقية من الرجال وتتراوح أعمارهن من عشرين سنة إلى الأربعين ويتجاوز القليل منهن الستين وعدد المقبلين على الرقية في زيادة مستمرة، وأن نسبة المواطنين والمقيمين متقاربة وإن كانت بعض من الحالات لا تعدو أن تكون وسوسة وأوهاماً وتخيلات أو حالات نفسية لا أكثر. وحول الأمراض التي تصيب النساء وهل يجوز مسهن عند التداوي عن طريق الرقية؟
قال الرقاة إن النساء كغيرهن يصبن بكل ما ذكر من الأمراض والابتلاءات، إلا أن أغلبهن يشكين من العين والحسد الذي انتشر كثيراً في أوساط النساء، ثم تأتي دونها مرتبة إصابة كثير منهن بالوسوسة والضيق والكآبة والحزن، وهذا راجع لعوامل نفسية تحتاج للالتزام بالحروز الشرعية من قراءة للقرآن والإكثار من الذكر والمحافظة على أذكار الصباح والمساء لعدم فتح باب وسوسة الشيطان والوقوع في الأوهام. وأضافوا: لا يجوز بأي حال من الأحوال مس المرأة الأجنبية على الراقي، بل يتطلب منهن وجود المحرم وخاصة في من يغلبها الصرع.
copy short url   نسخ
21/07/2019
10180