+ A
A -
تونس– الجزيرة نت- يتصاعد الجدل داخل حركة النهضة التونسية بشأن إمكانية ترشح رئيسها راشد الغنوشي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وخرجت أصوات من الحركة ترفض ترشحه ولا تراه «المرشح التوافقي» داخلها.. ورجحت مصادر مقربة من النهضة عزوف الغنوشي عن فكرة الترشح للرئاسة، بسبب «غياب التوافق» داخل الحركة بشأن شخصه، مقابل إمكانية خوضه سباق الانتخابات التشريعية على رأس إحدى القوائم الانتخابية.
وفي حوار تليفزيوني أجرته معه مؤخرا قناة «حنبعل» الخاصة، تحدث الغنوشي عن موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية قائلا إنه في حال كان لحركة النهضة مرشح من داخلها، فسيكون رئيسها كما ينص القانون الداخلي لـ «النهضة».
وفي هذا السياق، يقول القيادي في الحركة محمد بن سالم إنه «من مصلحة حركة النهضة والبلاد عدم ترشح رئيسها للانتخابات الرئاسية».
ويتابع: «لا نرى مصلحة من دخولنا معركة استقطاب ثنائي قد تشتد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ولنا في التجربة المصرية سابقا خير دليل وعبرة بين مرشح الإسلاميين الراحل محمد مرسي ومرشح المنظومة القديمة أحمد شفيق».
ويشدد بن سالم على أن موقفه الرافض لترشح الغنوشي للانتخابات الرئاسية «ليس نابعا من خوف من الهزيمة بقدر ما هو مراعاة ظروف البلاد التي تعيش ديمقراطية ناشئة لا تحتمل الدخول بمعركة استقطاب حاد».
ولفت إلى أن «إبداء الرأي المخالف داخل الحركة ومقارعة الحجة بالحجة لا يعكسان الخلاف داخلها بقدر ما يحيلان على المناخ الديمقراطي وحرية التعبير التي تعد أبرز نقاط قوتها، ونفضل ألا نقدم مرشحا من داخلنا، وأن يطلب الجميع ودنا، ونحن نختار من هو الأفضل والأقدر لحكم البلاد».
صعوبة الحسم
على الجانب الآخر، يقر القيادي في النهضة عبد الحميد الجلاصي بـ «صعوبة الحسم» داخل الحركة بين ترشيح الغنوشي للرئاسية أو البحث عن «مرشح توافقي» من خارجها.
وقال الجلاصي: «أن يكون راشد الغنوشي مرشح الحركة للرئاسة، فذلك هو الوضع الطبيعي لأي حزب له وزنه على الساحة، لكننا سننظر لمسألة السياق السياسي وتبعات تقديم مرشح من داخلنا على المزاج العام في البلاد».
وأوضح أن الحركة «ستدرس خيارات ترشيح رئيسها من عدمه، وتأثير ذلك على رهان الانتخابات التشريعية، وإن كانت فرضية الترشيح ستخلق حالة من التنافسية المقبولة أم ستجر المزاج الانتخابي لحالة من الاحتقان».
أما الكاتب ورئيس تحرير صحيفة «عين» عبد اللطيف دربالة، فيقول إن «هناك من يرى أن على الحركة الاستمرار في النهج الذي سارت عليه منذ الثورة، والحكم من وراء الستار حتى لا تكون عرضة للضغوطات الإقليمية بشأن العلاقة مع التيارات الإسلامية».
ولفت دربالة إلى «وجود مخاوف بين قيادات الحركة من خسارة رئيسها رهان الانتخابات الرئاسية، وسيناريو خروجه مهزوما من الباب الصغير، وتأثيرات ذلك على مستقبل الحركة بشأن العلاقة بشروط التفاوض مع الحكومة المقبلة».
ويعتبر خروج خلافات النهضة إلى العلن «أمرا طبيعيا بعد تراجع قيادات الصف الأول في الانتخابات التمهيدية على القوائم التشريعية وصعود أسماء جديدة تنبئ بتيار غير تقليدي داخلها لا يقوم على الولاء لرئيسها».
ضغوط من جهته، يرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن النهضة «تواجه تحديات كبرى» فيما يتعلق بخياراتها في خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية.
ويعتبر أن سيناريو «تحكم النهضة في السلطتين التشريعية والرئاسية معا من شأنه أن يخلق مشاكل عديدة لها من حيث تكتل جميع الأطراف داخليا وخارجيا ضدها للحيلولة دون هيمنتها على مفاصل الدولة».
ويؤكد الجورشي أن الغنوشي «لن يغامر بالترشح للانتخابات الرئاسية، رغم إعلان الحركة أنها معنية بهذا الاستحقاق، في ظل استطلاعات للرأي تصنفه في ذيل ترتيب نوايا التصويت».
ويعزز رأيه بالقول إن «الغنوشي شخصية لا تحظى بالتوافق بين أفراد الشعب التونسي، كما أن فرضية ترشحه للرئاسية ستزيد حالة التوتر والانقسام داخل الحركة».
copy short url   نسخ
20/07/2019
1521