+ A
A -
مريم إبراهيم المالكي
تناولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لإحدى الإعلاميات في قناة العربية، والذي ناقشت فيه انخفاض أسعار الخمور، ودعت فيه الكويتيين لزيارة قطر ومن ثم تم تداول فيديو آخر لا يقل حماقة عما بث من قبله فكما قال ابن الرومي:
وكم عائب كل شيءِّ
وكل ما فيه عيبُ
والجيبُ ذيلٌ لديه
للنُّوكِ والذيلُ جيبُ
وبررت أنها لم تعنِ الكويتيين كلهم ولكن البعض منهم والمؤيدين لقطر..
نود أن نوضح ونتمنى أن يصل ذلك لها ولمن وقف وراءها ودعمها في هذا الطرح والإسفاف، والذي ينم عن مضمون الخبر التافه والذي عكس الخواء والسفاهة لهذه القناة، ومن يقوم عليها ويدعمها، ليؤكد للمشاهد مدى السخف والاستهزاء بعقلية المثقف العربي، ويثبت مدى الإفلاس في المضمون، حيث إنها لم تجد أي خبر لتبثه غير تداول أسعار الخمور ومن ثم محاولتها لزج اسم دولة الكويت نكاية في من يدافع عن قطر، وتابعنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ردود الأفعال حول هذا الموضوع..
وكما قال الشاعر:
إياك يا بن بُوَيْبٍ
أن يُستثار بويبُ
فإنما أنا ليثٌ
عادٍ وأنت كُليبُ
فانبرى كل كويتي حر وشريف في الدفاع والرد عليها واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بذلك..
وهنا نقول: الشعب الكويتي عندما يزور قطر لن يحتاج لدعوة منك ولن يقوم بذلك لأجل مصلحه شخصية أو لغرض آني..
فتبادل الزيارات بين أهل الكويت وأهل قطر لا غرابة فيه ومرحب به فنعم الأخوة ونعم الأشقاء، ونقول لهم «عين فراش وعين لحاف» فلم نرَ منهم إلا الخير، فبيوتنا توسعهم، وقلوبنا مُحبة لهم، فأهلاً وسهلاً بهم بين أهلهم وأحبائهم فبيوت أهل قطر هي بيوتهم.. عرفوا حق الجار فحفظوه، ونودوا بحق الجيره فلبوه، وذاقوا الظلم في الغزو فنبذوه، أدركوا قيمة الأخوة فصانوها..
هذا هو الكويتي..
تعاملوا مع قضايا الأمة العربية، من منطلق قومي عربي ودافعوا في جميع المحافل الدولية عنها، فعلى الرغم مما تعرضوا له فترة الغزو العراقي سنة 1990م من قتل وسفك للدماء ونهب لثرواتهم لم يضعفوا ولم يستسلموا وقدموا التضحيات بالنفس والمال فسطروا بدمائهم الطاهرة ملحمة يشهد لها التاريخ المعاصر، ومع ذلك لم يحقدوا ولم يتخاذلوا عن مساعدة الجار فوقفوا مع العراق في محنته وقدموا المال والمساعدات، بل واحتضنت الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق خلال عام 2018م..
هذا هو الكويتي..
وإنه لشيء يدعو للضحك أن تخرج علينا النكرة «س» بفيديو آخر وكما قال المثل «تبي تكحلها عمتها» لتبرر وتقول إنها لم تقصد كل الكويتيين، بل المؤيدين لقطر فهل هذا يعطيها العذر؟!..
هنا نقول لها:
إن ليس الكويتيون وحدهم من أيد قطر، ولكن شعوب العالم كلها استنكرت فعلتكم، ولو بحثتم بينكم وبين شعوب دول الحصار أنفسهم فستجدون كل الشعوب الشريفة تقف مع الحق باستثناء المستنفعين من أمثالكم..
وأخيرا الكويتيون شعب مثقف وواعٍ ولا يمكن أن يمر عليه مثل هذا الكلام على سبيل أنه اعتذار..
فتبريرها ينطبق عليه المثل القائل «عذر أقبح من ذنب»..
أليس هذا منطقياً؟
copy short url   نسخ
18/07/2019
1936