+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
أكد عدد من أصحاب حملات الحج والعمرة أن السعودية تمارس التضليل والخداع من خلال بياناتها التي تصدرها مع اقتراب موسم الحج من كل عام، وتعلن فيها حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على تسخير كافة الإمكانيات لتسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من دولة قطر، أسوةً بما تقوم به تجاه عموم المسلمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، والذين بلغت أعداد من تم الاتفاق على قدومهم لأداء مناسك حج هذا العام 1440هـ إلى أكثر من مليون وسبعمائة ألف حاج.
وأشار أصحاب حملات ومواطنون في تصريحاتهم لـ الوطن إلى بعض المعوقات التي تكذب ادعاءات السعودية بشأن تسهيل إجراءات الحج والعمرة، واصفين البيان الذي أصدرته وزارة الحج والعمرة بأنه لا قيمة له، طالما أن باب العمرة والحجّ عن طريق البرّ ما زال مغلقاً، والتوجه من مدينة الدوحة إلى مدينة جدةّ مباشرة أيضاً غير متاح، بالإضافة إلى إغلاق السفارة والقنصلية السعودية في قطر، ما يحول دون استكمال حملات الحج والعمرة إجراءات التسيير، وكذلك خوف المواطنين القطريين على أنفسهم، من حالة الشحن التي تتم ضدهم، مما يجعل كل مواطن عرضة للتربص أو القبض عليه أو تلفيق التهم له.
بيانات الترحيب
وفي السياق أعرب عبدالناصر فخرو، المدير التنفيذي لحملة التوبة للحج والعمرة، عن أسفه لإصرار السلطات السعودية على حرمان القطريين والمقيمين من أداء مناسك الحج والعمرة للعام الثالث على التوالي، واصفاً بيانات الترحيب بالحجاج القطريين وتسهيل الإجراءات لهم، التي تصدرها السلطات السعودية مع اقتراب موسم الحج من كل عام، بأنها خداع وتضليل مرفوض وغير مقبول، ليس من القطريين فحسب بل من كل مسلم في العالم، بإعتبار أن الشعائر الدينية ممثلة في الحج والعمرة يجب ألا تخضع للتسييس والمزاج السياسي، وإذا كانت السعودية جادة فعلاً في تلك التصريحات عليها إزالة المعوقات والعراقيل فوراً من أمام الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة من المواطنين والمقيمين، لافتاً إلى أنّ السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية من الدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى مما يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج، الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً، خاصةً في حالة النساء وكبار السن والمرضى، مشيراً إلى أن جميع الحجاج الذين يصلون إلى الأراضي المقدسة من كافة أنحاء العالم، تتم إجراءاتهم عبر جهات رسمية في بلادهم، بينما تفرض السلطات السعودية على القطريين أن يتم الحج عبر الطرق الشخصية الفردية بعيداً عن الجهات الرسمية.
إتاحة المجال
ومن جانبه قال أحمد يوسف الملا، صاحب حملة طيبة للحج والعمرة، إذا كانت السلطات السعودية صادقة في تصريحاتها عليها إتاحة المجال أمام بعثة الحج القطرية وفتح المجال الجوي أمام الخطوط الجوية القطرية، وتقديم ضمانات للجهات المعنية في قطر تؤكد حماية المواطنين القطريين الذين يخشون على أنفسهم، من حالة الشحن التي تتم ضدهم، مما يجعل كل مواطن عرضة للتربص، لافتاً إلى أن السعودية تريد أن تتحكم في كيفية دخول القطريين والمقيمين على أرض قطر لتأدية الشعائر المقدسة باشتراطها دخولهم بصورة فردية، وهذا يخالف حقوق الحجاج في أن يحصلوا على إشراف من قِبل دولهم وفقاً للطريقة المتعارف عليها منذ سنوات، باعتبار أن السلطات السعودية لاتزال تعامل بها الدول الإسلامية كافة، مبيناً أن قبل الحصار المفروض على قطر في الخامس من يونيو 2017 كانت وزارة الحج والعمرة السعودية تمنع سفر أي شخص بصورة منفردة، وعليه فإن الإصرار على معاملة حجاج قطر بصورة مختلفة عن باقي الدول الإسلامية، يُعتبر توظيفاً للشعيرة الدينية في الخلاف السياسي، الأمر الذي يؤكد أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى التهرب من مطالبات حقوق الإنسان المتعلقة بأهمية تيسير الحج والعمرة للقطريين.
تحسين الصورة
ومن جهته أوضح سالم النابت المدير التنفيذي، لحملة الركن الخامس للحج والعمرة، أن السلطات السعودية تحاول تحسين صورتها أمام الرأي العام، بالبيانات التي تصدرها مع إقتراب موسم الحج من كل عام، في ظل استمرار العقبات والعراقيل أمام الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة للعام الثالث على التوالي، لافتاً إلى أن هذه التصريحات لا قيمة لها طالما أن باب العمرة والحجّ عن طريق البرّ ما زال مغلقاً، والتوجه من مدينة الدوحة إلى مدينة جدةّ مباشرة أيضا غير متاح، كما أنّ السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية من الدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى، وكذلك عدم وجود بعثات دبلوماسية بين البلدين، تسهل عملية حصول المواطنين القطريين على تأشيرات الدخول إلى الأراضي المقدسة، مؤكداً أن الحج والعمرة لهما شأن عظيم عند الله في القرآن والسنة النبوية، ويكفي الحج تعظيماً أن يكون الركن الخامس من أركان الإسلام، مشيراً إلى أن المشاعر الدينية، لابد أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، بعيداً عن الأهواء السياسية، التي تستغل حاجة المسلمين للتعبد، من أجل تنفيذ أغراض واهية، تعمل على تفكيك المجتمع الإسلامي وليس لترابطه، مؤكداً رفضه للإجراءات التعسفية التي تتخذها السلطات السعودية تجاه المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء الشعائر الدينية.
تسهيل الإجراءات
وبدوره يشير المواطن ناصر الشمري إلى أنه كان ينوي هو ووالدته وشقيقته، زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج قبل بدء الحصار في الخامس من يونيو 2017، إلا أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة بشأن الحجاج القطريين بعد فرض الحصار حرمتهم من ذلك، بالرغم من اختيارهم لأداء الفريضة عبر المسار الإلكتروني، ودفعهم لعربون السكن والخدمات، عن طريق حملات الحج والعمرة، ومن ذلك وقت وهم يترقبون أي جديد بشأن تسهيل الإجراءات للحجاج القطريين، حيث تتوق قلوبهم إلى رؤية بيت الله وتهيم نفوسهم شوقاً إليه، قائلاً: إذا كانت السعودية صادقة فعلاً في تصريحاتها يجب عليها أن تسمح للبعثة القطرية بالذهاب إلى الحج وأن تسمح للخطوط الجوية القطرية بالتحليق فوق أراضيها وتعطي الحجاج القطريين كافة الضمانات اللازمة لأداء فريضة الحج بشكل آمن، نافياً ما جاء في بيان وزارة الحج والعمرة السعودية بأن دولة قطر تمنع مواطنيها من السفر لأداء الحج، متسائلاً: كيف لنا أن نسافر والحدود مغلقة بين الدولتين وحملات الحج والعمرة القطرية غير مسموح لها أن تقوم بالدور المنوط بها في تسهيل الإجراءات للراغبين في أداء الشعائر، وأضاف: في حالة سفر أي مواطن قطري لأداء المناسك ووقعت له أي مشكلة لمن يلجأ هناك، وكيف يغامر المواطن بنفسه في ظل الافتراءات التي تروج عن قطر وشعبها.
حل المشكلة
ومن ناحيته قال المواطن خليفة المحاسنة، نريد حج آمن، والسفر عبر دولة أخرى ليس الحل لهذه المشكلة، وإنما الحل يكمن في توفير كافة الضمانات التي تطالب بها الجهات المعنية في دولة قطر، والتي من شأنها توفير الحماية للمواطن القطري مثله في ذلك مثل أي مواطن آخر يقصد الأراضي المقدسة من أجل أداء المناسك، متسائلاً: لماذا يحج القطريون فرادى دون جهات رسمية قطرية تنظم سفرهم وترعى شؤونهم في الأراضي المقدسة ؟ ولماذا تتحاشى السعودية التعامل مع الجهات المختصة في شؤون الحجاج في قطر والتي تتمثل في البعثة الرسمية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؟ وأضاف: عملياً كيف يسافر القطريون إلى الحج ولا يسمح للخطوط الجوية القطرية كناقل رسمي بالهبوط في مطارات السعودية كما أنه غير مسموح للقطريين بالسفر مباشرة من الدوحة إلى الأراضي المقدسة، مطالباً بمراجعة هذه الإجراءات التمييزية التي تفرضها السلطات السعودية ضدّ القطريين ومن يرتبط بدولة قطر، مشدداً على ضرورة تغليب الحسّ بالمسؤولية الدينية وعدم تسييس شعائر الله سبحانه وتعالى وإقحامها في الخلافات بين الدول.
copy short url   نسخ
15/07/2019
3354