+ A
A -
اليمن - الوطن - محيي الدين الشوتري
تضرب مدينة تعز جنوب غرب اليمن موجة حادة من داء الكوليرا هي الأشد على المدينة ذات الثقل السكاني الأكبر في اليمن. ففي تقرير أخير لإدارة الترصد الوبائي بمكتب وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز، كشفت إحصائية المركز وفاة 63 حالة وفاة بداء الكوليرا خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار المركز في تقريره إلى أنه تم رصد 22 ألفا و200 حالة إصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا خلال النصف الأول من العام الجاري في محافظة تعز. ووفقا للتقرير، فقد جاءت مديرية مقبنة في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات بـ 11 حالة، تليها مديرية ماوية التي سجلت 10 حالات، ثم جاءت مديرية الصلو بـ 5 حالات وفاة. أما من حيث عدد الإصابات، فقد كشفت تقرير إدارة الترصد الوبائي أن مديرية التعزية جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بعدد 4217 إصابة، تليها مديرية المظفر بعدد 2577 إصابة، ثم مديرية مقبنة بعدد 2219 إصابة.
وضع صحي صعب
وفي غرب مدينة تعز، أطلق سكان مديرية الوازعية المتاخمة لباب المندب نداء استغاثة للمنظمات الدولية لمواجهة تفشي الوباء بعد ارتفاع عدد الإصابات في المديرية التي تعاني من نقص الأدوية والمحاليل الطبية في المرافق الصحية. وقال رباش أحمد علي، مدير مكتب الصحة العامة والسكان في الوازعية، إن وباء الكوليرا تفشى إلى حد كبير في الوازعية غرب تعز خلال الشهر الجاري، مخلفا العشرات من الإصابات بين سكان المنطقة، وسط وضع صحي صعب تعيشه المرافق الصحية في ظل تصاعد المصابين، وانعدام الإمكانيات اللازمة لمواجهة تفشي الداء.
وأكد أن مكتب الصحة في الوازعية قدم جهده من خلال الإمكانات المتاحة، لكن تزايد الإصابات وشحة محلول الإرواء وقرب نفاذ المحاليل الطبية، جعل المكتب يوجه نداء الاستغاثة لمواجهة هذا الوباء الفتاك الذي سجل العديد من الإصابات، لكن لم تنتج عنه أي ضحية حتى اللحظة، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة.
من جانبه، يقول الطبيب محمد الشرعبي إن وضع محافظة تعز استثنائي، ويحتاج لمزيد من الجهود التي يجب أن تتكامل في سبيل مواجهة هذا المرض الفتاك، بدء من الجهات الحكومية ومكتب الصحة، مرورا بدعم المانحين والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وانتهاء بأهمية الثقافة والتعاون لدى السكان في الإبلاغ السريع والفوري عن أي إصابة أو اشتباه به تجنبا للوفاة، كون المرض يتطلب إنقاذ المريض خلال ساعات تجنبا للوفاة.
وأضاف الشرعبي أن الكثير من سكان تعز في الأرياف لا يزالون يشربون المياه من مصادر غير نظيفة، من خلال آبار المياه المكشوفة، وهذه بحد ذاتها تعد أكبر سبب للإصابة بهذا الداء، الأمر الذي يتطلب بذل الجهود لتوفير المياه النقية للسكان في الفترة القادمة، تجنبا لتكرار وتفشي المرض، من خلال قيام الحكومة أو المنظمات الدولية بالتنبه لمشكلة المياه غير الصحية، وإنشاء مشاريع مائية لمواطني مدينة تعز.
وأعلنت منظمة سايف ذي تشليدرن -منظمة بريطانية غير حكومية- أن عدد حالات الإصابة المحتملة بداء الكوليرا ازداد ثلاث مرات تقريبا في المراكز الصحية التي تدعمها في اليمن. ووفقا للمنظمة، فإن المرافق الطبية التي تدعمها في اليمن سجلت زيادة بنسبة 170 % في أعداد الحالات المشتبهة بإصابتها بالكوليرا. وأوضحت المنظمة أن حوالي 30 % من الإصابات المحتملة بالكوليرا سجلت لدى الأطفال دون سن الخامسة، معربة عن قلقها على مصير 100 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد يجعلهم بالمقارنة مع نظرائهم أكثر عرضة للإصابة بداء الكوليرا. وبحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن 4551 شخصا قضوا في اليمن بسبب مرض الكوليرا وأن 1.2 مليون حالة مشتبهة بها قد تم الإبلاغ عنها حتى أواخر 2018.
copy short url   نسخ
13/07/2019
3736