+ A
A -
سليمان قبيلات كاتب أردني
على سبيل الفانتازيا، يقول مطران الروم الأرثوذوكس في سبسطية الفلسطينية المحتلة عطا الله حنا، إن الولايات المتحدة تخطط وبعض العرب الأغنياء العرب يمول، أما الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية فتدفع الثمن.
أوجز الرجل المعروف بمواقفه التي لا تحتمل اللبس من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، الحال الذي بلغه العرب حتى لكأنما يقومون طوعا بتحفيز الصهاينة الأميركيين للإسراع في تهويد ما تبقى من فلسطين، لا بل إن هناك من الأبواق ما استدعى التاريخ ليؤكد لا فض فوه أن فلسطين لم تكن يوما عربية أو حتى فلسطينية لشعبها التي يحمل اسمها. أما الفريق الأكثر صفاقة فشمر عن ساعديه ليهدد الفلسطينيين إن لم ينخرطوا في تنفيذ صفقة القرن ضد بلادهم. أهناك أبلغ من هذا الانحطاط في التعبير عن نفسه؟!
فانتازيا وسوريالية لا سابق لها، مدهشة في غرائبيتها التي تبز ما أقدم عليه ورثة صلاح الدين الأيوبي في تسليم بيت المقدس للفرنجة الذين حولوا جزءا من المسجد الأقصى أسطبلا لخيولهم.
يستند عرب أميركا أو الأصح عرب صهاينة أميركا إلى إرث غني بالفانتازيا والغرائبية التي تصل حد نكران الذات لصالح العدو الذي لا يتوانى عن التصريح أن العربي الجيد هو العربي الميت.
لم لا؟! يسأل العربي التابع لإسرائيل نفسه فيجيب: لم آت بجديد من عندياتي. هذا تاريخكم وأنا أستعيده، بل أعيد أقبح ما فيه. وإن لم تعجبكم أفعالي، فاذهبوا إلى الجحيم.
تحميني أميركا وإسرائيل منكم، وليس لدي ما أخسر، إلا البقاء في صفوفكم، وهذه والله ربح عظيم لا يأتيه إلا جسورا.
فانتازيا عرب أميركا وإسرائيل تدهش اليهود ذاتهم، فلا يصدقون ما يجري. في مثل هذه الحالة، تحتار الفانتازيا في تشخيص الواقع العربي الذي يبدو أنه سيشهد مزيدا من البؤس السياسي الذي يصفه الإعلام عالي الصوت بأنه الواقعية عينها.
بقدر ما كان المطران عطاالله حقيقيا، كان المحللون الإسرائيليون حقيقيين وواضحين كذلك وبلا أي مواربة، بأن ما يقدمه العرب لهم اليوم لم يكن سوى حلم. نعم، ها هو الحلم الصهيوني ينفذ على أرضنا بمالنا وتطوعنا لأن نحقق لأبناء عمومتنا ما يطمحون دون منة.
ولفاقعة الصيت في الحديث عن العفاف صولات وجولات، تتفنن فيها في إسداء النصح للعامة، أن انتبهوا إلى أنفسكم ومحارمكم، وأرضكم فيما هي تأتي أبشع ما يمكن أن يخطر على بال بشر.
لا بأس عليها، فنصحها وفنونها في القول وقلب الحقائق لا تغير من الواقع شيئا، مهما أوتيت من فصاحة، إذ سيرتها على كل لسان.
كم هو لسان العرب مؤثر وعميق إن اقترن بالتعبير عن روحهم وتاريخهم، الذي لا يمكن للفصيحة طمسه أو تجاوزه، وإن هيئ لها أن شمسها ساطعة. فهذه الشمس إن كانت شمسا لن تنكسف فقط، بل ستغرب ولن تطلع من جديد. هكذا كانت الأمم وهكذا ستبقى إلى يوم لا وجود فيه لفصيحة اللسان تلك التي تتحدث عن العفاف كثيرا.
لي صديق يظل مشغولا بفصيحة اللسان وغرائبية الأفعال، فتح شاشتين لفضائيتين الأولى إسرائيلية والثانية عربية اللسان فقط. كانتا تبثان ميدانيا من فلسطين المحتلة خلال واحدة من جولات العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني. إنك ترى العجب العجاب، لقد كانت القناة الإسرائيلية أقل عدوانية في لغتها من تلك التي من بنات جلدتنا.
copy short url   نسخ
12/07/2019
460