+ A
A -
لندن- الوطن- نادية وردي
أصداء واسعة حققتها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن، ولقاء القمة الذي جمع سموه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أكد أكاديميون بريطانيون لـ«الوطن» أن اللقاء التاريخي الذي جمع الزعيمين في واشنطن، مساء الثلاثاء، بمثابة إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، ورسم ملامح مرحلة جديدة من التحالفات والعلاقات المستقبلية بعد ما شهدته من تطورات وأحداث مؤخراً، كشفت صغر أنظمة بدت كبيرة وتراجع شعبية قادة في المنطقة إقليمياً ودولياً، في المقابل أثبتت قطر قدرات كبيرة على كافة المستويات، وعززت العلاقات الإقليمية والدولية لتصبح الدوحة خاصة بعد أزمة الحصار التي اندلعت في الخامس من يونيو 2017 الحليف الأهم والأكبر والموثوق فيه في المنطقة ليس بالنسبة لواشنطن فقط، بل وجميع القوى الدولية.
شراكة مهمة
وقال ويليام بروك، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة كامبريدج البريطانية لـ«الوطن»، إن قطر أهم شريكاً استرتايجياً للولايات المتحدة حالياً، وهذه حقيقة أعلنها الرئيس دونالد ترامب خلال استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في البيت الأبيض، الثلاثاء، ليس على مستوى الاستثمارات الضخمة والتبادل التجاري الذي أصبحت الدوحة رقم واحد في السوق الأميركي بها، لكن أيضا الرهانات السياسية التي نجحت الدوحة فيها خلال السنوات الخمسة الماضية منذ بداية حرب اليمن وتشكيل التحالف العربي وشنه حرباً مدمرة حولت هذا البلد الفقير إلى أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض، حيث انسحبت الدوحة منذ البداية بما يعكس رؤية بعيدة وثاقبة لحضرة صاحب السمو الذي قرأ تفاصيل الفشل «الاماراتي السعودي» قبل بداية المغامرة، واليوم انسحبت الإمارات من التحالف لتترك السعودية وحيدة تواجه مصيراً مجهولا، حتى في القضية السورية وأزمة «الإمارات والسعودية والبحرين» مع إيران، والخلافات والخصومات المصطنعة التي أثارتها هذه الدول وما واكبها من تضييقات بل وانتهاكات لحقوق الإنسان داخلياً باتت حديث العالم كله، يضاف إلى المشهد واقعة حصار قطر والانتهاكات التي مارستها دول الحصار ضد الشعب القطري، كل هذه الأحداث كانت مناسبة سانحة لإظهار الحكمة القطرية، والقوة الدبلوماسية والاقتصادية وبعد النظر، حيث أثبتت الأيام أن قطر أقوى من ما تخيل الخصوم، وقادرة على القيام بدور عظيم لحفظ أمن وسلام واستقرار المنطقة بالحوار السياسي والتفاهم وفتح القنوات الدبلوماسية وليس بالقتال والمؤامرات وافتعال الأزمات.
ملامح ورسائل
وأكد فرانك تيدي، أستاذ العلوم السياسية في كلية بليول بجامعة أكسفورد، أن بروتوكول زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى واشنطن حالياً، تعكس بلوغ العلاقات القطرية الأميركية مرحلة «القمة»، حيث أقيمت مراسم استقبال مميزة، وتم برمجة لقاءات ومقابلات بين حضرة صاحب السمو ومسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية والمؤسسات التشريعية وكبرى الأحزاب، كما تم توقيع اتفاقيات شراكة وعقود استثمارية ضخمة جعلت الدوحة الشريك الأول والمستثمر الأكبر في أميركا، هذه الملامح تشير إلى أن قطر دولة قوية وعظيمة في محيطها وعلى مستوى العالم، خاصة أن أقطاب المنطقة التقليديين تراجعوا وتهاووا بشكل ملحوظ، وأتت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن في هذا الموعد وبهذا الشكل لتأكيد رسالة أمام العالم بأن قطر أقوى وأكبر وحليف نزيه وموثوق فيه ليس بالنسبة لواشنطن فقط، بل جميع القوى الدولية.
copy short url   نسخ
11/07/2019
509