+ A
A -
واشنطن - قنا- أفردت وسائل الإعلام والصحف الأميركية، مساحات من صفحاتها ونشراتها للحديث عن لقاء القمة الذي عقد بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، في البيت الأبيض، والذي أكد فيه الجانبان على عمق العلاقات الثنائية الوطيدة التي تجمع بين البلدين.
فمن جهتها، ركزت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أكثر الصحف الأميركية انتشارا، على تصريحات الرئيس ترامب التي قال فيها إن استضافة سمو الأمير المفدى «شرف عظيم»، ووصفه كذلك لسموه بأنه «قائد حقيقي يحظى باحترام كبير في جزء مهم من العالم».
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات ترامب حول العلاقات بين البلدين وخاصة الاقتصادية منها وبالأخص ما قاله الرئيس ترامب حول الاستثمارات التي تقوم بها دولة قطر في الولايات المتحدة، والتي تؤكد على مدى ثقة القيادة القطرية في الاقتصاد الأميركي.
وأشارت إلى أنه تحت أنظار كل من سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس الأميركي، وقعت الحكومة القطرية عقودا تجارية عديدة مع خمس من كبريات الشركات الأميركية، وهي «بوينغ» و«جنرال إلكتريك» و«رايثيون» و«جلف ستريم» و«شيفرون فيليبس».. مضيفة أن قطر تقوم أيضا بتعزيز قواتها البرية والجوية من خلال شراء العديد من المعدات العسكرية الأميركية، وهو ما يساهم في توطيد العلاقات العسكرية بين البلدين.
وأوضحت واشنطن بوست أن زيارة سمو الأمير المفدى إلى الولايات المتحدة تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، سواء من تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، أو استمرار الحصار من بعض دول الجوار ضد قطر، والذي بدأ عام 2017.
وأضافت أن استمرار الحصار الرباعي ضد قطر وضع الولايات المتحدة، التي ترتبط بعلاقات عسكرية ودبلوماسية وثيقة مع كل الدول المعنية في هذه الأزمة، في موقف صعب.
من جانبها، ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية أن الرئيس ترامب استقبل حضرة صاحب السمو بـ «ترحيب حار» في البيت الأبيض، في وقت يتواصل فيه «صدع مرير» بين دولة قطر وحلفاء آخرين للولايات المتحدة في منطقة الخليج، ووسط تصاعد التوترات أيضا بين الولايات المتحدة وإيران.
وأضافت «أسوشيتد برس» أن الرئيس ترامب أكد على الشراكة العسكرية المميزة التي تجمع بين قطر والولايات المتحدة، كما نوهت بالاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها قطر في الولايات المتحدة.
وركزت الوكالة على الصفقات التجارية التي وقعتها الحكومة القطرية مع عدة شركات أميركية، والتي قال عنها ترامب إنها تساهم في «خلق الكثير من الوظائف» في أميركا، وبالتالي تدر الكثير من الأرباح على الشركات الأميركية واقتصاد بلاده.. موضحة إن زيارة سمو الأمير للولايات المتحدة تأتي في وقت يتعين فيه على الرئيس ترامب اتخاذ قرارات حاسمة في الشرق الأوسط.
وأكدت «أسوشيتد برس» أن قطر نجحت في التغلب على آثار هذا الحصار وعملت جاهدة على فتح سبل أخرى لتعويض آثار هذا الحصار.. لافتة إلى أن قطر تتمتع باقتصاد قوي ومزدهر، كما أنها تعد واحدة من الدول الأعلى دخلا للفرد في العالم.
بدورها، استعرضت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية حفاوة الاستقبال التي حظي بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في واشنطن، وخاصة خلال مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف سمو الأمير المفدى في وزارة الخزانة الأميركية.
ونوهت الصحيفة بأن استقبال الرئيس ترامب لسمو الأمير، بحضور حوالي 40 من رجال الأعمال، في «الغرفة النقدية» بوزارة الخزانة الأميركية يدل على رغبته في العمل مع واحدة من أغنى الدول في العالم، وتوطيد العلاقات الأميركية مع دولة قطر.
وأضافت نيويورك تايمز أن الرئيس ترامب أشار إلى أن موقع المأدبة هو «تكريم مناسب للشراكة الاقتصادية والأمنية بين بلدينا».. لافتة إلى أن الرئيس ترامب أثنى بشدة على سمو الأمير، حيث وصفه بأنه «صديق»، وشدد على أنهما سيعملان معا من أجل القضاء على الإرهاب وتمويله.
كما نوهت الصحيفة بالصفقات التجارية التي وقعت بين الدوحة وواشنطن، ولفتت إلى أن الاستثمارات التي تقوم بها قطر «تحظى بتقدير كبير» في الولايات المتحدة.
وعلى صعيد متصل، استعرضت شبكة فوكس بيزنس الأميركية الصفقات التجارية التي شهد توقيعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة.
وذكرت الشبكة أن الرئيس ترامب عزز مكانته باعتباره «صانع صفقات بارز» حين كشف عن عقد الشراء القطري الجديد لطائرات بوينغ. مشيرة إلى أن هذه الصفقة تحديدا تفتح نافذة جديدة لشركة الطائرات الأميركية العملاقة.
إلى ذلك، تطرق موقع لوب لوج الأميركي إلى الاجتماع الذي عقد بين حضرة صاحب السمو وفخامة الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
وركز «كريستيان كوتس أولريتشسن» الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة رايس في ولاية تكساس الأميركية، في مقال له بموقع لوب لوج، على الأبعاد السياسية لزيارة سمو الأمير المفدى إلى الولايات المتحدة، وخاصة في هذا التوقيت الذي يشهد عدة صراعات في المنطقة ومناطق أخرى من العالم.
وقال أولريتشسن إن «فرصة إحراز تقدم سياسي في أفغانستان واحتمال الوساطة الدبلوماسية مع إيران قد توفر للرئيس ترامب نتائج ملموسة من زيارة سمو الأمير».. منوها بأن التطورات الأخيرة التي حدثت في أفغانستان، جنبا إلى جنب مع إيران، توضح الفرص التي يمكن استغلالها من الشراكة بين قطر والولايات المتحدة.
وأضاف أنه يمكن اغتنام زيارة سمو الأمير إلى الولايات المتحدة لتركيز الانتباه على العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تواصل دعم المصالح الأميركية في منطقة الخليج وعبر المنطقة الأوسع نطاقا.
ولفت إلى أن زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لها كذلك «بعد جيوسياسي حتمي»، إذ أنها تأتي عقب مرور أكثر من عامين على الحصار الذي فرضته أربع دول ضد قطر.. مشيرا إلى أن الرئيس ترامب وكذلك مسؤولين أميركيين آخرين لم يخفوا رغبتهم في إنهاء هذه القطيعة التي قوضت آفاق أي اتحاد في منطقة الخليج.
وأكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، في ختام مقاله بموقع لوب لوج الأميركي، أن زيارة سمو الأمير إلى واشنطن تأتي في وقت خلقت فيه محادثات السلام الأفغانية التي عقدت بالدوحة آمالا حقيقية وكبيرة في تحقيق انفراج في محاولات إنهاء واحدة من «الحروب الأبدية» التي ورثها ترامب حين تولى مهام منصبه في يناير 2017.
من ناحيتها، سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الضوء على إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والصفقات التجارية التي تم التوقيع عليها، مضيفة أن الرئيس الأميركي وصف سمو الأمير بأنه «رجل يحظى باحترام كبير وقائد حقيقي في جزء مهم للغاية في العالم».
واستعرضت الصحيفة الصفقات التجارية التي تم التوقيع عليها أثناء زيارة حضرة صاحب السمو للبيت الأبيض، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تمثل آخر منعطف في العلاقات الأميركية- القطرية التي شهدت تغييرات ملحوظة منذ قيام المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
وذكرت وول ستريت جورنال أن دولة قطر حافظت على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة بالرغم من الحصار... كما أشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون دولة قطر مهمة للغاية من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية، ولذلك لا يمكن عزلها.. مضيفة أن إدارة الرئيس ترامب عملت على إصلاح العلاقات بين حلفائها العرب، والتي تأثرت عقب الأزمة الخليجية، بينما قامت قطر بتعزيز نفسها عسكرياً ودعمت علاقاتها مع الولايات المتحدة.
كما أشادت الصحيفة بجهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر عندما استضافت مفاوضات السلام الأفغاني، والتي ضمت ممثلين من طالبان والولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، استعرضت وكالة بلومبيرغ الأميركية، الصفقات التجارية التي شهد توقيعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة، والتي شملت اتفاقيات لشراء طائرات وتطوير مجمع للبتروكيماويات.
كما أبرزت الوكالة أهم الصفقات التي وقعتها الحكومة القطرية، ومن بينها التزام وزارة الدفاع القطرية بشراء أنظمة NASAM من شركة ورايثيون وأنظمة باتريوت، بالإضافة إلى الاتفاقية بين شركة شيفرون فيليبس للكيماويات وشركة قطر للبترول لتطوير وبناء مجمع للبتروكيماويات في قطر. وشددت بلومبيرغ على رغبة قطر في تحسين العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، حيث نقلت تصريحات حضرة صاحب السمو الذي أكد على التزام دولة قطر بمضاعفة الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
وأشارت كذلك إلى تصريحات سابقة للسيد منصور إبراهيم آل محمود، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، الذي أعلن أن جهاز قطر للاستثمار يتطلع إلى زيادة استثماراته في الولايات المتحدة من حوالي 30 مليار دولار إلى 45 مليار دولار خلال العامين المقبلين.
وتحدثت وكالة بلومبيرغ عن التعاون العسكري بين دولة قطر والولايات المتحدة، مشيرة إلى إعلان الولايات المتحدة عن خطط لتوسيع وتجديد قاعدة العديد الجوية بالقرب من الدوحة، والتي تضم القيادة المركزية الأميركية وحوالي 10 آلاف جندي أميركي.
copy short url   نسخ
11/07/2019
1137