+ A
A -
مدريد- الوطن- زينب بومديان
قال دبلوماسيون إسبان إن العلاقات القطرية الأميركية بلغت آفاقاً غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الأميركية العربية وحتى على المستوى الدولي، خاصة بعد انطلاق الحوار الإستراتيجي بين البلدين في يناير 2018، وعقد دورته الثانية يناير الماضي، والتي أسفرت عن دعم التعاون بين البلدين في شتى المجالات خاصة «العسكرية والأمنية، ومجال مكافحة الإرهاب، والمجالات الاقتصادية والاستثمارية»، وهو ما يصب في مصلحة المنطقة والعالم، خاصة في ظل التوتر بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، منذ خفضت طهران التزاماتها بموجب اتفاق النووي متعدد الأطراف المبرم في 2015، والذي انسحبت منه واشنطن مايو 2018، حيث يرى المراقبون أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لواشنطن في هذا الوقت تحديداً إنما هي تداخل فعال لنزع فتيل الأزمة ووقف التصعيد المتهور في شتى أنحاء المنطقة، ووقف التهديد المتزايد للمصالح الدولية جراء هذه التوترات.
رؤية مستنيرة
وأكدت بينيلوب تورو، الدبلوماسية بوزارة الخارجية الإسبانية سابقاً، والقيادية في الحزب الإشتراكي الإسباني لـ«الوطن»، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لدول أوروبا ودول المنطقة في هذا الوقت المليء بالتوتر والتصعيد من جانب إيران وواشنطن ودول خليجية أيضاً، وهو ما يهدد المصالح الدولية وخاصة مجال الطاقة وتجارة النفط وتدفقاته إلى أوروبا، حيث يحمل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رؤية مستنيرة لحل الأزمة الكبرى بين إيران وواشنطن من جهة وأزمات المنطقة سواء في اليمن أو سوريا وكذلك الأزمة الفلسطينية، وكلها ملفات مهمة تمتلك الدوحة خطوط اتصال مع أطرافها وتحظى بثقتهم، كذلك العلاقات الأميركية القطرية بلغت مرتبة متميزة للغاية خاصة خلال العامين الماضيين، وبالتأكيد سوف تنال هذه الملفات الهامة مساحة كبيرة من جدول الزيارة التي يجريها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن حالياً، حيث سيتم تعميق الحوار مع مختلف التيارات والرموز البارزة في الإدارة الأميركية، إلى جانب بحث توسيع آفاق التعاون بين البلدين في إطار الرؤية القطرية لتوسيع قاعدة التعاون ومجالاته مع مختلف القوى الدولية.
وقال فيليب روسالس، مستشار وزير الخارجية الإسباني الأسبق، ان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، يحظى بشعبية كبيرة خارجياً وداخلياً، لا سيما بعد اندلاع أزمة حصار قطر منتصف عام 2017، حيث أعلن الزعيم القطري التحدي أمام الأمم المتحدة – بعد الحصار بشهرين تقريباً- والتف الشعب القطري حول زعيمه ونجحوا في تخطي هذا الحصار، ومضت قطر في خطوات سريعة وبعيدة جدا نحو توطيد تحالفاتها وعلاقاتها الخارجية، فتضاعفت الاتفاقيات القطرية الأميركية، والأوروبية، والإفريقية، والآسيوية، وأصبحت قطر حليفاً قوياً مهماً بالنسبة للجميع، لذلك فإن الزيارة الحالية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى واشنطن تعد حدثاً هاماً للقطريين وللأميركيين وللعديد من الدول في المنطقة، حيث تسعى قطر دائماً لحل النزاعات والأزمات في المنطقة وفي العالم، ولها أياد بيضاء في مجالات مكافحة الإرهاب وسبل تمويله حول العالم، وأيضا إغاثة واعانة المحتاجين، وبالتالي فإن الأزمة الإيرانية الأميركية بالتأكيد حاضرة في برنامج الزيارة، إلى جانب ملفات السلام والاستقرار في المنطقة، وهي الملفات الأهم على الساحة الدولية حالياً ويتابعها العالم بقلق شديد، ويأمل الكثيرون في تدخل قطري لدعم سُبل السلام في المنطقة.
copy short url   نسخ
11/07/2019
2039