+ A
A -
وصف البروفيسور أونوريه باتو، الباحث والخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد باريس للدراسات السياسية، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى واشنطن بزيارة تتويج الانتصار، وإثبات المكانة الحقيقية للدوحة إقليمياً ودولياً، مؤكداً أن الزيارة التي بدأها حضرة صاحب السمو يوم الإثنين بزيارة مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، ووزارة الخزانة، ثم زيارة البيت الأبيض، الثلاثاء، ولقاء رموز حزبيين وسياسيين، حملت معاني ودلالات غاية في الأهمية في هذا الوقت تحديداً، حيث تستمر أزمة حصار قطر منذ الخامس من يونيو 2017، وتعنت دول الخليج وخاصة السعودية ضد الشعب القطري ومنعهم من حقوقهم الدينية، وأيضاً التوتر الإيراني الأميركي في ظل تدهور العلاقات «السعودية الإماراتية» مع واشنطن ومع طهران بالتأكيد، وبالتالي انسداد قنوات الحوار والتواصل بين الأطراف باستثناء قطر التي تملك وحدها قنوات الاتصال مع جميع الأطراف وتحظى بالثقة والاحترام من الجميع، وهي المعطيات التي تجعل من الدوحة اللاعب الأهم على الساحة الإقليمية والدولية حالياً، ومن ثم يفسر ذلك الحفاوة الكبيرة التي تم استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بها، خلال زيارته الحالية إلى واشنطن.
علاقات متميزة
وأضاف بانو، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أن العلاقات القطرية الأميركية متميزة للغاية منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنها خلال العامين الماضيين شهدت نقلة كبيرة وتطوراً غير مسبوق، وأصبحت قطر الحليف والصديق الأهم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وتعد قاعدة «العديد الجوية» أهم القواعد العسكرية الأميركية خارج أراضيها، بل أهم القواعد العسكرية في العالم من حيث التطور والخدمات والمرافق، وهناك عشرات الاتفاقيات المتبادلة بين البلدين زادت من قوة العلاقات بين البلدين على كافة المستويات والأصعدة، وهذه المميزات لا تتوفر لدى دولة عربية أخرى خاصة بالنسبة لدول الحصار التي فقدت مكانتها الدولية وتقوقعت على نفسها بسبب المغامرات غير المحسوبة التي هددت المنطقة ومازالت تهدد الاستقرار والسلام في العالم، ولهذا تحديداً سعت واشنطن خلال العامين الماضيين لتعزيز العلاقات مع قطر، وتكررت زيارات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، وتزايدت زيارات المسؤولين الأميركيين إلى الدوحة، ودعم الحوار الاستراتيجي بنسختيه «2018- 2019» جهود دعم العلاقات، ما جعل الدوحة الدولة الأقوى والأهم في المنطقة، ليس بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية فقط، بل لمختلف القوى الدولية أيضاً، ولاحظنا خلال زيارات حضرة صاحب السمو إلى أوروبا والصين وماليزيا واليابان ودول شرق وغرب إفريقيا وأميركا اللاتينية مدى الحفاوة والحرص من جانب زعماء هذه الدول على دعم العلاقات وتوطيد أواصر التعاون، وهو ما يعكس رسالة واضحة للعالم بأن قطر دولة تحظى بمكانة متميزة في المجتمع الدولي.
علاقات الثقة والاحترام
وأكد أونوريه باتو، أن قطر لعبت دوراً مهماً منذ بداية التصعيد بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران في إبريل الماضي، وساهمت بشكل كبير في عدم اندلاع المواجهة العسكرية حتى الآن، بما تمتلكه من علاقات متميزة قائمة على الثقة والاحترام سواء مع إيران أو تركيا أو روسيا، وهي أطراف فاعلة في الأحداث التي تمر بها المنطقة، كذلك العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة الأميركية التي تستضيف قطر قاعدتها الجوية الأهم في المنطقة، وبالتالي فإن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن ومبنى وزارة الدفاع «البنتاغون» لها دلالات مهمة، وبالتأكيد حل الأزمة بين طهران وواشنطن هي أهم القضايا التي تمت مناقشتها وهي قضية تقلق أوروبا والمنطقة العربية ويسعى المجتمع الدولي بحرص لحلها، ومن الجيد أن تكون قطر طرفاً مهماً في معادلة الحل.باريس- الوطن- خديجة بركاس
copy short url   نسخ
11/07/2019
475