+ A
A -
نور أبو شادي
ثمة كذبة تعمل عمل الفيروس بداخل عقل الإنسانية، وتلك الكذبه هي: ليس هناك ما يكفي من الخير للجميع، وهناك حدود وقيود ولا يوجد ما يكفي للجميع، لذلك تسيطر على بعض الناس أفكار سلبية مثل: لكي أعيش علي أن أسرق الآخرين، أو أنصب أو أنهب أموال الآخرين، وأتمني ما عند الغير من النعم.....وغيرها من أمراض العقل التي ابتلي بها الناس ظنا منهم أنها الخلاص لهم مما يعانون منه من ضيق العيش، وقلة ذات اليد.
وفي الحقيقة أن هذه الأفكار ما أحدثت تقدما في حياة أصحابها، فهي سبيلهم إلى المشكلات دائما وهذا نراه في واقعنا كل يوم.
وتلك الأفكار التي يعيشونها من الندرة، وأنه ليس هناك ما يكفي، والحقد، والحسد، والجشع، والنقص، تصير هي الواقع الذي يعيشونه، وابتعدوا عن نعم الله تعالى التي تملأ الكون شرقا «وغربا».
قصة حدثت بالفعل، ذهب رجل ليشتري حديدا «في وقت كان هناك أزمة في شراء الحديد، وكان يتطلب منه أن يذهب إلى مقر الشركة ويدفع المبلغ ويأخذ وصلا، وبالفعل ذهب إلى الشركة، ووجد التجار واقفين في طابور طويل، فوقف معهم، فجاء إليه رجل وسأله: ماذا تريد ؟ فقال له: حديد بمبلغ ثلاثين ألف دولار، فقال له أعطني الفلوس وبطاقتك، وأنا أحضر إليك الوصل، وأوفر عليك الوقت، فأعطاه الرجل المبلغ والبطاقة الشخصية، وظل منتظرا» الوصل، ولم يحضر أحد إليه بالوصل، حتى انتهى الجميع من أخذ وصلاته، فذهب للشباك طالبا وصله، وإذا به يفاجأ أنه ثم النصب عليه من أحد النصابين الذي أوهمه أنه يعمل بالشركة.
فقد الرجل أمواله وبطاقته، ومكث خمسة أيام يبحث عن هذا الشخص، ولم يجده، فذهب إلى بلدته، وعندما طرق على الباب، كانت المفاجأة عندما فتح الباب ورآه من في البيت، لقد صعقوا من هول الصدمة، وأغمي على زوجته، قائلين له: هل أنت على قيد الحياة ؟! قال: نعم، قالوا له: لقد تم دفنك، وهذا هو اليوم الثاني للعزاء لك، فماذا حدث ؟
الرجل الذي نصب عليه، وأخذ أمواله وبطاقته الشخصية، خرج من الباب الخلفي للشركة، فصدمته سيارة فتشوه وجهه، وتم نقله للمستشفى، فتم أخذ البطاقة والأموال التي معه وتحفظوا عليها، وأعطوها لأسرته.
السؤال ما الذي فعله هذا الشخص حتى ترجع له أمواله ؟ يجيبنا صاحب القصة بقوله: لقد قلت عندما علمت أنني سرقت: فوضت أمري إلى الله، فتكفل الله بأمري، وأعاد لي أموالي.
خبير تنمية بشرية
[email protected]
copy short url   نسخ
06/07/2019
1010