+ A
A -
الرباط- الوطن- عماد فواز
لوحة مبهجة تعلن عن حلول فصل الربيع، حيث تكتسي جبال الأطلس المتوسط الشاهقة بالبساط الأخصر، المزركش بالأزهار بمختلف أنواعها وروائحها، يتخلل هذا البساط الطبيعي شلالات وعيون متفجرة وأنهار تجعل المشهد أكثر روعة، وتضيف لخلفية المشهد موسيقى خرير المياه وأصوات الطيور الفرحة بحلول الربيع، الذي يحرص الكثير من المغاربة والسياح الأجانب على التوافد حول «شلال أم الربيع» الذي يتوسط جبال الأطلس المتوسط في إقليم خنيفرة، - وسط المغرب-، للاستمتاع بدخول فصل الربيع، حيث تتدفق عشرات العيون الطبيعية العذبة، وسط جبال الأطلس المتوسط، وتنساب الشلالات بين الصخور لتجتمع المياه بعد رحلة طويلة من قمة جبال الأطلس في قاع وادي أم الربيع، لتقطع طريقها طوال أكثر من 150 كلم بين الجبال حتى المصب في المحيط الأطلسي.
شلالات وعيون
وقال يونس العياطي، مدير مكتب الاتصال بديوان إقليم الخنيفرة لـ«الوطن»، إن منطقة جبال الأطلس المتوسط تتدفق فيها 47 عينا بالمياه، منها 40 عينا عذبة و7 مالحة، تجتمع مياه هذه العيون لتصب في 7 شلالات منها ثلاثة كبيرة تسقط من ارتفاع حوالي 1500 متر فوق سطح الأرض، لتكون في أسفل الوادي بحيرة أم الربيع العذبة، ويزداد منسوب عيون المياه والبحيرة خلال فصلي الشتاء والربيع، لكنها في الربيع تكون أهدأ واكثر جمالا لا سيما مع تزايد الخضرة والأزهار حولها، حيث تكتسي الجبال باللون الأخضر، وتثمر أشجار الفاكهة الطبيعية في كل مكان.
عادات وتقاليد
وأضاف: تنشط السياحة في موسم الربيع، ولذلك سمي الوادي والنهر بأم الربيع، ويتكسب سكان القرى الواقعة حول الوادي والنهر على امتداد 150 كلم من السياحة إلى جانب الزراعة والرعي، حيث تتميز المنطقة بتوفير بيئة ريفية متميزة تعكس عادات وتقاليد سكان المنطقة «الامازيغ» منذ آلاف السنين، وهي مازالت كما هي لم تتغير، نفس الطقوس والعادات والتقاليد والحرف التقليدية التي يقبل السياح على شراء منتوجاتها، مثل الزرابي «السجاجيد» والعقود والحلي «الفضي والحجر والعظام» والمنسوجات الصوفية.
قطعة من الجنة
وحول وادي أم الربيع تكثر المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات التقليدية مثل الكسكس المغربي الأمازيغي الشهير، واللحم بالبرقوق، والبسطيلة وهي فطيرة باللحم أو السمك، والحريرة «وهي حساء مغربي أصيل»، وطواجن الخضر بلحم الماعز، كما توجد بالمنطقة ثلاثة فنادق جيدة وأسعارها مناسبة دائما ما تكون كاملة العدد خلال فصل الربيع، وأقل قليلا في فصل الشتاء والصيف، حيث يستمتع الكبار بمشهد الطبيعة الساحرة، ويستمتع الصغار بالاستحمام واللعب في مياه بحيرة أم الربيع، بحيرة الخير والجمال وجنة الله في قلب جبال المتوسط.
copy short url   نسخ
06/07/2019
5791