+ A
A -
الدوحة - الوطن
احتفى الملتقى القطري للمؤلفين بتدشين كتاب «حصار قطر.. الجذور والسياقات واستراتيجيات المواجهة» للكاتب والاعلامي فالح حسين الهاجري، الصادر حديثا بقاعة بيت الحكمة بمقر وزارة الثقافة والرياضة، في مستهل الموسم الجديد لبرنامجه «كاتب وكتاب».
ويشير الكاتب فالح حسين الهاجري في مقدمته لكتابه، الذي يشتمل على 255 صفحة، إلى انه يهدف الى توثيق الأزمة الخليجية الاخيرة -يونيو 2017 في النواحي السياسية والاجتماعية والجيوسياسية والاقتصادية والثقافية لمنطقة الخليج العربي، وتقديم رؤية متكاملة لمحطات الأزمة وكيف أدارتها قطر داخليا واقليميا ودوليا، وتقديم مساهمة معرفية لفهم جذور الأزمة، ومحاولة معالجة أسبابها من الجذور، وبناء على ذلك تقديم وجهة نظر معرفية لصانع القرار. يناقش الكتاب أهدافه وفرضياته من خلال خمسة فصول، في الفصل الأول الجغرافيا السياسية لمنطقة الخليج بشكل عام، والجغرافيا السياسية لقطر بشكل خاص، مشيرا إلى ملاحظته أن دولة قطر تقع بين فكي كماشة، بين قوتين كبيرتين هما السعودية وايران. ليناقش كيف لدولة قطر أن تحفظ سيادتها على قرارها ومواردها بعيدا عن القوتين الاقليميتين؟ مؤكدا، سياسة قطر القائمة منذ أمد بعيد على سياسة اثبات الذات رغم التحديا ت التي تواجه مسعاها.
ويعاج الكاتب في هذا الفصل موضوعات: السعودية العملاق المفتقد إلى الرؤية السياسية الاستراتيجية، وايران عملاق منهك بالعقوبات، ومسألة التشيع والتمدد الديني لايران الشيعية، وثوابت السياسة القطرية واستراتيجيات الدفاع والوساطة والاصطفاف، وملفات قناة الجزيرة والاسلام السياسي.
في الفصل الثاني يبحث الكاتب الخلفيات التاريخية للأزمة الخليجية، منذ عهد الوصاية البريطانية حتى تاريخ اعلان استقلال دولة قطر، وما تلا الاستقلال من أزمات، تارة على ترسيم الحدود، وتارة بالتدخلات في الشؤون الداخلية، على منوال المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 1996. ويتضمن هذا الفصل عناوين: الخلفيات التاريخية البعيدة، والصراعات الخليجية في ظل الحكومة البريطانية، والصراع على الطاقة، وأزمات انقلاب 1996 وقناة الجزيرة وسحب السفراء، والوساطة الكويتية، وسياسة قطر الخارجية في عهد الأمير الشاب.
وفي الفصل الثالث يتعمق المؤلف في بدايات حصار قطر وخلفياته المباشرة والاستراتيجيات المعتمدة من طرف دول الحصار لزعرعة وتقويض السيادة القطرية.من خلال موضوعات: الدوافع المباشرة للحصار والاستراتيجيات المعتمدة، واتفاقية الرياض، واختراق وكالة الأنباء القطرية، وعودة المحاور، وحرب اليمن، والصراع على المواني.
وفي الفصل الرابع يدرس المؤلف استراتيجيات قطر في التعامل مع الحصار،وصولا إلى ابطال مفعوله وتحويله إلى ورقة قوة اضافية للسيادة القطرية، من خلال عناوين: الصمود واستراتيجيات المواجهة، والنخبة تصنع الفارق، والمواجهة الاقتصادية للحصار، والشراكات مع تركيا وايران.
وفي الفصل الخامس والأخير، يتناول انعكاسات الأزمة الخليجية اقليميا وعربيا ودوليا،على مستوى علاقات قطر والمعادلات السياسية المتحكمة في الإقليم ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستشراف مستقبل الأزمة وامكانيات حلها. ومن الخلاصات التي توصل اليها المؤلف في كتابه: ان الهوية الوطنية القطرية استطاعت أن تذوب الفروقات الاثنية والاجتماعية وصهرها في بوتقة الهوية الوطنية الجامعة، ولعل هذا أهم مكسب حققته قطر في العقدين الماضيين، إلى جانب انجازاتها التنموية الكبيرة، ولم يكن ذلك الإنجاز ليتحقق دون مجموعة من الشروط أهمها العدالة الاجتماعية وحكم القانون والحكم السياسي الرشيد والتوزيع العادل للثروات.
copy short url   نسخ
27/06/2019
2964