+ A
A -
كتب- محمد الأندلسي
أشادت فعاليات اقتصادية بتوجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بضخ استثمارات جديدة على شكل ودائع واستثمارات مباشرة في جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة تبلغ 3 مليارات دولار، لتصل التوقعات بارتفاع حجم الشراكة الاقتصادية القطرية- الباكستانية إلى 9 مليارات دولار، بعد الإعلان عن حزمة الاستثمارات الجديدة، أمس، مؤكدين أن هذا الدعم القطري يأتي بعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى باكستان والتي تؤكد العلاقات المتينة والمترسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية وغيرها.
وقالوا في حديثهم لـ الوطن إن السوق الباكستاني يعد من أضخم الأسواق الاستهلاكية في المنطقة، ويوفر الكثير من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات وقنوات الاستثمار مثل البنية التحتية والطاقة والسياحة والبتروكيماويات والزراعة والصناعة والتكنولوجيا، مشيرين إلى أن زيارة صاحب السمو وتوجيه بضخ هذه المليارات من الدولارات ستعزز بشكل واضح من حجم التبادل التجاري بين الدولتين الذي ارتفع في العام الماضي بنسبة 233 % ليصل إلى مستوى 2.6 مليار دولار.
وفي التفاصيل يقول سعادة محمد بن طوار الكواري، النائب الأول لرئيس غرفة قطر، إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى دولة باكستان الشقيقة، تصب في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، كما ظهرت في الكشف عن توجيه صاحب السمو بضخ استثمارات مباشرة وعلى هيئة ودائع في السوق الباكستاني، مما يؤكد الحرص على توطيد أواصر التعاون في كافة المجالات، ولاسيما على الصعيد التجاري والاستثماري.
وأشار بن طوار إلى تعدد اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال من الطرفين، والتي تقوم غرفة قطر باستضافتها والعمل على البحث بشكل دقيق لطرح الفرص الاستثمارية في البلدين، علاوةً على توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، التي تدعم التبادل التجاري بين الدولتين، كما تمد دولة قطر دولة باكستان بالغاز الطبيعي المسال ضمن إطار اتفاقية تصل قيمتها مليارات الدولارات وذلك حتى عام 2030، وهذا دليل قوي على مدى زخم العلاقات بين الدولتين.
وأكد بن طوار أن الإعلان عن الدعم والاستثمار المباشر سيكون له مردود اقتصادي كبير على الطرفين القطري والباكستاني، كما سيعزز العلاقات التجارية ورفع حجم التبادل التجاري، الذي يشهد ارتفاعاً مطرداً خلال الأعوام القليلة الماضية، لافتاً إلى أن القطاع الخاص القطري، يبحث بشكل مكثف عن فرص الاستثمار الجيدة التي توجد بالسوق الباكستاني، في مختلف قنوات الاستثمار، فضلاً عن وجود استثمارات قطرية متنوعة في باكستان في مختلف القطاعات، خاصة أن باكستان تمثل سوقاً استهلاكياً كبيراً.
وأوضح بن طوار أن هناك العديد من القطاعات المتنوعة التي يمكن للمستثمر القطري أن يضخ استثماراته بها، سواء كانت في قطاع الطاقة أوالبنية التحتية أوالسياحة أوالزراعة أو غيرها من القطاعات المختلفة التي يتمتع بها السوق الباكستاني.. مضيفاً:«تسعى دولة قطر إلى الاستثمار في ميناء جوادر في باكستان والمنطقة الاقتصادية، خاصة أن هذا الميناء يتمتع بموقع إستراتيجي على شواطئ بحر العرب في مدينة جوادر، التي تقع في مقاطعة بالوشيستان الباكستانية، ويعد أحد أهم قنوات الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ويعتبر حلقة وصل مهمة في هذا المشروع ومشروع طريق الحرير».
وتابع بن طوار قائلاً:«هناك دعوات تلقاها القطاع الخاص القطري من ميناء جوادر في باكستان، لبحث أوجه الاستثمارات المختلفة في ميناء جوادر والمنطقة الاقتصادية، ونرحب بهذه الدعوات، لاسيما أن هناك إمكانية واستعداد للقطاع الخاص القطري في الاستثمار بميناء جوادر الباكستاني، خاصة أنه به استثمارات مختلفة وضخمة مثل البنية التحتية والمرافق المتنوعة ومشاريع الطاقة».
وختم بن طوار حديثة، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين قطر وباكستان على جميع الأصعدة والمستويات، مؤكداً أن زيارة صاحب السمو دائماً ما تعزز من مستويات العلاقات في كافة المجالات والعمل على الارتقاء بها إلى مستويات مميزة وطموحة.
فرص استثمارية
من جهته أشاد رجل الأعمال، ورئيس مجلس إدارة مجموعة مصانع الاختيار الألماني، سعد آل تواه الهاجري، بتوجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بضخ 3 مليارات دولار ودائع واستثمارات مباشرة في الاقتصاد الباكستاني، في ختام زيارة سموه لدولة باكستان الشقيقة، والتي تعتبر من أبرز الدول التي ارتفع خلالها حجم التجارة البينية خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث ارتفع مستوى التبادل التجاري بين قطر وباكستان بنسبة 233 % خلال العام 2018 ليصل إلى 2.6 مليار دولار، كما ارتفع في العام 2017 بنسبة «104 %» ليبلغ حوالي «1.6» مليار دولار خلال العام 2017 مقارنة بـ«782» مليون دولار خلال العام 2016، وهذا النمو المطرد يوثق مدى عمق العلاقات بين الدولتين ومساهمة الاتفاقيات القطرية الباكستانية التي تم وضعها لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين.
وقال الهاجري إن ضخ 3 مليارات ريال كودائع واستثمارات مباشرة في السوق الباكستاني سيساهم بشكل كبير في زيادة معدلات التبادل التجاري، ويرفد الاقتصاد الباكستاني بحزمة متنوعة من الاستثمارات المباشرة الجديدة المتوقع أن يتم ضخها خلال الفترة المقبلة، مما يوفر فرصة كبيرة لإمكانية تطور العلاقات التجارية بين البلدين وتعزيزها بشكل أكبر.
ونوّه الهاجري إلى وجود الكثير من القطاعات المتنوعة التي يمكن لرجل الأعمال القطري أن يقوم بالاستثمار بحسب تخصصه، في السوق الباكستاني الذي يتمتع بكونه سوقاً استهلاكياً كبيراً، كما تتنوع القنوات الاستثمارية التي يوفرها السوق الباكستاني للاستثمار مثل البنية التحتية وقطاع الأغذية ومنتجات الألبان، وقطاع مواد البناء والزراعة والصناعة، غيرها من القطاعات المختلفة.
وأشار إلى أن دولة باكستان تعمل على توفير العديد من التسهيلات والحوافز الاستثمارية أمام القطريين، للاستثمار في قنوات الاستثمار لديها، خاصة في قطاع السياحة والضيافة والبتروكيماويات بالإضافة إلى الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة.
قطاعات متنوعة
بدوره قال المستثمر، راشد السعيدي، لقد قمت بالعديد من الزيارات إلى دولة باكستان الشقيقة، والتي تمتلك فرصاً استثمارية مغرية للاستثمار، حيث يشكل السوق الباكستاني رقماً مهماً للمستثمر القطري، خاصة بعد زيارة صاحب السمو إلى باكستان، وتوجيه سموه بدعم الاقتصاد الباكستاني بـ«3» مليارات دولار على هيئة ودائع واستثمارات مباشرة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الباكستاني، وعلى رفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين.
وأشار السعيدي إلى أن من أبرز القطاعات التي يمكن للمستثمر القطري الاستثمار بها تتمثل في قطاع الصناعة والزراعة والسياحة والطاقة والبنية التحتية، والتي توفر بها الدولة محفزات للاستثمار وإمكانات استثمارية ضخمة، مما يشكل فرصة مميزة للمستثمر القطري للاستفادة من كل هذه المحفزات والفرص الاستثمارية وإطلاق المزيد من المشاريع الجديدة بالسوق الباكستاني، خاصة أنها أصبحت دولة منفتحة وتشجع الاستثمارات في غالبية القطاعات مثل قطاع السياحة، الذي يعد من القطاعات الواعدة والذي يشهد نمواً مميزاً.
وأكد السعيدي أنه بعد قرار صاحب السمو بضخ هذه المليارات من الدولارات سترتفع الشراكة الفعالة مع دولة باكستان الشقيقة، كما سيكون للقطاع الخاص القطري دور بارز في توجيه استثمارات مباشرة إلى السوق الباكستاني تعود بالفائدة على كلا البلدين وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين الشعبين القطري والباكستاني بصورة أكبر في المستقبل القريب.
جدير بالذكر أنه تم انعقاد مؤتمر قطر- باكستان للاستثمار، بالدوحة في شهر مارس الماضي، وقد ساهم في تسليط الضوء على الفرص الاستثنائية، حيث تعتبر باكستان الشريك التجاري الثالث عشر لجهة الحجم بالنسبة لقطر، تُعتبر الجالية الباكستانية فاعلة وناشطة في مجال الأعمال بدولة قطر.
وكانت وسائل إعلام قد كشفت مؤخراً عن محادثات مع جهاز قطر للاستثمار، وتم تحديد عدد من القطاعات التي يمكن لجهاز الاستثمار الدخول فيها، وأبدى جهاز الاستثمار رغبته للاستثمار في 3 قطاعات في باكستان من بينها قطاع الضيافة والسياحة وقطاع الطيران والموانئ إلى جانب قطاع العقارات.. كما أن هناك تعاوناً قائماً في مجال الطيران والجانب الباكستاني يرغب أن يكون مطار حمد منفذاً لتجارة الترانزيت ليكون معبراً للبضائع الباكستانية لأوروبا.
copy short url   نسخ
25/06/2019
1758