+ A
A -
رسالة البرازيل محمد الجزار تصوير- حسين سيد موفدا لجنة الإعلام الرياضي
خسر منتخبنا الوطني أمام منتخب كولومبيا بهدف أحرزه بانجيرو زاباتا في الدقيقة 85 من زمن المباراة الثانية بدور المجموعات ببطولة كوبا أميركا التي أقيمت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس على ملعب استاد مورومبي بمدينة ساو باولو البرازيلية، وحقق منتخب كولومبيا تفوقا ميدانيا وهجوميا في الشوط الأول دون القدرة على الوصول لمرمى سعد الشيب، وفي الشوط الثاني تحسن أداء منتخبنا من الناحية الهجومية خاصة الا أن منتخب كولومبيا حافظ على تفوقه، وجسده بهدف حاسم أحرزه ثاني هدافي الدورى الإيطالي زاباتا. وعلى الرغم من الخسارة فإنه يمكن القول بكل أمانة إن منتخبنا قدم أداء بطوليا أمام واحد من أفضل المنتخبات العالمية والمصنف 12 عالميا أمد به التألق الذي أظهره في مباراته السابقة أمام منتخب باراجواي.
هدف ملغي لمنتخب كولومبيا
تقدم منتخبنا الوطني للهجوم منذ اللحظة الأولى التي تلت صافرة البداية وكان أول من بادر بالهجوم وكان حارس المرمى اوسبينا الشهير أول من تعامل مع الكرة ولكن دون أن يتعرض لتهديد يذكر، وواصل بعد ذلك منتخبنا المسك بزمام الأمور من خلال الاستحواذ على الكرة مستفيدا في ذلك من تراجع منتخب كولومبيا إلى منتصف ملعبه لاستخلاص الكرة في مساحات صغيرة بسهولة أكبر قبل أن يتقدم بدوره للهجوم ليحرز هدفا ابيض من ضربة ركنية انتهت بضربة رأسية ألغاه حكم المباراة الفنزويلي بسبب تسلل واضح ومفضوح في الدقيقة الخامسة.
مباراة تكتيكية مقفلة
كشفت بداية المباراة مدى صعوبة المواجهة للفريقين وذلك في ضوء التقارب الكبير في مستوى الأداء وأيضا في مستوى الصراع التكتيكي الذي طفا على سطح العروض المقدمة من الفريقين. فقد شاهدنا الجانبين يتبادلان التفوق في الاستحواذ على الكرة ويتبادلان المحاولات الهجومية، كما لجأ كل منهما إلى تأمين الخطوط الدفاعية بمجرد خسارته لحوزة الكرة وذلك بالتراجع لمنطقة الدفاع لتغطية المساحات وغلق الممرات وفرض الرقابة على أبرز مفاتيح اللعب هنا وهناك.
وفي ضوء ما سبق فقد كان من الطبيعي الا نشاهد فرصا هجومية خطيرة وعديدة، لأن الطرق المؤدية للمرمى كانت مقفلة مما يدفعنا للقول بأن المباراة كانت تكتيكية مقفلة في نسخة شوطها الأول أو على الأقل في بدايتها.
سيطرة كولومبية
رفع منتخب كولومبيا من إيقاع اللعب ونجح في الانفراد بالسيطرة الميدانية المتمثلة في الاستحواذ على الكرة، ونتيجة لذلك بدأ يرفع من خطورة أدائه الهجومية وفي الدقيقة 18 تابعنا أول فرصة خطيرة في المباراة عندما تصدى حارس المرمى سعد الشيب لتسديدة قوية من خارج المنطقة ومنع الكرة من دخول الشباك على الرغم من انه خطفها من الزاوية، ومع حلول الدقيقة 20 كانت نسبة الاستحواذ على الكرة قد بلغت 64 بالمائة لصالح منتخب كولومبيا قبل أن ترتفع إلى 68 بالمائة في نهاية الشوط الأول، مع فرصة ثمينة واحدة دون أي فرصة لمنتخبنا الوطني الذي تراجع لمنتصف ملعبه.
منتخبنا تحت الضغط الهجومي
لعب منتخبنا الوطني في الشوط الأول بطريقة 4-4-1-1 مكتفيا بمهاجم واحد هو المعز على وخلفه اكرم عفيف الذي قام بالربط بين المعز في خط الهجوم وبقية اللاعبين في خطي الدفاع والوسط اللذين تكون كل منهما من 4 لاعبين، وهذا يعني أن منتخبنا لعب بثمانية لاعبين في خطي الدفاع والوسط واضطر لاستخدامهم كلهم في اللعب الدفاعي عندما تحولت سيطرة المنتخب الكولومبي إلى ضغط هجومي مع نهاية النصف ساعة الأولى من زمن اللقاء.
ولا بأس في ذلك كله عندما نعلم أن منتخبنا كان يواجه منتخبا قادما من كأس العالم الأخيرة ومصنفا في المركز 12 عالميا ويضم في صفوفه لاعبين يلعبون في كثير من الدوريات القوية، ويعتبر مرشحا للفوز بلقب هذه البطولة وهو قادم ايضا من فوز صريح على ميسي بهدفين دون رد، وبالتالي نتفهم في ضوء ما سبق أن منتخبنا لعب بمبدأ الحذر في الشوط الأول في ظل احترامه الواضح لمنافسه الكولومبي لإنهائه بالتعادل السلبي وهو ما حدث بالفعل.
تفوق طبيعي للمنتخب الكولومبي
لم يجد المنتخب الكولومبي الحلول التكتيكية المناسبة التي تمكنه من اختراق الحصون الدفاعية التي شيدها منتخبنا في مناطقه على الرغم من استخدامه للزيادة العددية في اللعب الهجومي، وكان يهاجم بما لا يقل عن 8 لاعبين مركزا عملياته الهجومية على الأطراف بمحاولات توغل جانبية كخيار هجومي تكتيكي رئيسي مع استخدام الاختراق من المحور باستخدام الكرات البينية التي كان معظمها ينطلق من أقدام صانع الألعاب العالمي الشهير خامس رودريجيز، وعلى الرغم من ذلك كله اظهر منتخبنا الوطني أداء دفاعيا متميزا عكسه التنظيم المحكم في منتصف ملعبه عندما يلعب في الدفاع.
مشكلات تحتاج للمعالجة
من السلبيات التي تراءت لنا في أداء منتخبنا تعامله مع الكرات العالية التي كان معظمها في متناول مهاجمي منتخب كولومبيا وأيضا في مبالغة خط الدفاع في التراجع والاقتراب من مرمى سعد الشيب بتبني أسلوب الدفاع المتأخر، وهو ما كان ينطوى على خطورة ظهرت على سبيل المثال في الدقيقة 40 عندما مرت تسديدة كولومبية بجانب مرمى سعد الشيب بقليل. إلى جانب ذلك لم يتمكن منتخبنا من القيام بربط اللعب الدفاعي باللعب الهجومي ولو بالهجمات المرتدة التي كانت قليلة جدا، وربما مبرر ذلك بالتوجه الذي تبناه المدرب سانشيز بتوخي الحذر والحيطة في الشوط الأول وعدم المجازفة بترك مساحات خالية في وسط اللعب أمام منتخب مصنف بالمركز 12 عالميا.
بداية صعبة في الشوط الثاني
مر منتخبنا الوطني بفترة صعبة جدا في بداية الشوط الثاني عندما أعلن الحكم عن ضربة ركنية لصالح منتخب كولومبيا قبل أن يتراجع عن قراره ويعلن عن ضربة جزاء بدلا من الضربة الركنية لصالح المنتخب الكولومبي مع توجيه إنذار للاعب عبد العزيز حاتم بعد مفاوضات مع حكام الفار وبعد أخذ ورد وبعد رجوعه إلى فيديو الفار قرر الحكم إلغاء ضربة الجزاء والإنذار والعودة للقرار الذي اتخذه في البداية وهو الضربة الركنية التي لم تأت بالجديد.
ارتفاع مستوى اللعب وهدف للكولومبيين
أدرك مدرب المنتخب الكولومبي مدى صعوبة الموقف وضم نجم الفريق العالمي وقائده ردوميل فالكاو في الدقيقة 63 لقيادة خط الهجوم ومع تقدم زمن اللعب حصل الفريق على فرص ثمينة تصدى لها حارس المرمى سعد الشيب ورد عليها منتخبنا ببعض المحاولات التي تمحورت بشكل متواصل حول قدرات المعز علي وأكرم عفيف، وفي الدقيقة 66 انضم لتشكيلة منتخبنا لاعب الوسط الهجومي كريم بوضياف بدلا من عبد العزيز حاتم الذي تراجع مستوى ادائه، وفي الدقيقة 83 انضم لخط الوسط أحمد معين بدلا من حسن الهيدوس وتحسن أداء الأدعم في ظل التبديلات الا أن خطورة منتخب كولومبيا بقيت قائمة إلى أن احرز زاباتا هدفا للكولومبيين من ضربة رأسية كانت كافية لإحداث الفارق في الدقيقة 85.
copy short url   نسخ
20/06/2019
1513