+ A
A -
عواصم- وكالات- نظمت في عدد من أحياء العاصمة السودانية، الخرطوم، مظاهرات ليلية، احتجاجا على فض الاعتصام بالقوة الجبرية، ورفض المجلس العسكري، تسليم السلطة إلى المدنيين. وأفاد شهود عيان للأناضول، خروج المئات في حي الصحافة غرب الخرطوم، وحي ود نوباوي بأم درمان.
وأوضحوا أن المتظاهرين رددوا شعارات، «لن نتراجع.. نقاوم لا نساوم». وتشترط قوى التغيير للعودة إلى المفاوضات مع المجلس العسكري بشأن المرحلة الانتقالية أن يعترف بارتكابه جريمة فض الاعتصام، وتشكيل «لجنة تحقيق دولية» لبحث ملابساتها. وتتصاعد مخاوف في السودان، على لسان قوى التغيير، من احتمال تكرار ما حدث في دول عربية أخرى، من حيث التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي وعدم تسليم الحكم إلى سلطة مدنية.
وفي لندن ردد مئات المتظاهرين هتاف «يا سعودية ويا إمارات.. ثورتنا ثورة عصية ثورة أبية» وذلك أمام سفارات السعودية والإمارات ومصر، للتنديد بتدخلها في بلادهم، ووصف المتظاهرون الدول الثلاث بأنها «محور تخريبي سام» يسعى لإجهاض الثورة السودانية.
ونظم المظاهرات -التي خرجت مساء أمس الأول- اتحاد الجاليات السودانية في بريطانيا، وشارك فيها ممثلون عن جمعيات حقوق إنسان وهيئات أهلية وشعبية بريطانية طالبوا حكومتهم بالتدخل مع شركائها الدوليين لإنجاز التحول الديمقراطي السلمي المنشود في السودان.
وطالب المشاركون بوقف التدخلات الخارجية الداعمة لسياسات المجلس العسكري الانتقالي وقوات الدعم السريع، وتوصف السعودية والإمارات ومصر بأنها من أشد الداعمين للمجلس العسكري الانتقالي السوداني.
كما أكد المتظاهرون على ضرورة احترام مطالب الشعب السوداني بالانتقال الديمقراطي السلمي إلى حكومة مدنية.
بدوره انتقد قيادي في قوى الحرية والتغيير بالسودان تلميح نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي إلى إمكان تشكيل حكومة كفاءات دون مشاركة هذه القوى، وأكد أن ذلك سيثير خطوات تصعيدية من قبل الحراك.
وقال القيادي عادل خلف الله إن الشعب السوداني لم يفوض الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري للتحدث باسمه.
وأضاف أنه إذا أقدم المجلس العسكري على تشكيل حكومة كفاءات دون مشاركة قوى الحرية والتغيير فإن القوى ستدخل في إضراب عام وستدعو لمظاهرات جديدة ووقفات احتجاجية.
ورأى خلف الله أن المجلس العسكري لا يزال يماطل بشأن مطالب قوى الحرية والتغيير، لا سيما المتعلقة بتقديم الجناة في فض الاعتصام الذي كان مقاما أمام القيادة العامة للجيش إلى العدالة، وكذلك المطالب المتعلقة بالحريات العامة والإعلامية. واستنكر ناشطون في شبكات التواصل الاجتماعي حديث حميدتي عن «تفويض شعبي»، وقالوا إنه يشبه خطاب عبد الفتاح السيسي في مصر، حين طلب تفويضا شعبيا عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي.
من جهتها قالت صحيفة لوموند إن العنف الذي واجه المعتصمين المطالبين بالديمقراطية وهم نائمون أمام مقر الجيش السوداني فجر الثالث من يونيو يناسب تماما شخصا أسس حياته وبنى صعوده على العنف، ألا وهو الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» قائد قوات الدعم السريع والرجل الثاني في المجلس العسكري الانتقالي.
وفي مقال لمراسل الصحيفة في جوهانسبرغ، وصف جان فيليب ريمي أحداث فض اعتصام القيادة انطلاقا من عدد من الفيديوهات التي استطاع الوصول إليها، موضحا أن كل ما كان في الساحة من بشر نائمين وخيام تم جرفها في غضون ساعات قليلة.
وفي مقاطع الفيديو رأى المراسل إطلاق النار على الشباب العاجزين وضربهم بعنف، ورأى كيف بترت ساق أحدهم وكيف انهار آخر، وأشار إلى اغتصاب شابات، وإلقاء الجثث في النيل، موضحا أن أكثر من 150 شخصا قد قتلوا.
ونبه المراسل إلى أن قوات الدعم السريع لديها سوابق ربما تكون أخطر من هذه الحادثة، ولكنها كانت تحدث بعيدا في دارفور أو كردفان أو على الحدود دون شهود، أما هذه المرة فإن حميدتي لم يعد يكتفي بأن يكون صانع الملوك بل يريد أن يكون هو نفسه ملكا بالتأكيد.
copy short url   نسخ
17/06/2019
2002