+ A
A -
تقرير - أكرم الفرجابي
ينذر استمرار التعنّت السعودي بوضع العراقيل أمام الراغبين في أداء الحج والعمرة بتكرار سيناريو العام الماضي، وبالتالي حرمان المواطنين والمقيمين في قطر، من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي؛ في وقت تقوم فيه سلطات الحج السعودية، بتقديم التسهيلات لكل الحجاج من كافة بقاع الأرض، حيث يتم خلال أيام الانتهاء من إجراءات القبول لـ(94 %) من الحجاج، فيما تواصل السلطات السعودية تعمد عرقلة الإجراءات وتتظاهر بأنها تقدم التسهيلات لحجاج قطر عبر مسارات إلكترونية وهمية، لذر الرماد في عيون المنظمات الحقوقية العالمية، وهي تحاول بذلك تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، بأنها حريصة على التسهيل للقطريين للوصول إلى الأراضي المقدسة سواء للحج أو العمرة.
وتفيد متابعات الوطن بأن هناك اجتماعات رسمية جمعت مسؤولي الحج والعمرة في السعودية بوفود العالم الإسلامي خلال الفترة الماضية، وذلك في إطار التنسيق لموسم الحج 1440 هـ، حيث قدمت لهم المملكة تعهدات بتقديم التسهيلات للحجاج، وحددت لهم عدد الحجيج «الكوتات» وحظي عدد من الدول بكوتات إضافية لاعتبارات سياسية وترضيات، وناقشت معهم المساحات الممنوحة في المشاعر المقدسة بمنى وعرفات والمزدلفة، وهو ذات الإجراء الذي كان يحدث مع وفد وزارة الأوقاف في قطر في نفس هذه الأيام من كل عام.
إزالة العراقيل
وأكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، في مقابلة له مع التليفزيون العربي الأسبوع الماضي استمرار العراقيل والشكاوى ضد تسييس الشعائر، ومن جانبها دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في بيان لها الشهر الماضي السلطات المعنية في المملكة، إلى إزالة كافة العراقيل أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من قطريين أو مقيمين على أرض دولة قطر لأداء فريضة الحجّ مع اقتراب موسمه، مطالبةً السلطات السعودية بتقديم كافة التسهيلات، أسوةً بما يتمّ تقديمه لبقية مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، موضحةً أن الرحلات الجوية المباشرة من الدوحة إلى جدة لا يزال غير مسموح بها لجميع خطوط الطيران، بالإضافة إلى استمرار إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد أمام ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذّر عليهم السفر جوّا ممن يريدون زيارة بيت الله الحرام، كما أنّ السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية بالدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى مما يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج، الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً، خاصةً في حالة النساء وكبار السن والمرضى، بالإضافة إلى التحريض الإعلامي الممنهج ضد القطريين والذي قد يشكّل خطراً على سلامتهم.
تحسين الصورة
ووصف أصحاب حملات حج وعمرة قطرية السلطات السعودية بأنها تحاول تحسين صورتها أمام الرأي العام، كونها أعلنت مؤخراً عن فتح مسار إلكتروني أمام المعتمرين القطريين، في ظل استمرار العقبات والعراقيل أمام الراغبين في أداء المناسك، ونوهوا بأن هذه الإجراءات لا قيمة لها طالما أن باب العمرة والحجّ عن طريق البرّ ما زال مغلقاً، والتوجه من مدينة الدوحة إلى مدينة جدةّ مباشرة أيضاً غير متاح، ما يحمّل المعتمرين والحجاج من كبار السن وأصحاب الأمراض مشقّة مضاعفة، هذا فضلاً عن خضوع مسألة السماح للمواطنين والمقيمين في دولة قطر بدخول الأراضي السعودية إلى أهواء الموظفين المعنيين، مشيرين إلى بعض المعوقات التي تكذب ادعاءات السلطات السعودية بشأن تسهيل إجراءات الحج والعمرة، والتي أبرزها تجميد القائمين على شؤون الحج والعمرة في المملكة الاتصالات مع وزارة الأوقاف القطرية، بالإضافة إلى إغلاق السفارة والقنصلية السعودية في قطر، ما يحول دون استكمال حملات الحج والعمرة إجراءات التسيير للحجاج والمعتمرين.
أجندة سياسية
ويرى المراقبون أن الاشتراطات التي وضعها الجانب السعودي للحجاج القطريين لا يمكن تفسيرها إلا كونها تسخيراً للحج في خدمة أجندة السعودية السياسية؛ إذ تريد أن تتحكم في كيفية دخول القطريين والمقيمين على أرض قطر لتأدية الشعيرة المقدسة باشتراطها دخولهم بصورة فردية، وهذا يخالف حقوق الحجاج في أن يحصلوا على إشراف من قِبل دولهم وفقاً للطريقة المتعارف عليها منذ سنوات، باعتبار أن السلطات السعودية لا تزال تعامل بها الدول الإسلامية كافة، وقبل الحصار المفروض على قطر في الخامس من يونيو 2017 كانت وزارة الحج والعمرة السعودية تمنع سفر أي شخص بصورة منفردة، وعليه فإن الإصرار على معاملة حجاج قطر بصورة مختلفة عن باقي الدول الإسلامية، يُعتبر توظيفاً للشعيرة الدينية في الخلاف السياسي، الأمر الذي يؤكد أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى التهرب من مطالبات حقوق الإنسان المتعلقة بأهمية تيسير الحج والعمرة للقطريين.
copy short url   نسخ
17/06/2019
4547